بسبب تسعيرة التجوال الدولي باهظة الثمن قرر القائمون على مشروع علمي يشرف عليه علماء روس معني بتتبع مسارات هجرة نسور مزودة بشرائح، إنهاء خطتهم.
ووصلت القائمين على المشروع فاتورة هاتفية ضخمة بعد أن طارت إلى باكستان وإيران وبعثت رسائل نصية بتسعيرة خدمة التجوال الدولي ( roaming) وكانت تكلفتها كل ميزانية المشروع.
وسافرت نسور إلى إيران لمسافة 3000 ميل تقريباً، حيث تم إصدار المتأخرات المتراكمة، مما يعني أنه تم إرسال جميع الرسائل السابقة دفعة واحدة، حسب ما ذكرت صحيفة independent البريطانية.
وكانت رحلة أحد النسور، واسمه "مين"، بين الأكثر تكلفة، إذ طار من كازاخستان إلى إيران.
قالت الباحثة إيلينا شنايدر: "لقد أرسلت إلينا (مرة واحدة) مئات الرسائل النصية القصيرة باهظة الثمن مع مواقعها الصيفية.. تنفق الميزانية الجماعية (الهاتفية) بأكملها على نسورنا".
ويقال إن التكلفة كانت في عشرات الآلاف من الروبلات.
كشف العلماء عن مأزقهم هذا الأسبوع عندما أطلقوا محاولة تمويل جماعي لسداد الفاتورة "الفلكية".
لكن المغامرة انتهت بنهاية سعيدة يوم الجمعة: بعد معرفة معضلة الفريق، قالت شركة الهاتف المحمول Megafon الروسية إنها ستلغي الديون وتضع المشروع على تعريفة خاصة أرخص.
وانطلقت رحلة النسور من جنوبي روسيا وكازاخستان.
وحسب موقع هيئة الاذاعة البريطانية BBC تكلف الرسالة النصية من كازاخستان 15 روبلاً (30 سنتاً أمريكياً)، أما تكلفتها من إيران فتصل إلى 49 روبلاً. واستنفد "مين" بمفرده كامل الميزانية المخصصة لجميع النسور الأخرى.
الباحثون يعملون بصفة تطوعية بمركز إعادة تأهيل الحيوانات البرية في نوفوسيبيرسك. وتمكنوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جمع 100 ألف روبل لتسديد الفاتورة.
وتحدد الرسائل النصية إحداثيات المكان الذي يوجد فيه النسر أثناء الهجرة، ويتحقق العلماء بواسطة صور الأقمار الاصطناعية من أن الطائر وصل إلى مكان آمن.
يضيف موقع BBC أن العلماء تتبعوا حالياً رحلات 13 نسراً. وتنشأ هذه الطيور في سيبيريا وكازاخستان، ولكنها تهاجر إلى جنوبي آسيا خلال فصل الشتاء.
تتكاثر نسور السهوب في جنوب روسيا وكازاخستان، وتقضي الشتاء في إفريقيا والهند.
وانخفضت أعداد الطيور بشكل سريع بسبب انتشار الأراضي الزراعية في جميع أنحاء أراضيهم وهي عرضة لتوربينات الرياح، وفقاً لمنظمة بيرد لايف الدولية.
ومع عرض شركة ميغافون إلغاء الديون، سيتمكن العلماء من مواصلة عملهم وتتبع طرق هجرة النسور وجمع معلومات عنها تساعد في عدم انقراضها، بحسب وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء.