كان عمر الصحفي الفلسطيني أمجد ياغي تسع سنوات فقط عندما غادرت أمه قطاع غزة فيما كان يفترض أن تكون رحلة قصيرة إلى مصر لتلقي العلاج، لكن 20 عاماً مرّت قبل أن يتمكن كل منهما من رؤية الآخر في مصر هذا الأسبوع.
بعد أن غادرت نيفين زهير، والدة ياغي، غزة عام 1999 لم تستطع العودة إلى القطاع بسبب آلام حادة أسفل الظهر تحتاج إلى عملية جراحية.
رغم 14 محاولة من ياغي للسفر من أجل رؤية أمه إلا أنه لم يستطع الخروج من غزة لا سيما بعد فرض إسرائيل حصاراً تضمن قيوداً على حركة السفر من القطاع وإليه.
على الرغم من دعوته لحضور العديد من المؤتمرات خارج القطاع فإن ياغي كان لا يحصل على تصريح بالسفر إلا بعد انتهاء المؤتمر المدعو له، الأمر الذي يحرمه مبرراً للسفر.
انفراجة طال انتظارها
أخيراً حصل ياغي على تأشيرة لدخول مصر عبر الأردن، وتوجه إلى شقة والدته في مدينة بنها بدلتا النيل، الإثنين 2 ديسمبر/كانون الأول 2019.
عندما رأت الأم ابنها من الشرفة صاحت باسمه وهبطت الدرج سريعاً لأسفل البناية لتحتضنه وتمسك بيده ويصعدا معاً إلى الشقة.
قال ياغي، الذي أصيب في القصف الأخير على غزة عام 2009: "شعور عظيم جداً إنك أنت رايح تشوف الست اللي ولدتك وكانت فيه ظروف صعبة سياسية واجتماعية ونفسية إنك تمنعك تلتقي في والدتك".
مضيفاً: "لما تروح تشوف فجأة أنت تحس إنك أنت بطل عن كل الفيديوهات اللي بتشوفها، قصتك هي الأقوى. لأن أمك بينك وبينها ساعات لكن محتاج ٢٠ سنة لما تشوفها".
ومضى يقول: "كل هذه المواقف أنت محتاج أُم. أنا بخير باعتباري كبير، ٢٩ سنة. لكن أنا محتاج أُم. محتاج حد جنبي. عندي أُسرة، عندي بيت في غزة. عندي قرايب. كلهم طيبين، لكن عنصر الأُم مهم في بلد بيعيش تحت احتلال".
يُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيوداً مشددة على حركة الفلسطينيين داخل وخارج غزة، وتفتح مصر أحياناً معبر رفح الحدودي للسماح لأشخاص معينين بالمرور، مثل حاملي جوازات السفر الأجنبية والطلاب والذين يحتاجون للعلاج.