أضاع تاجر مخدرات أيرلندي ثروة من عملات بيتكوين بقيمة 59.7 مليون دولار، كان قد جمعها من تجارة المخدرات، بعد أن فقد رموز الولوج إلى ثروته. إذ ضاعت رموز الولوج التي طبعها على ورقة وخزَّنها في حافظة خاصة بصنارة صيد، لكن المفاجأة هو أن صاحب المنزل رمى ممتلكات تاجر المخدرات بعد دخوله السجن.
تفاصيل الحادث: يقول تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، نُشر الجمعة 21 فبراير/شباط 2020، إنه في بداية عام 2017، واجه كليفتون كولينز، مُهرب المخدرات الأيرلندي، معضلةً: أين يخبئ رموز الولوج إلى ثروته غير المشروعة من عملات بيتكوين التي تبلغ قيمتها 55 مليون يورو (59.7 مليون دولار).
كان الحل الذي هُدي إليه هو طباعتها على ورقة بحجم A4، وتخزينها في حافِظة من الألمونيوم خاصة بصنارة صيد، وحفظ العبوة في منزله المستأجر بمقاطعة غالواي. وقد بدت فكرةً جيدةً حينها.
ثم حدثت ثلاثة أشياء: ألقت الشرطة القبض على كولينز بعد العثور على حشيش بقيمة ألفي يورو (2.2 ألف دولار) في سيارته، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات، وأخلى مالك العقار منزل غالواي؛ وهو ما أدى إلى إلقاء ممتلكات كولينز في مِكبٍّ النفايات.
الآن، أصبحت الرموز مفقودة، وهو ما يعني أنه لا يمكن الولوج إلى الحسابات.
رد فعل التاجر: ووفقاً لصحيفة Irish Times الأيرلندية، التي كانت أول مَن نشر القصة، قال عُمَّال مكب النفايات لقوات الشرطة الأيرلندية، إنهم يتذكرون رؤية معدات صيدٍ مهملة. وتذهب النفايات من مكب النفايات ذاك إلى ألمانيا والصين لحرقها. ولم يُعثر على حقيبة صنارة الصيد قط.
يبدو أن كولينز، البالغ 49 عاماً، قد أخبر الشرطة بأنه تصالح مع فقدان الثروة، وأنه يعتبر ذلك عقاباً على حماقته.
مصير الثروة: قضت المحكمة العليا في دبلن، هذا الأسبوع، بمصادرة حسابات كولينز، لأنها كانت تحوي عائداتٍ جناها من الجريمة. ووفقاً لصحيفة Irish Times، تعتقد الشرطة أنه فقد الأكواد فعلاً.
عودة إلى الخلف: كان كولينز، القادم بالأصل من ضاحية كروملين، وهو حي للطبقة العاملة في دبلن، قد عمِل حارس أمن ومربّي نحل، وفاز بجوائز لعسله، قبل أن يعمل بدوام كامل في زراعة الحشيش منذ عام 2005 تقريباً.
استخدم عقارات مستأجرة في جميع أنحاء أيرلندا، ومنها منزل غالواي ذاك، لزراعة المحاصيل، التي حصدها وعبّأها وباعها في دبلن. واستخدم كولينز العائدات لشراء 6 آلاف عملة بيتكوين في أواخر 2011 وبدايات 2012، عندما كانت قيمة العملة الرقمية الوليدة آنذاك 5 دولارات تقريباً.
وسط تقلبات جامحة ارتفعت قيمتها، لتبلغ قيمة بيتكوين حالياً 9.673 دولاراً. ولحماية ثروته من المخترقين، وزّعها كولينز على 12 حساباً، في كل حساب 500 بيتكوين. ثم خزَّن أكواد الولوج إلى الحسابات فيما يعتبر الآن على الأرجح أغلى عبوة ألومنيوم في التاريخ.
الخاسر الأكبر: لكن الخاسر الأكبر قد يكون الدولة الأيرلندية؛ إذ اعتقد مكتب Criminal Assets Bureau، المعني بتحصيل الأموال المصادَرة من الجريمة، أنه حقق نجاحاً غير متوقع عندما صادر الحسابات. وتأمل السلطات أن يتمكنوا يوماً ما، من الولوج إلى تلك الحسابات.
كان كولينز يمتلك أيضاً أكواد حسابات بيتكوين أخرى بقيمة 1.5 مليون يورو (1.6 مليون يورو)، لكن هذه الحسابات صُودرت، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف يورو نقداً.