قد ترى بعض الأفعال التي يقوم بها مُعتنقو دين ما أو مذهب ما، أفعالاً لا منطقية وغريبة، خاصةً إذا كانت بها نسبة من العنف أو الإيذاء للجسد، لكن بالنسبة لأتباع هذا الدين، فهم يؤمنون به وأن هذه الطقوس الدينية لها أهمية عميقة، وبأنها تُسهم في تغيير حياتهم للأفضل.
نتعرف معاً خلال السطور التالية على 5 من أكثر الطقوس الدينية عنفاً والأشد إيذاء للنفس، والتي قد تتركك مُتعجباً بشدة؛ لكن تذكَّر أن الأمر ليس غريباً أو لا منطقياً كما تشعر به أنت بالنسبة لأتباع هذه العقيدة المُخلصين!
أكثر الطقوس الدينية عنفاً
1- الإخصاء الذاتي:
الآلهة سيبيل تُلقب بالإلهة الأم العظيمة، يُحتفى بسيبيل في جميع أنحاء الشرق الأدنى القديم واليونان وروما، وغالباً ما تظهر مع الدف وتحيط بها الأسود، ويُعتقد أن أول ظهور للآلهة سيبيل كان منذ نحو 8000 عام.
عندما وصلت عبادة سيبيل إلى اليونان وروما، كان هناك شيء يميز كهنتها عن غيرهم من الآلهة، فكهنة سيبيل كانوا خصياً.
ويحدث الإخصاء للكهنة في مهرجان كان يُعرف باسم "يوم الدم"، يقوم الكهنة خلال حالة من الهياج التي تُسيطر عليهم بقطع أعضائهم التناسلية.
بمجرد ما كان يتم إخصاء الكاهن، كان يرتدي الفساتين النسائية الأنيقة، كما يرتدي الأقراط والأساور، ويضع الماكياج، كل هذا من أجل التقرب والانضمام إلى كهنة سيبيل الأم العظيمة.
2- تضحية الإزتيك البشرية:
في بعض الأحيان، للتقرب من الآلهة، لا يجب عليك التضحية بدمك، ففي بعض الأحيان، قد يكون من الكافي أن يدفع شخص آخَرُ الثمن، وكان عدد التضحيات البشرية التي ارتكبها الأزتيك خير دليل.
اكتسب دين حضارة الأزتيك التي ازدهرت في أمريكا الوسطى القديمة (1345-1521 م)، سمعة سيئة بسبب التضحية البشرية المتعطشة إلى الدماء مع انتشار حكايات قوية حول استخراج القلب النابض من الضحية التي لا تزال واعية، وقطع الرؤوس، والجلد، وتقطيع الشعر.
بالنسبة للأزتيك فإن التضحية البشرية كانت عملية طقسية صارمة أعطت أعلى درجة ممكنة من التقديس للآلهة، واعتبرت ضرورة لضمان استمرار ازدهار البشرية.
كانت الحضارات الأخرى في المنطقة تؤدي عمليات قتل للإنسان كطقوس دينية، ولكن لا شيء يشبه عدد ضحايا الأزتيك، ففي مهرجانات الأزتيك العظيمة، كان يتم إعدام مئات أو حتى آلاف من الضحايا، في طقوس تهدف إلى استرضاء الآلهة.
كان منطقهم في هذا أنه كما عانت الآلهة في خلق البشر والكون، فإنه يتعين عليهم سداد مقابل جهودهم، وكان سداد الدين هذا يتم في شكل تقديم قلوب الإنسان وأجزاء أخرى من الجسم.
3- طقوس الفاتيني:
وهي طقوس خاصة بالجمعة المقدسة في عيد الفصح المسيحي، الذي يقام فقط بقرية نوسيرا تيرينيس في كالابريا بإيطاليا.
وكما هو الحال في عديد من الأماكن بإيطاليا، تمتلئ شوارع نوسيرا تيرينيس بالمصلين الذين يُظهرون إيمانهم يوم الجمعة العظيمة، الفرق هو أنهم يُظهرون إيمانهم بالدماء.
