اعتقلت الشرطة الإماراتية أخطر مطلوب هارب من هولندا، بعد أن دخل البلاد عبر مطار دبي، باستخدام جواز سفر وتأشيرة لشخصية مزيفة، وفق ما أعلنته شرطة دبي في بيان، الاثنين 16 ديسمبر/كانون الأول 2019.
شرطة دبي أوضحت أن رضوان الطاغي، المولود في المغرب ويبلغ من العمر 41 عاماً، كان يعيش في منطقة سكنية في دبي "حيث لم يكن يمارس أي نشاط إجرامي"، وكان لديه "مساعدون من جنسيات مختلفة". وقالت شرطة دبي إنه "اعترف بجميع الجرائم".
من جهتهم أعلن مسؤولون هولنديون أنهم يعملون مع نظرائهم الإماراتيين لتسليم المشتبه به إلى هولندا على الرغم من عدم وجود معاهدة لتسليم المجرمين بين البلدين.
رضوان الطاغي تاجر أسلحة ومخدرات
كانت مذكرات اعتقال دولية قد صدرت بحق رضوان الطاغي، لاتهامه بالقتل وتهريب المخدرات.
في سبتمبر/ أيلول، قُتل محام هولندي، كان موكله شاهداً في قضية ضد الطاغي، بالرصاص بالقرب من منزله في العاصمة الهولندية أمستردام.
قال قائد الشرطة الهولندية، إريك أكيربوم، إن اعتقال الطاغي يمثل "أهمية كبيرة لهولندا" وجاء نتيجة تعاون بين البلدين.
إذ تصاعدت الضغوط على السلطات الهولندية بعد مقتل المحامي ديرك ويرسوم في سبتمبر/أيلول. وكان ويرسوم محامياً لشاهد، يُدعى نبيل بقالي، في قضية ضد الطاغي ومشتبه به آخر مطلوب بتهم مماثلة يُدعى سعيد رزوقي.
كما أن إحدى نقابات الشرطة الهولندية الرئيسية قالت إن إطلاق النار على المحامي كان "تأكيداً على أننا نعيش في دولة مخدرات".
متورط في اغتيال معارضين إيرانيين
في وقت سابق قالت صحيفة هولندية إن تاجر مخدرات مغربياً متهماً بقتل معارضين إيرانيين في أوروبا وضعته هولندا على رأس قائمة المطلوبين "يعيش بحرية في إيران".
كما ذكرت صحيفة "دي تليغراف" أن رضوان الطاغي (41 عاماً) وهو مهرب مخدرات وأسلحة كان قد تورط عام 2015 في مقتل المعارض الإيراني رضا كولاهي.
أضافت أنه ساعد أجهزة الاستخبارات الإيرانية في اغتيال معارضين آخرين في أنحاء أوروبا. وكانت وزارة الخارجية الهولندية قد أعربت في وقت سابق عن اعتقادها أن الاستخبارات الإيرانية انخرطت في اغتيال كولاهي وآخرين.
كان كولاهي قد فر من إيران بعد تفجير لمقر حزب الجمهورية الإسلامية في طهران في يونيو/حزيران 1981، والذي خلف أكثر من 70 قتيلاً، من بينهم محمد بهشتي، كبير القضاة في الجمهورية الإسلامية الناشئة، والذي اعتبر حينها الرجل الثاني في البلاد. ولجأ كولاهي إلى هولندا وعاش هناك تحت اسم مستعار هو "علي معتصم".
تم الحكم على "نوفائيل.ف" العقل المدبر لاغتيال كولاهي واثنين آخرين اسـتأجرهما بمدد مختلفة. وتبين من التحقيقات بعد ذلك أن العقل المدبر كان يعمل لدى الطاغي ويتلقى الأوامر منه مباشرة.
إلى جانب جرائم القتل، تعتقد الشرطة الهولندية أن لدى طاغي عصابة تهريب كبيرة تسيطر على نحو ثلث تجارة الكوكايين في أوروبا. وعرضت هولندا جائزة مالية قدرها حوالي 110 آلاف دولار للمساعدة في القبض عليه.
كما أنه متورط في جرائم قتل في المغرب
إذ قالت تقارير إعلامية مغربية إن رضوان الطاغي هو المشتبه فيه الأول في ما يعرف محلياً بجريمة "مقهى لاكريم" التي وقعت في مراكش، إلى جانب مساعده سعيد رزوقي، ذي الأصول المغربية، من أجل تسهيل عملية إيقافهما.
حسب إفادات قدمها الشاهد المغربي "نبيل.ب" للمحكمة الهولندية، تفيد بأن رضوان الطاغي كان يعطي الأوامر بتنفيذ عمليات التصفية الجسدية، فيما يعتبر سعيد رزوقي ذراعه اليمنى، الذي كان يساعده".
أضاف الشاهد ذاته أنه "تم تكليفه هو الآخر من طرف أحد الأشخاص، بتنفيذ عملية تصفية شخص في مدينة أوتريخت الهولندية، يدعى "خالد.ح"، إلا أن العملية باءت بالفشل، قبل أن يتم تهديده بالتصفية، وهو ما دفعه إلى أن يتحول من متهم إلى شاهد بموافقة المحكمة، وذلك من أجل فضح الجهات، التي تقف وراء عملية القتل العمد، التي راح ضحيتها عدد من شبان مغاربة في مدينة مراكش.
وأفادت التقارير الإعلامية بأنه فور تصريح الشاهد "نبيل.ب" بهذه المعطيات للسلطات الهولندية، تعرض "رضوان.ب" شقيق الشاهد لتصفية جسدية راح ضحيتها، في العاصمة الهولندية أمستردام.