حذَّر قيادي بارز من منطقة الأمازون من أن الأنظمة البيئية بأنحاء العالم ستستمر في التضاؤل إن لم تستمع البشرية إلى الخبراء من الشعوب الأصلية بشأن كيفية التعايش مع الطبيعة.
أزمة إدارة ملف البيئة: وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، قال تونتياك كاتان، من شعب شوار الإكوادوري، وهو نائب رئيس منظمة في منطقة الأمازون تمثل مجتمعات حوض النهر، إن الحكومات كانت تنفق ملايين الدولارات على مستشاري البيئة، وتهمل في الوقت ذاته إلى حدٍّ كبير، مهارات إدارة الأرض التي يحظى بها السكان الأصليون، والتي في مقدورها المساعدة في التغلب على أزمة المناخ، وأيضاً على الخسارة في التنوع البيولوجي.
- أضاف كاتان في حديثه إلى صحيفة The Guardian البريطانية، والذي أصبح أول ممثل للسكان الأصليين في قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ التي أقيمت السنة الماضية، أن الكوارث البيئية، مثل الحرائق التي دمرت أكبر غابة مطرية بالعالم في سنة 2019، سوف تستمر إلا إذا جرى احترام مساهمات السكان الأصليين وحقوقهم الإنسانية.
- بحسب البنك الدولي، فإن السكان الأصليين يدعمون نحو 80% من التنوع البيولوجي للكوكب، على الرغم من أنهم يمثلون أقل من واحد على عشرين من عدد السكان.
صورة أوضح: دراسة جديدة اكتشفت أن أجزاء غابات الأمازون المطيرة التي تخضع لإدارة السكان الأصليين تحتجز الكربون على نحوٍ أفضل من المناطق التي تفتقر إلى الحماية؛ وهو ما يؤدي إلى تراجع زوال الغابات وانحلال التربة.
- قال كاتان، نائب الرئيس المنسق لمنظمات السكان الأصليين في منطقة حوض النيل (Coica): "نحن المدافعون عن الطبيعة، وعن حياة الغابات، وعن أراضينا"، مضيفاً: "يستثمر العالم كثيراً من الأموال في سبيل تحقيق سياسة عامة للقضاء على التغيرات المناخية، ولدعم الحفاظ على البيئة وإعادة إحيائها". ولكن، توضع هذه السياسات داخل الغرف، عن طريق خبراء تقنيين لا يمتلكون من الخبرة عن الأرض إلا القليل".
- في حين اعتبر منتدى الاقتصاد العالمي (منتدى دافوس) الخسارة في التنوع البيولوجي ثالث أكبر خطر يهدد العالم لهذه السنة من حيث حدتها واحتمالية حدوثها، وقد سبق في الترتيب الهجمات الإرهابية، والأمراض المعدية، والصراعات بين الدول.
بحسب كاتان، فبرغم المخاوف التي عبرت عنها النخبة الدولية في "دافوس"، لم يكن هناك تمثيل للسكان الأصليين بالمنتدى الذي أقيم في Swiss ski resort. قال كاتان إنه سوف يرحب بفرصة الحضور العام القادم، ليستعرض نموذجاً اقتصادياً يعود للسكان الأصليين، مبنياً على الحفاظ على صحة التربة في العالم، بالإضافة إلى أنهاره، وغاباته.
أضاف كاتان أنه إذا لم يستمع العالم "إلى العروض التي يقدمها السكان الأصليون، ومعرفتهم وممارساتهم في الإدارة، فستكون هناك كوارث أكبر. سوف تستمر مشكلة حرائق الأمازون، وأيضاً سيمتد انحسار الغابات والمياه، وسيستمر زوال الغابات".
الكوكب يواجه أزمة مناخ: في هذا الشهر، كشفت الأمم المتحدة عن مسودة لاتفاقية بشأن الطبيعة على غرار اتفاقية باريس للمناخ، داعية إلى التزامها، من أجل حماية 30% على الأقل من الكوكب، ولإحداث انخفاض كبير في نسبة التلوث، والتعزيز من مساهمة السكان الأصليين، وحضور ممارساتهم.
- قال كاتان: "يوجد تنسيق جيد بيننا وبين إخواننا وأخواتنا من إندونيسيا، والكونغو، ومجتمعات من مناطق القطب الشمالي والمحيط الهادئ. كنا -وما زلنا- نناقش المشكلات مع إخواننا وأخواتنا من جميع أنحاء العالم".
- أضاف: "يمتلكون في إندونيسيا، على سبيل المثال، معرفة كبيرة بكيفية إدارة الغابات الاستوائية. ولكن القصة ذاتها تتكرر هنا كما في الأجزاء الأخرى من العالم، وهي عدم وجود اعتراف بمعرفتهم، وقلة الاحترام لحقوق الإنسان الخاصة بالسكان الأصليين".
منطقة الامازون رمانة الميزان: في حين وجدت دراسة جديدة لمركز وودز هول للأبحاث في فالموث بولاية ماساتشوستس، أن 90% من صافي الانبعاثات في الفترة بين 2003 و2016، جاءت من خارج الأراضي المحمية في منطقة الأمازون.
قال العالم والمؤلف البارز واين ووكر: "عملُنا يوضح أن الغابات التي تقع تحت إدارة الشعوب الأصلية، والمجتمعات المحلية تستمر في الحفاظ على نتائج أفضل بخصوص الكربون، أكثر من الأراضي التي تفتقر إلى الحماية. يعني ذلك أن دورهم ضروري، ويجب تعزيزه خاصة إذا كانت دول حوض الأمازون ناجحة في الحفاظ على مورد مهم عالمياً كهذا، في حين يحققون أيضاً التزاماتهم تحت اتفاقية باريس للمناخ.
زادت هذه الاكتشافات من ثقل التوصيات التي قدمتها اللجنة الدولية للتغيرات المناخية في تقريرها حول استخدام الأرض، والأزمة المناخية. والتي وجدت أن المناطق المملوكة للشعوب المحلية، أو التي تقع تحت إدارتها لديها تأثير أقل بكثير للإنسان على البيئة.
ألقى التقرير الضوء أيضاً على قلة اعتبار وجهات نظر الشعوب الأصلية ومعرفتهم في فهم المناطق والأنظمة البيئية الكبيرة.