على غير العادة، تخلو العاصمة الروسية موسكو من الثلج الطبيعي هذ ا العام بسبب دفء الجو، وهو ما اضطر السلطات إلى وضع أكوام من الثلوج الصناعية في وسط المدينة؛ من أجل رفع الروح المعنوية للشعب الروسي.
موسكو تطلق ثلوجاً زائفة في أدفأ شتاء شهدته بتاريخها
حيث نشر أحد مستخدمي منصة إنستغرام صورة لكومة من الثلج الطيني بالقرب من الكرملين، وكتب عليها: "هذا هو كل الثلج الموجود في موسكو، ويخضع لحراسة مشددة بالميدان الأحمر"، وفق تقرير نشرته صحيفة Metro البريطانية.
في حين تشهد العاصمة الروسية أدفأ ديسمبر/كانون الأول، وربما أدفأ شتاء، من خلال ما نعرفه من السجلات الحديثة.
من ناحية أخرى شهدت أيام 18، و19، و23 ديسمبر/كانون الأول 2019 درجات حرارة بلغت 5.6 و6.5 و6.2 درجة مئوية على الترتيب، قد تكون باردة جداً بالنسبة لكثير من عواصم العالم، ولكنها الأدفأ في موسكو منذ 1886.
عادة ما يكون متوسط درجة الحرارة في العاصمة الروسية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، نحو -6 درجات مئوية، مع تراكم الثلوج التي تغطي كل شيء.
إلى هذا انتشرت لقطات تسليم تلة التزلج على الجليد؛ من أجل عرضها في بداية العام الجديد، بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
قالت السلطات إنها صنعت الثلوج عن طريق تقطيع الثلج القديم عن حلبة تزلج محلية.
وذلك بسبب التغير المناخي الذي يؤثر في درجات الحرارة
قال مسؤول لمحطة الإذاعة المحلية: "الآلات تعمل على تقطيع الثلوج على أي حال وبعضها متبقٍ. عادة ما يذوب، ولكن في هذه الحالة قررنا استخدامه مجدداً".
الرئيس فلاديمير بوتين قال خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، إن التغيرات المناخية تُمثل تهديداً مباشراً لروسيا، إذ سيكون معدل احترار البلاد مرتين ونصف المرة أسرع من متوسط احترار بقية الكوكب.
أصر بوتين على أن روسيا سوف تأخذ هذا الأمر على محمل الجد، مضيفاً أن البلاد في خطر حقيقي، بسبب بناء عديد من مدنها الشمالية على التربة الصقيعية.
لكنه شكك في الإجماع العلمي على أن الاحترار العالمي ناتج عن الأنشطة البشرية، مشيراً إلى أنه قد يكون بسبب إزاحة محور الأرض.
قال: "ندرك أن تاريخ الأرض يتضمن فترات من الاحترار والبرودة، وقد يكون ذلك ناتجاً عن عمليات كونية طبيعية".
أضاف: "واعتبار أن الجنس البشري المعاصر الآن يؤثر في التغيرات المناخية أمر صعب للغاية، إن كان ممكناً من الأساس".
من جهة أخرى حذَّر نشطاء ومسؤولون في شمال البلاد من أن ذوبان التربة الصقيعية قد يولد "حمى ذهب جديدة"، ولكن لبقايا أصواف حيوان الماموث المنقرض هذه المرة، من أجل بيعها في الصين.
تشير المنافذ الإعلامية الروسية في العالم الغربي، مثل RT.com، إلى أن هذا الشتاء الدافئ يرجع إلى الأعاصير التي تشهدها منطقة المحيط الأطلسي.