بدءاً من جذوره البروتستانتية، ووصولاً إلى الشكوى من تغوُّل الطابع التجاري؛ تتنوع تقاليد عيد الميلاد في أمريكا بالعادات القديمة والحديثة بطريقة استهلاكية تنتج مليارات الدولارات.
ووفقاً لمسح أجراه مركز Pew Research Center للأبحاث، يقول 9 من أصل كل 10 أمريكيين إنّهم يحتفلون بالعطلة السنوية.
وصحيحٌ أنّ الكثير من تقاليد عيد الميلاد تعود إلى ألمانيا في القرن السادس عشر أو حتى العصور الإغريقية القديمة، ولكنْ ثمة تقاليد أخرى ارتبطت به في العصر الحديث.
وإليك نظرةً على 25 طريقة يحتفل الأمريكيون من خلالها بموسم عيد الميلاد، بدءاً من الأغاني والشعر، مروراً بتزيين الأشجار وتبادل الكعك، وانتهاءً بالإسراف في مشروب البيض وارتداء سترات قبيحة، بحسب ما عددها قناة History.
تقاليد عيد الميلاد في أمريكا
1- شجرة عيد الميلاد: يرجع تزيين الأشجار إلى ألمانيا خلال العصور الوسطى، مع انتشار شجرة عيد الميلاد في أمريكا على يد المستوطنين الألمان وغيرهم في أوائل القرن التاسع عشر.
ويرجع الفضل إلى مارك كار، الحطاب من مدينة نيويورك، في افتتاح أول قطعة أرض لإنتاج أشجار عيد الميلاد في أمريكا في عام 1851.
وتوقّعت دراسةٌ استقصائية، أجرتها جمعية American Christmas Tree Association، أنّ 77% من الأسر الأمريكية تعرض شجرة عيد الميلاد في منزلها. ومن بين تلك الأشجار المعروضة، يُقدّر أنّ 81% منها صناعية، و19% حقيقية.
2- مخللات عيد الميلاد: تُخبأ على الشجرة، حتى يفوز أول طفلٍ يعثر عليها بجائزة أو بحق فتح أول هدية في صباح عيد الميلاد.
وجذور هذه الممارسة غامضة، لكنها أتت على الأرجح من حيلة تسويقية من متاجر Woolworths في أواخر القرن التاسع عشر، حين تلقت شركة البيع بالتجزئة الحلي الألمانية المستوردة على شكل مخلل -وكانت بحاجةٍ إلى تسويقها.
3- الجني على الرف: سواءٌ أحببته أم كرهته، فمنذ عام 2005 عكف الآباء والأمهات إما بسعادة أو بحزن على إخفاء لعبة جني في كل ليلة من ليالي الفترة بين عيد الشكر وعيد الميلاد.
وقد حصل أكثر من 13 مليون جني على "تبنّي" منذ 2005، حين نشرت كارول آبيرسولد وابنتها تشاندا بيل كتاب Elf on the Shelf: A Christmas Tradition، المرفق معه لعبة.
وقد ألهمت الشبكات الاجتماعية بعض الآباء لتلفيق سيناريوهات مفصلة لكل جني يُخبّئونه، مثل: إنه هو من لف الشجرة بأوراق الحمام! وهو من ملأ الحوض بحلوى المارشميلو!".
4- جذع عيد الميلاد: كانت جذوع الشجر جزءاً قديماً من احتفالات انقلاب الشمس في الصيف، لكن الأمريكيين هم من حوّلوا حرق الخشب إلى عرضٍ تلفزيوني لا ينبغي تفويته.
ففي عام 1966، أذاعت قناة WPIX التلفزيونية بنيويورك مقطعاً متكرراً من 17 ثانية على مدار ثلاث ساعات مع موسيقى عيد الميلاد. وهو ما أدى في النهاية إلى إنتاجٍ أفضل، وما يقرب من 20 عاماً من المشاهدات السنوية.
واليوم، يمكنك مشاهدة جذع عيد الميلاد حسب الطلب وعلى الإنترنت.
5- تقويمات مجيء المسيح: بدأت الإصدارات المبكرة من هذا التقليد في ألمانيا عام 1903 على يد الناشر جيرهارد لاند، وهو يقدم طريقة تُسهّل على الأطفال عد الأيام تنازلياً حتى حلول عيد الميلاد عن طريق فتح "باب" أو "نافذة" كل يوم لكشف فقرةٍ من الإنجيل، أو قصيدة، أو هدية صغيرة.
ومنذ حصولها على شهرة ضخمة في عام 1920، تطورت التقويمات لتصبح تقويمات لا علاقة لها بالدين، إذ تتضمن هدايا يومية تتراوح بين زجاجة صغيرة من النبيذ وطلاء الأظافر، وصولاً إلى الشوكولاتة وشخصيات أفلام الإثارة.
6- منازل خبز الزنجبيل: على الرغم من أنّ الفضل يرجع إلى الملكة إليزابيث الأولى لتزيينها أولى كعكات الزنجبيل، فمن جديد يدّعي الألمان أنّهم من بدأوا تقليد منازل خبز الزنجبيل.
وحين كتب الأخوان الألمانيان رواية "هانسل وغريتل Hansel and Gretel"، وُلِدَ تقليدٌ جديد لهذه العطلة. واليوم، تُتاح الزخارف القابلة للأكل في عددٍ كبير من المجموعات المعبأة مسبقاً.
7- كسارة البندق: بالنسبة للكثيرين، لا يكتمل موسم العطلة دون رحلة لمشاهدة عرض الباليه ذاك. فمع موسيقى من تأليف بيتر إلتش تشايكوفسكي، وتصميم الرقصات على يد ماريوس بتيبا؛ عُرضت الحكاية الرومانسية لليلة عيد ميلاد كلارا الصغيرة لأول مرة في الـ18 من ديسمبر/كانون الأول عام 1892، داخل مدينة سان بطرسبرغ في روسيا.
وعُرِضَت لأول مرة خارج روسياً عام 1934 في إنكلترا، وعرفت طريقها إلى الولايات المتحدة عام 1944، عندما عُرضت على يد فرقة باليه سان فرانسيسكو. وبعد ذلك، أصبحت حدثاً لا يُفوّت في الولايات المتحدة خلال الستينيات، مع انتشار العروض في كافة أنحاء البلاد.
8- سترات عيد الميلاد القبيحة: يمكنك لوم الكنديين على هذا التقليد السخيف الساخر، الذي اشتهر في ثمانينيات القرن الماضي.
فوفقاً لكتاب Ugly Christmas Sweater Party Book، أصبحت هذه السترات بمثابة صيحة الحفلات في مدينة فانكوفر بكندا عام 2001. ويبدو أنّ هذه الصيحة باقية.
فوفقاً لقناة Fox Business الأمريكية، صار مجال تصنيع السترات القبيحة تجارةً بعدة ملايين الدولارات.
9- كعك وحليب لسانتا: مع أنّ ترك حلوى لسانتا وغزلانه يرجع إلى الأساطير الإسكندنافية القديمة، لكن الأمريكيين أضافوا نكهةً جميلة لهذا التقليد خلال الكساد العظيم في الثلاثينيات، وهي علامةٌ على إظهار الامتنان خلال وقت المصاعب.
10 – حلوى العكاز: سواء التهمتها في التحلية أو علّقتها على الشجرة باعتبارها زينة؛ تظل حلوى العكاز على عرش مبيعات الحلوى غير المكونة من الشوكولاتة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، ويعود تاريخها إلى ألمانيا عام 1670.
إذ وصلت عصي النعناع الأحمر والأبيض إلى الولايات المتحدة في عام 1847، حين وضعها مهاجر ألماني سويدي في مدينة ووستر بولاية أوهايو على شجرة. وبحلول خمسينيات القرن الماضي، اختُرعت ماكينة لصناعة حلوى العكاز، وأسّست جاذبيتها الجماهيرية.
11- شراب البيض المخمور: على الرغم من أن كوكتيل عيد الميلاد مُستقى من شراب كان يُصنع من كمية كبيرة من الحليب الرائب الساخن والجعة أو النبيذ في إنجلترا القرون الوسطى، إلّا أنّ المستعمرين الأمريكيين هم من كان لهم الفضل في شهرة شراب البيض وإضافة الكحول إليه. لدرجة أنّ جورج واشنطن كان يملك وصفةً خاصة به لإعداده.
12- أكاليل الباب: كانت أكاليل الزهور متاحةً منذ العصور الإغريقية والرومانية القديمة، لكن إكليل عيد الميلاد دائم الخضرة اكتسى في النهاية معنى مسيحياً.
وبحسب صحيفة New York Times الأمريكية، يرمز الشكل الدائري إلى الحياة الأبدية، في حين ترمز أوراق البهشية والتوت إلى تاج الأشواك الذي ارتداه المسيح ودمه.
13- بطاقات عيد الميلاد: ظهرت أول بطاقة عيد ميلاد رسمية في إنجلترا عام 1843، على شكل رسالة بسيطة تقول: "عيد ميلاد سعيد، وسنة جديدة سعيدة".
