بعد أن تسبب علاج سرطان الثدي في إصابتها بالعقم.. امرأة تلد أول طفل عن طريق تقنية جديدة لتجميد البويضات

تمكنت امرأة تسبَّب علاجها من السرطان الثدي في إصابتها بالعقم، من ولادة طفل بعد جمع وتجميد بويضاتها غير الناضجة وإنضاجها في المعمل.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/02/19 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/19 الساعة 14:44 بتوقيت غرينتش
هذه هي الولادة الأولى من بويضات نضجت في المعمل ثم جُمدت قبل استخدامها/ Istock

 تمكنت امرأة تسبَّب علاجها من السرطان الثدي في إصابتها بالعقم، من ولادة طفل بعد جمع وتجميد بويضاتها غير الناضجة وإنضاجها في المعمل، وتجميدها للاستخدام بعد خمس سنوات.

اختصاصيو الخصوبة بمستشفى أنطوان بليكير الجامعي في كلامار بالقرب من باريس، قالوا إن الطفل الذي يدعى "جولز" بصحة جيدة، وهو أول طفل يُولد عن طريق هذه العملية، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية الأربعاء 19 فبراير/شباط 2020.

أهمية الخبر: سبق أن أُنضجت بويضات في المعمل، واستُخدمت لتصبح أجنَّة، نجحت في الوصول إلى مرحلة الولادة. لكن كانت هذه هي الولادة الأولى من بويضات نضجت في المعمل ثم جُمدت قبل استخدامها.

تفاصيل العملية: قُدَّمت للمرأة، التي لم تُفصح عن اسمها، استشارة للخصوبة عندما كانت على وشك البدء في العلاج الكيماوي من سرطان الثدي، وهي بعمر التاسعة والعشرين عاماً. من المعروف أن معظم العقاقير المستخدمة في علاجات السرطان تُشكل خطراً على الخصوبة.  

استبعد الأطباء استخدام عملية أطفال الأنابيب المعتادة، باستخدام الهرمونات لتحفيز مبايض الأنثى لإنتاج البويضات؛ خوفاً من أن هذا قد يزيد من السرطان. كان الخيار الثاني هو إزالة وتجميد بعض نسيج المبيض لدى المرأة، وإعادة زراعتها عندما تتعافى، لكن المرأة اعتبرت هذه العملية جائرة للغاية. 

بدلاً من ذلك، اختارت المرأة جمع بعض البويضات في مرحلة مبكرة من مبايضها. نضجت هذه البويضات في المعمل مدة يوم أو يومين، بعد ذلك تعرضت لعملية تزجيج، وفيها تُجمد الخلايا باستخدام النيتروجين السائل، لتقليل فرص تكوين بلورات ثلجية وانفجار الخلايا.

تعافت المرأة من السرطان، لكنها وجدت أنه لا يمكنها الحمل طبيعياً، وعادت إلى المستشفى من أجل علاج الخصوبة. وهناك أذاب فريق غرينبيرغ 7 بويضات مجمدة، عاشت منها 6 بويضات. وخُصِّبت هذه الست بحَقن الحيوانات المنوية، لكن بويضة واحدة فقط هي التي نجت وتحولت لجنين سليم، نتج عنه حمل ناجح. وُلد الطفل يوم 6 يوليو/تموز من عام 2019، عندما كانت المرأة في عمر الرابعة والثلاثين.

صورة أوضح: قال ميكائيل غرينبيرغ، مدير قسم الطب الإنجابي والحفاظ على الخصوبة في المستشفى: "لم نكن نعلم ما إذا كانت البويضات المجمدة ستتمكن من النجاة، وتحافظ على قدرتها على إحداث حمل، وولادة صحية"، مضيفاً: "كانت مفاجأة جيدة لنا".

غرينبيرغ أضاف أنه على الرغم من انخفاض كفاءة هذه العملية إلى حدٍّ ما، فقد سمحت لبعض النساء بأن يكون لهن أطفال عندما تُرهقهن الخيارات الأخرى. بالنسبة لمرضى السرطان، قد تكون إزالة وتجميد نسيج المبايض قبل العلاج بالكيماوي طريقة أكثر فاعلية، لكن بالإضافة إلى كونها عملية جراحية جائرة، تنطوي العملية على مخاطر أخرى طويلة المدى إذا كان السرطان انتقل إلى أنسجة المبيض التي أُزيلت للتخزين قبل العلاج الكيماوي. 

نُشرت تفاصيل الولادة في دورية Annals of Oncology العلمية. وقال غرينبيرغ: "كانت محظوظة للغاية وكذلك نحن"، مضيفاً أن هناك امرأتين أخريين، تعافت إحداهما من سرطان الثدي، والأخرى من سرطان العقد الليمفاوية، خضعتا للعملية نفسها في المستشفى، والآن تحملان بطفليهما. 

ليس ذلك كل شيء: يعمل الفريق الطبي على زيادة كفاءة العملية. في الوقت الحالي، العديد من الأجنة التي نشأت من بويضات نضجت في المختبر ثم جُمدت، لم تتطور بما يكفي لتُنتج حمل سليم. قال غرينبيرغ إن الفريق يأمل في تحسين وسط الزراعة المستخدم لإنضاج البويضات في المعمل.

هناك مسألة أخرى يريد الأطباء فهمها على نحو أفضل وهي سبب الاختلاف الكبير في عدد البويضات غير الناضجة التي يمكن الحصول عليها من امرأة لأخرى. وقال غرينبيرغ: "قد يكون لدينا مريضتان، في العمر نفسه، 30 عاماً، ونتمكن من جمع 10 بويضات من إحداهن، و20 من الأخرى، ولا نعرف السبب". 

علامات:
تحميل المزيد