بينما يتم عرض تمثال للسيدة العذراء والمسيح في الشوارع، يستعد الشبان للانضمام إلى المواكب، من خلال غسل أرجلهم بالماء الدافئ المليء بإكليل الجبل، لكي يتم ضخ الدم إلى أرجلهم بشكل جيد قبل أن يُخرجوه، باستخدام شظايا زجاجية متصلة بدائرة من الفلين، ثم يعبرون الشوارع وهم ينزفون الدماء.
يُربط كل رجل ينزف بصبي يرتدي سترة حمراء ويحمل صليباً أحمر بحبل، لإظهار العلاقة بين معاناة الرجل ومعاناة يسوع.
على الرغم من محاولات قمع هذه الطقوس، فإنها لا تزال تُنفذ، وفي نهايتها، يتم غسل الجروح بمزيد من ماء إكليل الجبل، لتهدئة الألم.
4- سوكوشينبوتسو أو التحول إلى مومياء:
سجلت الديانة البوذية انتشاراً واسعاً شرق القارة الآسيوية، واتجه عدد من المدارس البوذية إلى اعتماد تقاليد وطقوس غريبة وفريدة من نوعها، ولعل أبرزها ما يُعرف بتحنيط الذات أو سوكوشينبوتسو.
التحنيط أمر معروف في عديد من الثقافات، ولكن سلكت اليابان طريقة فريدة في التحنيط، حيث يحدث التحنيط بواسطة الشخص نفسه وهو ما زال على قيد الحياة، فقد قام نحو 17 راهباً على الأقل، بطقس الـ "سوكوشينبوتسو"، من أجل تحقيق قفزة إلى الخلود من خلال إنشاء المومياء الخاصة بهم.
ومع بداية استعداد الراهب للتحنيط الذاتي، يعمد إلى نظام غذائي يقوم أساساً على الماء والجوز والبذور؛ في سعي منه لتقليص حجم جسمه.
يسعى من خلال هذا النظام أيضاً إلى القضاء على البكتيريا الموجودة داخل جسمه؛ أملاً في منع تحلل الجسد عقب الوفاة، وتستمر دورة هذا النظام الغذائي نحو 1000 يوم.
يتخلى الرهبان عن الحبوب ويتناولون المكسرات، لتقليل الدهون في الجسم، بعد ذلك يتم إنزال الراهب في حفرة بصندوق ومغطاة بالفحم للتأمل، وكل يوم، كان يرن جرساً، ليخبر أتباع الراهب بأنه لا يزال على قيد الحياة، وعندما يتوقف الجرس، تتم إزالة الأنابيب التي توصل الهواء والماء للراهب.
خلال المرحلة التالية تُغلق الحفرة، وتُترك 1000 يوم، ثم يُخرج ويُوضع في ضريح، ولا أحد يعرف عدد الرهبان الذين فشل تحنيطهم، فمن المحتمل أن تكون هذه الإخفاقات المتعفنة قد أعيد دفنها بهدوء ولم توضع في ضريح.
5- الجلد لدى الشيعة المسلمين:
يعتبر علم النفس ضرب الجسد بالسياط ممارسة معروفة في عديد من الأديان بجميع أنحاء العالم، وهو الطقس الذي اختاره الشيعة المسلمون للتعبير عن حزنهم في يوم عاشوراء.
تمارس هذا الطقس مجموعات من الشيعة المسلمين في ذكرى يوم عاشوراء، وهي ذكرى معركة كربلاء التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو حفيد النبي محمد.
قُطع رأس الحسين، ويُعبر الشيعة عن آلامهم تجاه ما حدث بعديد من الممارسات العنيفة، ومن ضمنها جلد الذات بواسطة السلاسل "الزناجيل"، بالإضافة إلى جرح الجسد بالسيوف أو السكاكين وغيرها من الآلات الحادة.
كما يقومون باللطم بضرب الأيدي على الصدور، وتُمارس هذه الطقوس في بلدان عربية مختلفة مثل العراق وإيران ولبنان والكويت.