عندما نتحدث عن القتل بشكل عام، والقتل المتسلسل بشكل خاص، فإننا عادة ما نتصور المجرمين من الذكور المضطربين نفسياً أو المصابين بخلل نفسي يدفعهم نحو هذه الجرائم البشعة.
ولكن ليس الأمر كذلك تماماً، فالمرأة لها نصيب في التواجد أيضاً بين مرتكبي هذا النوع من الجرائم شديدة البشاعة؛ بل وبعض جرائمهن تفوق أشد خيالاتنا جموحاً، عندما نتصور قاتلاً متسلسلاً. إليك مجموعة من أشرس وأخطر قاتلات متسلسلات في التاريخ الحديث.
ميوكي إيشيكاوا.. القابلة الشيطانة
ولدت Miyuki Ishikawa ميوكي إيشيكاوا في اليابان عام 1897 في مقاطعة واسيدا في طوكيو باليابان، وكان تعمل قابلة (مولِّدة نساء) في مستشفى صغير، ثم صارت مديرة له.
تزوجت من تاجر ياباني، ولم تسفر زيجتها عن أي أطفال.
في منتصف الأربعينات اتُّهمت ميوكي إيشيكاوا من قبل السلطات اليابانية بقتل ما بين 103 إلى 169 رضيعاً، والذين كانوا جميعهم أبناء لنساء ذهبن ليضعن حملهن في المستشفى الذي تديره إيشيكاوا.
وتعود أسباب الجرائم إلى أن أغلب النساء اللاتي وضعن أطفالهن على يد ميوكي فقيرات ويعانين مع كسب العيش، فقد كانت ميوكي تعرض على النساء أن تتخلص من أطفالهن بمعاونة زوجها وآخرين في مقابل مبالغ مالية، تعلّلت بأنها ستكون أقل كثيراً من تكلفة تربية طفل! وهو ما جعل الكثير من الأهالي الفقراء يلجأون إلى ميوكي لتخليصهم من ورطتهم.
الأكثر غرابة أن ميوكي حوكمت وأدينت بالقتل، وصدر ضدها حكم بالسجن مدة 4 سنوات فقط، رغم كشف السلطات عن بقايا 70 جثة لطفل رضيع على الأقل من بين الضحايا، موزعين ما بين معبد محلي ودار لتحنيط الموتى، نظراً لأنها تمسكت بعدم مسؤوليتها عن الجرائم، لأنها كانت طيلة الوقت (مُحرضَة من قبل الآباء)، ولم تقتل بدافع شخصي.
إيميليا داير.. حاضنة الأطفال التي اتُّهمت بقتل 400 رضيع
ولدت إيميليا داير Amelia Elizabeth DYER في إنجلترا عام 1839، في مقاطعة بيركشاير. وكانت تعمل حاضنة أطفال، أو ما يعرف باسم Baby farmer، وهو تقليد قديم، قبل انتشار دور الحضانة كان متبعاً في أوروبا وأمريكا، تقوم من خلاله إحدى النساء أو الأسر بحضانة كاملة ورعاية للأطفال أو الرضع لفترة نموهم، في مقابل المال.
وفي خلال الفترة ما بين 1880 إلى 1896 قتلت إيميليا ما يقرب من 400 طفل، استقبلتهم بغرض الرعاية، عن طريق خنقهم بخرق وشرائط قماشية حول رقابهم، ودفنهم فور تسلمها الأموال من أهاليهم، للإنفاق على إدمانها للخمر والأفيون.
قبض على داير عام 1896، بعدما اكتشفت الشرطة جثث الأطفال مدفونة قرب بيتها، واعترفت داير بقتل الأطفال من أجل توفير مزيد من الأماكن لرعاية مزيد من الأطفال.
في العام ذاته (1896) حوكمت وحُكم عليها بالإعدام شنقاً.
أيلين ورنوس.. كارهة الرجال
الأكثر شهرة بين النساء السفاحات في العقود الأخيرة أيلين ورنوس Aileen Wuornos، ولدت عام 1956 في ولاية ميتشيجان الأمريكية، وعانت من طفولة قاسية، فقد تحرش بها والدها جنسياً، وسرعان ما اتهم في جرائم تحرش أخرى بالأطفال وأودع أحد سجون الولاية. بعد سجنه بفترة انتحر والدها في سجنه وهي لا تزال مراهقة، وتخلت عنها أمها وعاشت وحيدة مع جدة مدمنة للكحول.
