بعدما استطاعت كوريا الجنوبية اجتياح العالم بمنتجاتها التكنولوجيا، وماركاتها الشهيرة في عالم الإلكترونيات، ومن قبل ذلك رسّخت تواجدها في أسواق صناعة السيارات، الآن تقف موسيقى كيبوب أو البوب الكورية على أعتاب العالم، تشير للجميع بالنجاح والانتشار.
ربما لم تسمع من قبل بها، ولكن موسيقى K-Pop – اختصارا لـ Korean popular music – الآن هي أحد أكثر أنواع الموسيقى انتشاراً بين الشباب من الفئات العمرية الصغيرة، والمراهقين، ليس في الغرب وحده، ولكنها بدأت تجد جمهورها مؤخراً في البلاد العربية أيضاً. هذا كل ما تريد معرفته عن موسيقى كيبوب، وكيف استطاعت أن تحقق هذا الانتشار.
ما هي موسيقى كيبوب؟ وكيف بدأت؟
موسيقى البوب الكورية أو K-Pop هو نوع من التصنيفات الموسيقية Genre المستقلة، نشأت في كوريا الجنوبية في أوائل التسعينيات، وتتميز بأسلوب بصري، وصوتي غربي لا يمكن خلطه مع أنواع أخرى، كما أنها تمزج بعض العناصر التراثية الكورية مع التوزيعات الموسيقية، مثل موسيقى التروت Trot والتراث الكوري Korean Folk وعادة ما يقوم بغناء موسيقى الكيبوب فرقاً موسيقية بشكل أكبر من الأداء الفردي.
بدأ استخدام مصطلح K-Pop تحديداً في عام 1992 بواسطة الفرقة الغنائية الكورية سيو تايجي والأولاد Seo Taiji & The boys والذي أثارت تجاربهم الموسيقية نجاحاً ملحوظاً، وهو ما كان تحولاً في نموذج الموسيقى الشعبية الكورية. ونتيجة لهذا التحول بدأت الفرق الموسيقية في كوريا الجنوبية في دمج الآلات الغربية مع موسيقاهم، وتوزيعها بشكل يقترب من موسيقى البوب Pop المنتشر في العالم الغربي آنذاك.
كيبوب والهروب من فخ الانتشار المؤقت
لم يهمل القائمون على صناعة موسيقى البوب عنصر الانتشار بعدما حققت الموسيقى هذا النجاح، ومع بداية الألفينات اهتم فنانو الكيبوب بالانتقال سريعاً من عالم التلفاز والمسارح إلى المنصة المستقبلة، الإنترنت.
ومع ظهور مواقع المحتوى البصري مثل يوتيوب، ظلت موسيقى كيبوب حاضرة، ومتطورة، ولم تقع في فخ الانتشار المؤقت أو (الظاهرة الرقمية) التي سرعان ما تختفي عادة بعد فترات قصيرة، ومع تميزها بالألحان السريعة المرحة، والعناصر البصرية الممتعة، وترويجها لأحدث صيحات الموضة كان من الطبيعي ألا تختفي موسيقى كيبوب، ووجدت طريقها إلى مُشغلات الموسيقى الإلكترونية عند الشباب والمراهقين.
بحلول عام 2012 خرجت تقارير إحصائية لسوق صناعة الموسيقى برقم ضخم من الأموال التي حققتها صناعة موسيقى كيبوب في العالم، وهو 3.4 مليار دولار، وهو الرقم الذي جذب أنظار العالم، وتحديداً القائمين على الصناعة في أنحاء العالم، وهو ما سلّط مزيد من الضوء على هذه الموسيقى الرائجة، والمربحة أيضاً. وفي آخر إحصائيات عن عالم صناعة موسيقى كيبوب التي نشرها موقع مجلة Rollingstone الفنية عام 2018 فإن أرباح كيبوب وصلت إلى 5 مليارات دولار، وهو ما دعمه موقع الإحصائيات الشهير Statista برقم 513 مليار دولار لعام 2019.
التحول من نوع موسيقى إلى ثقافة
في العام نفسه 2012 صنفّت مجلة Time الشهيرة موسيقى الكيبوب على أنها (أعظم ما صدّرته كوريا الجنوبية)، والتي كانت وقتها تجتاح دولاً اخرى من بينها : دول شرق وجنوب شرق آسيا، أجزاء من أمريكا الجنوبية، وشمال شرق الهند، والشرق الأوسط، وحتى شمال إفريقيا، وبالطبع كانت الفئات العمرية الأقل من 21 عاماً هم الشريحة العظمى من جماهير الكيبوب.
وكما هو متوقع من أحد الظواهر المنتشرة أن يتنامى إلى ما هو أكبر من ظاهرة، تحولت موسيقى كيبوب من مجرد صنف موسيقي إلى (ثقافة) يتبعها المراهقون في العالم، بداية من الملابس وقصات الشعر، إلى تأدية الرقصات الشهيرة التي يبتكرها فنانو كيبوب كل يوم، ونظراً لسهولة كلمات أغاني كيبوب، ووضوحها، وحتى سردها لحكايات واضحة، استمر هذا الانتشار ووصل إلى شعوب أخرى، كان من بينها العربية، وتشكلت مجموعات وصفحات عربية واسعة الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي من قِبَل محبي هذا النوع من الموسيقى، والتي استجاب بعض القائمين عليها لهذا الحب من قِبل المستمعين العرب، وبدأت حتى بعض الفرق الكورية في الغناء بالعربية:
مَن هم أشهر نجوم غناء الكيبوب؟
إذا كنت قد توقعت أن المشهد الغنائي الكوري غير مزدحم بعشرات الأسماء، فربما عليك أن تعيد اطلاعك على مستجدات الأمور.
لأنه تصنيف موسيقي شائع، وله جماهير كبيرة، فمن الطبيعي أن تتواجد على ساحته الغنائية العديد من الأسماء، ولكن بالطبع هناك أقطاب ونجوم يحتلون المشهد الغنائي بأكبر عدد من المتابعين والمحبين، ومن أشهرهم بحسب تصنيف موقع Ranker :
– فرقة BTS ولديها أكثر من 22 مليون متابع على تويتر.
– فرقة Blackpink
– فرقة Twice
– فرقة EXO
– فرقة Got7
– فرقة Stray Kids
– فرقة TXT