قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنه لن يسمح أبداً لشركات السجائر الإلكترونية بتصنيع منتجاتها في تركيا وحث الأتراك على شرب الشاي بدلاً من ذلك.
وأضاف، متحدثاً في مؤتمر لمناهضة التدخين في إسطنبول، أنه أمر وزير التجارة بعدم السماح "أبداً" بإنتاج السجائر الإلكترونية في تركيا وقال إن شركات التبغ تزداد ثراء "من خلال تسميم" الناس.
أردوغان يرفض استثمار شركات السجائر الإلكترونية في تركيا
وتابع قائلاً "طلبوا منا مكاناً وتصريحاً لإنتاج هذه (السجائر الإلكترونية). لم نمنحهم ولن نفعل" دون أن يذكر اسم الشركة أو الشركات التي يشير لها.
وتابع "إنهم يريدون الاستثمار في تركيا.. اذهبوا واستثمروا في مكان آخر".
وتفيد بيانات منظمة الصحة العالمية أن نحو 27% من إجمالي سكان تركيا الذين تزيد أعمارهم على 15 عاماً يدخنون السجائر في عام 2016 بانخفاض من نحو 31% في 2010، ويمثل الذكور غالبية المدخنين.
ومع أن التدخين غير محظور قانوناً في تركيا فإن شراء أو توزيع السجائر الإلكترونية يعد مخالفاً للقانون. ومع ذلك يشتري كثيرون السجائر الإلكترونية من موزعيها عبر الإنترنت.
وغالباً ما يحث أردوغان، المعروف بكرهه للكحول والسجائر، الأتراك على الإقلاع عن التدخين وشرب الخمر.
وفي عام 2013 فرضت حكومته حظراً على كل إعلانات وعروض الترويج والرعاية لمنتجات الخمور والتبغ في البلاد. وغالباً ما تُطمس هذه المنتجات في البرامج التلفزيونية.
وحث شعبه على شرب الشاي بدلاً من السجائر
وقال أردوغان الأحد "دعونا نرمي السجائر ونشرب شاي ريزي" في إشارة إلى الشاي المنتج بمسقط رأسه في منطقة البحر الأسود.
وأضاف "أنا لا أقدم مقترحات كثيرة، لكن كرئيس أقول لأولئك الذين أحبهم إن هذا حرام".
والسجائر الإلكترونية، التي يُنظر لها على نطاق واسع كبديل أكثر أماناً لتدخين التبغ، ليس لها، إلى حد كبير، قواعد لتنظيم استخدامها.
ومع ذلك حظرت دول عديدة في الآونة الأخيرة، بينها أستراليا والبرازيل والهند واليابان، جوانب من سوق السجائر الإلكترونية أو فرضت عليها قيوداً، في حين أعلنت الولايات المتحدة خططاً لحظر بيع السجائر الإلكترونية ذات النكهات.
تحذيرات عالمية من مخاطر السجائر الإلكترونية
يحذر علماء رفيعو المستوى من أن السجائر الإلكترونية تخلق جيلاً من مدمني النيكوتين، ويتهمون هيئة الصحة العامة بإنجلترا بأنها "تسير معصوبة العينين".
قال أحد الأكاديميين الرائدين في المجال إن السجائر الإلكترونية تشكل تهديداً على المراهقين خصوصاً، لِما للنيكوتين من تأثير على تطور المخ، حسب تقرير أعدته صحيفة Telegraph البريطانية.
جاء تدخل العلماء بعد أن قال رئيس أكبر عيادات الإقلاع عن التدخين في بريطانيا إن الأطفال في سن الرابعة عشرة يأتون الآن لطلب المساعدة في العلاج من إدمان النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية.
السجائر الإلكترونية تقع تحت متابعة كبيرة
تخضع السجائر الإلكترونية لمناظراتٍ حادة بين خبراء الصحة، إذ يراها البعض وسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين، فيما يشعر البعض بالقلق من أنها أصبحت إحدى الكماليات المنتشرة بين الشباب الصغار.
ألقت هيئة الصحة العامة في إنجلترا بثقلها دعماً للسجائر الإلكترونية، وأكدت أنها أقل ضرراً من التدخين بنسبة "95%"، واتخذت هذا الموقف في عام 2015.
لكن الأكاديميين أخبروا صحيفة Telegraph البريطانية أن هذا الرقم "لا يتحلى بالمصداقية بكل بساطة"، إذ يقولون إن "الصورة تظهر الآن واضحة للغاية" ونرى بها المخاطر التي تفرضها السجائر الإلكترونية بالنسبة للشباب الصغار.
وصف الأستاذ ستانتون غلانتز، مدير مركز الأبحاث والتعليم لمكافحة التبغ بجامعة كاليفورنيا، ادعاء الـ95% الذي أطلقته هيئة الصحة العامة بإنجلترا بأنه "أجوف وباهت".
وقال: "إن الكثير من نكهات السجائر الإلكترونية لها تأثير سام على الرئتين وبالنسبة لأمراض اللثة فإن لها نفس التأثير السيئ للسجائر العادية، فأنت تغمر لثتك في النيكوتين".