قضت محكمة، الأربعاء 11 مارس/آذار 2020، بسجن المنتج السينمائي الأمريكي السابق هارفي واينستين 23 عاماً؛ بعد إدانته، الشهر الماضي، بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، في قضية اعتُبرت انتصاراً لحركة (#مي تو) التي شجعت النساء على فضح سوء السلوك الجنسي لرجال من ذوي النفوذ.
صدر الحكم في محكمة مانهاتن الجنائية من القاضي جيمس بيرك، الذي ترأس محاكمة واينستين. ورأت هيئة محلفين في 24 فبراير/شباط، أن واينستين (67 عاماً) مذنب بالاعتداء الجنسي على مساعِدة الإنتاج السابقة ميمي هالي، واغتصاب الممثلة الصاعدة السابقة جيسيكا مان.
إذ كان من المحتمل أن يواجه واينستين، الذي كان أحد أكثر مُنتجي هوليوود نفوذاً، عقوبة السجن القصوى لمدة 29 عاماً.
اتهمت أكثر من 100 امرأة، منهن ممثلات مشهورات، واينستين بسوء السلوك الجنسي على مدى عقود من الزمن؛ وهو ما أدى إلى تشكيل حركة (#مي تو) ضد الاعتداء الجنسي والتحرش. ونفى واينستين هذه المزاعم، وقال إن ممارسة النساء للجنس معه كانت جميعها بالتراضي.
"رسالة استعطاف" لم تنفع المنتج الأمريكي
لم تنفع الرسالة التي وجهها محامو المنتِج الأمريكي إلى هيئة القضاء في تخفيف الحكم على واينستين، وفي الرسالة التي نُشرت مضامينها، الثلاثاء 10 مارس/آذار، صحيفة South China Morning Post الصينية، طلب فريق دفاعه من القاضي جيمس بورك أن يحكم عليه بخمس سنواتٍ في السجن فقط، وهو حكمٌ بعيدٌ كل البعد عن العقوبة القصوى التي يسمح بها القانون في مثل هذه الجريمة، وهي السجن 29 عاماً.
جاء في الرسالة أنَّ واينستين، وهو رجلٌ حظي بالإعجاب يوماً ما؛ لتخصيصه جزءاً من ثروته لخدمة قضايا خيرية في أثناء صعوده المهني، ليصبح واحداً من أبرز المنتجين في هوليوود، أصبح الآن "عاجزاً عن المشي في العلن دون أن يتعرض لهجوم لفظي، لقد فقد واينستين مصدر رزقه. إنَّ سقطته من مكانته المرموقة كانت تاريخية بأبسط التعبيرات، وربما غير مسبوقةٍ في عهد مواقع التواصل الاجتماعي".
كما قيل في الوثيقة، إنَّه حتى وإن مُنح واينستين المريض حُكماً مخففاً، فإنَّ "الواقع الخطير هو أنَّ واينستين قد لا يعيش بعد انتهاء فترة الحُكم، وهو ما يجعله واقعاً حُكماً بالسجن المؤبد".
بالإضافة لمشكلات القلب التي يعانيها واينستين، قال محاموه إنَّه يعاني أيضاً من تداعيات عمليةٍ فاشلة خضع لها، لعلاج ظهره بعد تعرُّضه لحادث سيارة، الصيف الماضي، وحالة مرَضية تستدعي تلقّيه حُقناً في عينيه، كي لا يفقد بصره.