«بابلو إسكوبار البيض».. محاكمة رجل هرَّب بيض الصقور النادرة لأثرياء الشرق الأوسط

يقبع الرجل الذي يُطلق عليه لقب «بابلو إسكوبار البيض» في سجن ببريطانيا، لاتّجاره في بيض الصقور المهددة بالانقراض، في الوقت الذي يقاوم فيه تسليمه إلى البرازيل لاتهامه بتهريب البيضات النادرة طوال 30 عاماً هناك، قبل سجنه في بريطانيا بجريمة مشابهة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/23 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/23 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية/iStock

يقبع الرجل الذي يُطلق عليه لقب "بابلو إسكوبار البيض" في سجن ببريطانيا، لاتّجاره في بيض الصقور المهددة بالانقراض، في الوقت الذي يقاوم فيه تسليمه إلى البرازيل لاتهامه بتهريب البيضات النادرة طوال 30 عاماً هناك، قبل سجنه في بريطانيا بجريمة مشابهة.

وقد حاول الرجل المماطلة والتهرب من الاتهامات خلال جلسة استماع في محكمة ويستمنستر الجزئية البريطانية، الأربعاء 22 يناير/كانون الثاني 2020، ثم في النهاية طلب فريق الدفاع الإفراج عنه بكفالة، في 30 يناير/كانون الثاني، في الدعوى المقدمة لتسليمه للبرازيل.

تاجر البيض جيفري ليندروم لحظة القبض عليه في مطار هيثرو

بالنسبة لهذا الرجل، الذي له باع طويل في المحاكمات، وقُبض عليه في بلدان مختلفة تُعتبر هذه التجارة مربحةً، كونه يستطيع جني آلاف الدولارات من بيع البيضة الواحدة، وربما السبب الأساسي لهذا الازدهار هو أثرياء الشرق الأوسط المحبون لتربية الطيور الجارحة.

القبض على تاجر الأثرياء: على مدار 3 عقود، هرّب جيفري ليندروم (58 عاماً) بيضاً هشّاً من أعشاش هذه الطيور الجارحة لبيعه لعملاء دوليين أثرياء داخل 5 دول، في 3 قارات مختلفة، إلى أن ألقي القبض عليه في مطار هيثرو عام 2018، وكان بحوزته 19 بيضة تساوي ما يُقدَّر بـ 100 ألف جنيه إسترليني (131284 دولاراً).

عند تفتيشه، وُجد أن المجرم الأيرلندي يرتدي أسفل ملابسه حمّالة مصنوعة من الضمادات تُخفي 19 بيضة وتُبقيها دافئة، وكان البيض يتنوع ما بين بيض النسور والحِدْآن، بالإضافة إلى اثنين من أفراخ عقاب السمك الإفريقي فقست حديثاً.

سجن ومحاكمة منتظرة: حُكم على الرجل بالسجن ثلاثة أعوام وشهر واحد في المملكة المتّحدة. ومع ذلك فهو يواجه الآن إمكانية تسليمه إلى البرازيل، حيث قُبض عليه في عام 2015 أثناء محاولته صعود طائرة من ساو باولو إلى جوهانسبيرغ وبحوزته بيض لطيور نادرة، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.

في إيجاز للتعقيدات المُحتملة لهذا الطلب، أشارت فلورينس إيفسون، التي تمثّل ليندروم، إلى أن السلطات البرازيلية تعتزم احتجازه في زنزانة مع أكثر من 20 سجيناً آخرين، حيث سيبلغ متوسط مساحة كل منهم فيها نحو 2.25 متر مربع، لكنها أكدت أنه كان هناك إخفاق في تاريخ قضايا تسليم المجرمين إلى البرازيل لعدم تقديم ضمانات كافية.

أرشيف طويل مع المحاكمات: في عام 2016، تخلّف ليندروم عن دفع الكفالة في البرازيل، بعد أن حَكم عليه قاضٍ بالسجن أربعة أعوام وستة أشهر، لمحاولته تهريب صقور الشاهين خارج البلاد. وقبلها في عام 2010، سُجن الرجل بعد أن قضت محكمة التاج في ووَرِيك الإنجليزية بحبسه 30 شهراً، بعد محاولته تصدير بيض صقور الشاهين من مطار برمينغهام إلى دُبي.

هو أيضاً تاجر جريء: قال الصحفي الأمريكي جوشوا هامر، في كتابه The Falcon Thief، الذي ألّفه حول مغامرات ليندروم الجريئة، إن ليندروم الذي كان ينتمي إلى القوات الخاصة في الجيش الروديسي (روديسيا دولة في جنوب إفريقيا) استخدم ذات مرة طائرة مروحية أثناء عملية سرقة في شمال كيبيك، مُتدلّياً من حبلٍ ليقترب من العش ويسرق البيض. 

أثرياء الشرق الأوسط وازدهار تجارة البيض: وفقاً لخبراء شبكة مراقبة تجارة الحياة البرية Traffic، فإن القوى المُحرّكة الرئيسية لسرقة هذا البيض هم العملاء الأثرياء في الشرق الأوسط، حيث يوجد طلب كبير على صقور الشاهين التي تُعتاد تربيتها هناك، ويمكن بيع هذا البيض بآلاف الدولارات.

يعتبر ليندروم الذي عمل 35 عاماً في الاتجار غير المشروع في بيض الجوارح النادرة اسماً معروفاً للمهتمين بعالم الحياة البرية، إذ قال ريتشارد توماس، وهو مُتحدِّث باسم شبكة Traffic: "ليندروم هو اسمٌ معروف للمؤسسات الخيرية المعنيّة بحماية الحياة البرية، التي تعمل في قضايا الاتجار غير المشروع بالطيور".

تحميل المزيد