عندما أظهرت الأشعة فوق الصوتية أن مونيكا فيغا لديها حبلان سُريان ينموان بداخلها في الشهر السابع من حملها، كان الأمل الطبيعي أنها بانتظار توأم. لكن ما حدث في الواقع هو أن أحد الأجنة "ابتلع" الآخر.
وقال موقع news.com.au الأسترالي، الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن حالة حمل المرأة الكولومبية تُعرف باسم "جنين داخل جنين"، وهي حالة نادرة للغاية.
ووفقاً لتقرير نُشر في عام 2010، من وكالة "المعاهد القومية للصحة"، فإن هذه الحالة تحدث مرة من بين كل 500 ألف حالة ولادة، ولسوء الحظ في حالة فيغا، هذا لا يعني تعرضها لعملية قيصرية طارئة واحدة، بل عملية قيصرية أخرى لطفلتها إتزمارا، وعمرها يوم واحد فقط.
الجنين الميت استمر بالنمو
في هذه الحالة، وفقاً لموقع Mamás Latinas، هناك حبل سُري واحد يربط بين الأم وإتزمارا، في مساره الطبيعي، وحبل سُري آخر يربط بين إتزمارا والجنين الميت، الذي استمر في النمو داخلها كأنه "توأم طفيلي".
وعلى الرغم من غياب القلب والعقل في الجنين الميت، فإنه كان مستمراً في النمو بمعدل خطير. وكان حجمه يمثل تهديداً على الأعضاء الداخلية للطفلة الرضيعة، وهذا معناه أن العمليتين الجراحيتين الطارئتين كانتا ضروريتين لإنقاذ صحة الطفلة وأمها.
وأشار الموقع الإسباني إلى أن هناك أقل من 200 حالة فقط من حالات "جنين داخل جنين" أُبلغ عنها في الدوريات الطبية.
فتاة هندية عاش توأمها في بطنها
وعلى الرغم من أسى فقدان طفل من قبل حتى أن تكون له فرصة بالحياة، كان ما حدث في حالة فيغا أحد أكثر الاحتمالات حظاً، ففي شهر أغسطس/آب، ورد تقرير من دورية British Medical العلمية يكشف عن مدى فداحة حالة لفتاة هندية إذا لم تُشخص.
واستغرق الأمر من الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً، خمسة أعوام لتتوقف عن تجاهل كتلة البطن المتزايدة، وتتجه لطلب المساعدة في النهاية.
وتسببت الكتلة في ألم بمعدة الفتاة، وأثرت في أكلها، لكن بعد أن أجرى الأطباء بعض الاختبارات الشاملة، وجدوا أن هذه الكتلة تحتوي على "عديد من الأسنان"، بالإضافة إلى "شعر، وعظام ناضجة، وأجزاء أخرى من الجسم".
لم تكن لدى الفتاة أي فكرة عن كونها تعيش مع توأمها الطفيلي الميت مدة تقترب من عشرين عاماً بعد أن امتصته داخلها في الرحم، ولحسن الحظ استطاع الأطباء استئصال هذه الكتلة، وتعافت الفتاة كلياً.
وقالت الفتاة بعد ذلك: "كنت قلقة للغاية بشأن هذه الكتلة في بطني"، مضيفة: "بعد العملية، أشعر بصحة جيدة، وأصبح بطني الآن مسطحاً وأبواي سعيدان أيضاً. شكراً لكل الأطباء الذين أجروا العملية".
وبالطبع كانت حالة فيغا خطيرة للغاية، لكن لحسن الحظ، ساعدها الدكتور ميغيل بارا سافيدرا، وهو محترف في التعامل مع حالات الحمل عالية الخطورة، واضطر أولاً إلى الحصول على موافقة فيغا على إجراء عملية ولادة قيصرية مبكرة.
لكن أكثر الأجزاء المخيفة لهذه العملية كلها كانت بعد 24 ساعة من ترحيب فيغا بطفلتها في عالمنا، حيث كانت مضطرة إلى تسليمها للجراحين، ليجروا لها ولادة قيصرية وعمرها يوم واحد فقط، لكن بحسب التقارير نجحت العملية، ولن تعاني الطفلة أي مضاعفات، حسب المتوقع.