كشف العلماء أن جميع أجزاء المخطوطات الخاصة بالبحر الأحمر الموجودة لدى متحف أمريكي مزيفة وربما مصنوعة من جلود الأحذية الرومانية، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Times البريطاني السبت 14 مارس/آذار 2020.
التقرير أوضح أن القصاصات الـ16، التي حيزت بملايين الدولارات، كانت هي المعالم الأبرز في متحف الإنجيل في العاصمة واشنطن. وقد عُرضت بوصفها أجزاء من النصوص الدينية التي تعود إلى 2000 سنة، واكتُشفت في كهف قمران في صحراء يهودا سنة 1946 وبعدها.
عمليات تزوير خدعت جامعي الآثار
إلا أن الباحثين المستقلين الذين يمولهم المتحف، قالوا الآن إن هناك عمليات تزوير حديثة وقعت، خدعت جامعي الآثار وبعض أبرز علماء الإنجيل في العالم، بالإضافة إلى الملياردير الذي أسس المتحف.
قال هاري هارغريف، الرئيس التنفيذي، لقناة National Geographic: "يحاول المتحف أن يتمتع بأكبر قدر ممكن من الشفافية.. نحن ضحايا تحريف الحقائق، إننا ضحايا للاحتيال".
في تقرير من 200 صفحة، قال الباحثون بقيادة كوليت لول، وهي محققة في تزوير الأعمال الفنية، إنه على الرغم من أن القطع ربما صُنعت من جلدٍ عتيق، فقد كُتبت الحروف العبرية في العصر الحديث.
كما أوضحوا أن استخدام الجلد في حد ذاته كان فاضحاً، لأن جميع أجزاء مخطوطات البحر الميت الأصلية تقريباً صُنعت من اللفائف المدبوغة أو شبه المدبوغة، والتي كانت توفر سطحاً أفضل للكتابة.
كيف اكتشف الأمر؟
أضافوا أن المخطوطات ربما صُنعت من جلود أحذية أو نعال قديمة، وذلك بناءً على صفٍ من الثقوب على أحد الأجزاء، يُشبه الثقوب الموجودة على الأحذية الرومانية. ويشير تحليلهم إلى أن الحروف المكتوبة طُبعت على جلد كان قديماً بالفعل.
كما قال فريق لول إن نتائجه لم تشكك في 100 ألف قطعة حقيقية من مخطوطات البحر الميت، التي يوجد معظمها في متحف إسرائيل بالقدس. إلا أنه قال إنهم شككوا في مجموعة من حوالي 70 قطعة كانت معروضة للبيع بعد عام 2002.
عُثر على المخطوطات في آنية فخارية عن طريق رعاة بدو، وكان فيها قطع من الكتاب العبري (التناخ).
حاولت National Geographic التواصل مع الأمريكيين الثلاثة الذين باعوا القطع لستيف غرين، مالك المتحف. لم يرد اثنان منهم، وأعرب الثالث، وهو مايكل شارب، ويعمل جامع كتب، عن دهشته وعدم تصديقه أن القطع التي باعها، والتي اشتراها لمجموعته الخاصة، كانت غير أصلية، وقال: "أشعر بالذنب نوعاً.. لم يكن لدي أي فكرة".