بالتأكيد تعرفون أنجلينا جولي وبيل غيتس وإلتون جون، وربما سمعتم أيضاً بالدكتور مجدي يعقوب والصحفية آنا وينتر والروائي سلمان رشدي.. كل هؤلاء اليوم باتوا أرفع مرتبة وأعلى مكانة من الأمير هاري، صاحب الدم الملكي، وزوجته الممثلة الأمريكية ميغان ماركل، بعد أن قرّرا التنحي عن واجباتهما الملكية، وهو ما ترتّب عليه حرمانهما من الألقاب الملكية (دوق ودوقة).
لكن مهلاً، ما قصة هذه الألقاب الملكية، وكيف يحملها أصحابها؟ وهل يمكن لأولئك الذين لا ينتمون لأُسر نبيلة أن يحملوا ألقاباً رفيعة الشأن أيضاً؟ وما هي الألقاب التي يحملها إلتون جون وأنجلينا جولي وغيرهما، وكيف باتوا يتفوقون بالمكانة على ابن الأمير تشارلز والليدي ديانا؟
ما هي الألقاب الملكية؟
بالرغم من أن العائلة الحاكمة في بريطانيا لا تملك اليوم السلطة المطلقة كما في السابق، فإن عائلات النبلاء لا يزالون يتوارثون الألقاب الملكية إلى يومنا هذا، ويتوجب التوجه إليهم في الخطاب باستخدام تلك الألقاب.
تتدرج الألقاب الملكية بين خمس رتب أساسية يحتلها النبلاء البريطانيون.
الدوق، هو المنزلة الأعلى بين هذه الرتب، وهو اللقب الذي كان يطلق على كل من هاري وميغان قبل تخليهما عن واجباتهما الملكية، إذ كانا دوق ودوقة ساسكس.
الماركيز: يأتي الماركيز في المرتبة الثانية من مراتب النبلاء بعد الدوق، وعادة ما يخاطب الماركيز بلقب "لورد" أو "ليدي"، وقد استُحدث لقب ماركيز إنجلترا الأول في عام 1551، واليوم يوجد حوالي 34 ماركيزاً في المملكة المتحدة.
الإيرل: يحتل هذا اللقب المرتبة الثالثة، ويطلق على حامله اسم (كونت أو كونتيسة)، وقد وجدت هذه الألقاب منذ عهد الملك كونتي في القرن العاشر الميلادي.
حمل هذا اللقب من قبل والد الأميرة ديانا (الإيرل سبنسر)، والذي ورثه عن عائلته النبيلة.
الفيكونت: هو لقب مشتق من منصب نائب الكونت، وهي رتبة أضحت قابلة للتوريث في الإمبراطورية الرومانية المقدسة بحلول بداية القرن العاشر الميلادي.
البارون: هو أدنى مراتب النبلاء، ويعني في الفرنسية القديمة "الرجل الحر"، وفي القرن الثالث عشر الميلادي كان الملك يستدعي حاملي لقب بارون لحضور المجلس أو البرلمان.
ماذا عن لقب "سير"؟
حتى لو لم تكن نبيلاً بالوراثة، فما زال بإمكانك الحصول على ألقاب ملكية رفيعة الشأن مثل لقب "سير"، الذي تمنحه الملكة إليزابيت للشخصيات المهمة في المجتمع البريطاني.
يعتبر لقب "سير" أعلى الألقاب غير الملكية شأناً وأهمية، فهو معادل للقب "فارس" قديماً، ويمنح للشخصيات ذات التأثير على مستوى العالم في مختلف المجالات؛ العلمية والأدبية والفنية والرياضية.
إذ تقدم الحكومةُ البريطانية كل عام مجموعةً كبيرة من المرشحين، من الذين قدموا خدمات جليلة للدولة والمجتمع، للملكة إليزابيث الثانية؛ لمنحهم ألقاب شرف ملكية.
منح مثل هذه الألقاب عادة بريطانية قديمة؛ إذ اعتاد الملك على مر العصور أن يُنعم على من يشاء بلقب لورد أو فارس، ولا يزال هذا التقليد حاضراً إلى اليوم، إذ تمنح الملكة هذا اللقب في حفل خاص في قصر باكنغهام، حيث تلمس الملكة الشخص الذي يتوج باللقب بسيف تقليدي، معلنةً إياه "فارساً".
والمعروف أن لقب "سير" لا يمنح إلا للبريطانيين، أو من يملكون الجنسية البريطانية وإن كانوا من أصول غير إنجليزية، ويمكن منحه لغير البريطانيين أو حاملي الجنسية البريطانية، لكن بصفة فخرية.
والمثير للاهتمام أن جميع الشخصيات غير الملكية الحائزة لقب "سير" ستصبح أعلى شأناً من الأمير هاري، ذي الدم الملكي، وزوجته ميعان ماركل، بعد أن قرّرا التخلي عن لقبيهما.
حاصلون على لقب "سير" يتجاوزن هاري وميغان بالمكانة
ليس من السهل الحصول على هذا اللقب، فمَن يقع عليهم الاختيار يجب أن تكون لهم مساهمة واضحة في تنمية المجتمع، وقد استطاعت شخصيات عربية الحصول على ذلك اللقب، إلى جانب شخصيات عالمية أخرى نذكر منها:
الدكتور مجدي يعقوب، الذي نال اللقب في عام 1992، ليصبح لقبه "فارس الإمبراطورية".
أنجلينا جولي، التي حصلت على اللقب المقابل لـ "سير"، وهو ما يُعرف بـ "سيدة قائدة" في العام 2014، إثر حملتها لإنهاء العنف الجنسي في الحروب، وخدماتها للسياسة الخارجية البريطانية، وقد كان لقبها فخرياً كونها غير حاملة للجنسية البريطانية.
كما مُنح اللقب للعديد من الموسيقيين والمغنين البريطانيين، مثل إلتون جون ورود ستيورات وتوم جونز، والممثلين مثل دانييل دلي لويس، وجون هارت، وكريستوفر لي ومايكل كاين.
حصل على اللقب أيضاً كل من بيل غيتس، والرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان والروائي ذي الأصول الهندية سلمان رشدي، والصحفية آنا وينتر وغيرهم.