عانت ورنوس من حياة صعبة، ولم تستطع الحصول على تعليم أو عمل مستقر، وبدأت العمل في الدعارة، وهو ما أتاح لها فرصة الانتقام من الرجل بصورة عامة.
بين أعوام 1989 و1990 قتلت آيلين ورنوس 7 رجال رمياً بالرصاص، وادّعت أنهم حاولوا الاعتداء عليها عندما علموا أنها فتاة ليل، ولكن في عام 1992 حوكمت وحكم عليها بالإعدام، وقضت 10 سنوات في انتظار تنفيذ الحكم، واعترفت خلالها بأنها قتلت الرجال بدافع الكراهية والحقد الدفين.
في عام 2002 نُفّذ حكم الإعدام في أيلين ورنوس بالحَقن السام، وبعدها بعام صدر فيلم شهير باسم Monster عام 2003، يروي قصة آيلين كاملة، وقامت ببطولته الممثلة شارليز ثيرون، التي قامت بتحوّل جسدي مذهل لمحاكاة وأداء شخصية ورنوس، والذي أمّن لها الفوز بأول جائزة أوسكار في تاريخها.
جودياس ويلتي.. الأرملة السوداء
ولدت جودياس ويلتي Judias Welty عام 1943 في ولاية كولورادو الأمريكية، وكانت لديها علاقات ذكورية متعددة، لم تستطع التحقيقات كشفها. اتهمت جودياس بقتل ابنها Michael Buenoano وثلاثة شركاء لها هم بوبي جو موريس، وآخر يدعى جيرالد دوست، وخطيبها. وآخر ضحاياها جون جينتري.
سقطت في قبضة الشرطة عام 1976 إثر تحقيق في مصرع شريكها الأول، وربطت التحقيقات بين دافع ويلتي وبين تحصيل مبالغ أموال التأمين على الوفاة من شركاء سابقين لها، وقبض عليها في العام نفسه، وحوكمت بعد اعترافها بقتلها لشركائها وابنها، بهدف الحصول على أموال التأمين، وهي المبالغ التي وصلت إلى إجمالي 240 ألف دولار.
حكم على جودياس ويلتي بالإعدام، وظلت بانتظار التنفيذ ما يقرب من 21 عاماً دون تنفيذ، حتى عام 1998، ونفذ فيها حكم الإعدام كأول امرأة تعدم في ولاية فلوريدا منذ عام 1848، وثالث امرأة تعدم في الولايات المتحدة منذ سَن عقوبة الإعدام في أمريكا.
جوانا بارازا.. المُصارعة قاتلة العجائز
Juana Barraza هي مكسيكية ولدت عام 1957، مارست رياضة المصارعة لفترة في شبابها، ولاحقاً اتجهت إلى عالم الجريمة، واتهمت بقتل ما بين 42 و48 ضحية بين الرجال والنساء المُسنات. وفي عام 2005 بدأت العديد من جرائم القتل في الانتشار، وهو ما كان أحد أسباب التضليل الشهيرة في البحث عن قاتلة أنثى؛ نظراً لأن الضحايا جميعهم قتلوا خنقاً، وهو ما يوجه الأنظار عادة إلى قاتل ذكر؛ لأن خنق ضحية في الغالب يتطلب الكثير من القوة البدنية.
لكن جوانا بارازا سقطت في موضع الاشتباه عندما كانت في طريقها للفرار من مسرح آخر جرائمها عام 2007، وقبض عليها أثناء هروبها، ومن ثم بدأت التحقيقات المكثفة حولها، وبالفعل ربطت السلطات بين جرائم بارازا وبين ضحايا آخرين، بعد اتفاق قانوني بينها وبين الادعاء اعترفت جوانا بجريمة قتل واحدة، في مقابل السجن مدى الحياة بدلاً من الإعدام، وفي عام 2008 حُكم على جوانا بارازا بالسجن 759 سنة.