كشفت وزارة الصحة الرومانية عن وفاة سيدة بعدما اشتعلت النار بجسدها في أثناء خضوعها لعملية جراحية في البلاد، في قضية سلطت الضوء على النظام الصحي المتردي لرومانيا.
وقد لفظت السيدة، التي عانت من سرطان البنكرياس، أنفاسها الأخيرة، الأحد 29 ديسمبر/كانون الأول، متأثرة بجروحها بعدما انتشرت الحروق في 40% من جسدها، التي أصيب بها نتيجة استخدام الجراحين مشرطاً كهربائياً على الرغم من أنَّهم استخدموا مطهراً يحتوي على كحول.
ونقلاً عن الطاقم الطبي في مستشفى Floreasca للحالات الحرجة في العاصمة بوخارست، كتب السياسي الروماني إيمانويل أنغورينو، عبر صفحته على فيسبوك، أنه بمجرد ملامسة المشرط الكهربائي للمطهر القابل للاشتعال، تولد حريق، وأصبح جسد المريضة مثل "الشعلة".
وقد سكبت ممرضة دلو ماء على السيدة البالغة من العمر 66 عاماً لتمنع الحريق من الانتشار. ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة الرومانية أنها ستفتح تحقيقاً في "الحادث المؤسف"، الذي وقع في 22 ديسمبر/كانون الأول، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
بينما قال نائب وزير الصحة، هوراشيو مولدوفان: "يتعين على الجراحين أن يدركوا أنَّ المطهرات التي تحتوي على الكحول محظورة خلال العمليات الجراحية التي تُجرَى باستخدام مشارط كهربائية".
فيما قالت عائلة الضحية إنَّ الطاقم الطبي في المستشفى تحدث عن وقوع "حادثة"، لكن رفض الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وبالرغم من إجراء بعض التحسينات على القطاع الصحي في رومانيا عقب زيادة المخصصات المالية له، لا تزال المستشفيات تعاني من معدات متهالكة ونقص في الأطباء، وتجد نفسها من فترة لأخرى محور فضيحة أخرى.
يذكر أن إحدى هذه الفضائح وقعت في 2015، حين اشتعل حريق في نادٍ ليلي أسفر عن مقتل 64 شخصاً -26 منهم لفظوا أنفاسهم في مسرح الحادث، و38 لاحقاً- واتُّهِم وزير الصحة السابق بتأجيل أو تعطيل نقل المصابين بحروق إلى الخارج. ومن ثَم، توفي الكثير منهم في مستشفيات رومانيا غير المهيئة. ولا يزال التحقيق في هذه الواقعة جارياً.