ثم انتشرت فكرة رسالة المعايدة الشتوية بشكلٍ تدريجي في كلٍ من بريطانيا والولايات المتحدة، مع تصنيع Hall Brothers (أو Hallmark حالياً) لبطاقات مطوية جاهزة تُباع مع مظروف من مقرها بكانساس سيتي في عام 1915.
واليوم، وفقاً لجمعية Greeting Card Association، تُباع أكثر من 1.6 مليون بطاقة معايدة بالعطلة في كل عام.
14- أضواء عيد الميلاد: اشتهر توماس إديسون بالمصابيح الكهربائية. لكن إدوارد هيبيرد جونسون، صديقه وشريكه، هو من أدخل فكرة المصابيح المعلقة بأسلاك حول شجرة عيد الميلاد في نيويورك عام 1882.
وبحلول عام 1914، أُنتجت تلك الأضواء بكميات كبيرة، ليباع منها في يومنا هذا ما يقرب من 150 مليون مجموعة من الأضواء سنوياً في الولايات المتحدة.
15- قسم بابا نويل في المتجر: ربما يبدو الاصطفاف في المركز التجاري ليلتقط الأطفال صورة وهم في حجر بابا نويل وكأنّه تقليدٌ حديث، لكنه في الحقيقة يرجع إلى عام 1890 حين طلب جيمس إدغار -من بروكتون بولاية ماساتشوستس- أن تُفصَّل له بذلة بابا نويل، ليرتديها بفخر في متجره لبيع الأطعمة الجافة.
وانتشرت تلك الحيلة التسويقية، ليصير من الممكن بعد عامٍ واحد العثور على بابا نويل في الكثير من المتاجر.
16- أغنية أيام عيد الميلاد الاثني عشر Twelve Days of Christmas: بالرغم من استماع الكثيرين للأغنية بين عيد الشكر وعيد الميلاد، فإنّ أيام عيد الميلاد المسيحية الاثني عشر، التي تمتد بين مولد المسيح وزيارة المجوس، تقع فعلياً في الفترة بين الـ25 من ديسمبر/كانون الأول والسادس من يناير/كانون الثاني، بحسب المعتقدات المسيحية.
ويقدّر المؤرخون أنّ الإصدار الأول من القصيدة التي تحوّلت إلى أغنية نُشر للمرة الأولى في كتاب الأطفال Mirth With-out Mischief عام 1780، ويرجع الفضل في الإصدار الحديث إلى المؤلف الموسيقي الإنكليزي فريدريك أوستن الذي لحّن كلمات القصيدة.
17- زهرة البونسيتة: زهرة عيد الميلاد الأمريكية، التي تعود أصولها إلى أمريكا الوسطى، إلى الولايات المتحدة (واكتسبت اسمها الحالي) عن طريق أول سفير للولايات المتحدة في المكسيك، عالم النبات جويل روبرتس بونسيت، في عشرينيات القرن التاسع عشر.
وكان المزارع الأمريكي بول إيكي، من كاليفورنيا، هو من قدّم تلك النباتات بشكلها المعروف الأحمر والأخضر إلى الجماهير بعد 100 عام.
وتبرّع بالنباتات إلى البرامج التليفزيونية، ووفقاً لصحيفة Los Angeles Times، حتى أصبحت نبتة البونسيتة هي أكثر نباتات الأصيص مبيعاً في البلاد بحلول عام 1986.
18- قارعو أجراس جيش الخلاص: حين يحل شهر ديسمبر/كانون الأول، ينتشر قارعو الأجراس لجمع التبرعات في غلاية حمراء.
يرجع تقليد جمع المال للمحتاجين إلى عام 1891، إذ بدأ التقليد عن طريق النقيب جوزيف مكفي، قائد مؤسسة Salvation Army الخيرية في سان فرانسيسكو، الذي أراد جمع المال لتقديم عشاء عيد الميلاد إلى ألف شخصٍ من الأكثر فقراً واحتياجاً في المدينة.
واستلهم الفكرة من رؤيته إلقاء الأشخاص في إنجلترا للعملات في غلاية من أجل الفقراء، وطّور منها إصداره الخاص.
وانتشرت الفكرة بسرعة في جميع أنحاء البلاد والعالم. واليوم، تُساعد المؤسسة أكثر من 4.5 مليون شخص خلال موسم الأعياد، وأصبحت تقبل وسائل دفع أخرى غير الدفع النقدي، كالتبرع عبر الهواتف الذكية.