تُمثِّل رحلة الأمير ويليام وكيت ميدلتون إلى باكستان، المقرر إجراؤها هذا الأسبوع، إحدى أكبر التحديات الأمنية للعائلة المالكة.
حسب تقرير صحيفة Mirror البريطانية، يتعيَّن على قصر كينسينغتون بذل جهود مُضنية للتعامل مع التهديدات الأمنية أثناء زيارة الزوجين الملكيين لتلك المنطقة المضطربة.
ومن المقرر أن تنطلق كيت والأمير ويليام يوم الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2019، في رحلة عبر أنحاء إسلام آباد، والريف الشمالي، ولاهور التي عصف بها تفجير انتحاري قبل أشهر قليلة، حيث يستعدان لتغطية 1000 كيلومتر من الأراضي الباكستانية خلال رحلتهما.
في بيان صدر قبل الرحلة، وصف القصر تلك الجولة بأنها واحدة من أصعب الجولات الملكية التي أجرتها عائلة كامبردج الملكية.
وسيكون الزوجان أول عضوين بالعائلة المالكة يزوران باكستان منذ أن سافر الأمير تشارلز وكاميلا إلى هناك في عام 2006، ويشار إلى أن الأميرة ديانا سافرت أيضاً إلى باكستان في عام 1996.
وبِناءً على طلب وزارة الخارجية، تقرر أن يُجري الزوجان الزيارة الرسمية لباكستان في الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر/تشرين الأول.
ومن ثم كان يتعيَّن على القصر بذل جهد هائل في التخطيط للرحلة، بالأخصّ في خِضمّ الاضطرابات المتزايدة في باكستان، والتي تتصاعد فيها التوترات الناشئة عن التمرد على الحكم الهندي في كشمير.
لندن تحذر من الاختطاف مقابل فدية
وتحذِّر نصائح السفر لباكستان، التي يُشير إليها موقع الحكومة البريطانية، من خطر الاختطاف مقابل فدية، ومن خطر المسلحين الذين يستهدفون الغرب، وهو ما يدقّ نواقيس الخطر بشأن احتمالية وقوع هجمات إرهابية "عشوائية" يشنّها داعش وفصائل طالبان المحلية النشطة في الدولة.
وقد تصاعدت التوترات في باكستان خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن ألغت الهند الوضع الخاص لكشمير، وهي أرض تنازَعَ عليها الجانبان نزاعاً ضارياً.
وألغى حزب بهاراتيا جاناتا، وهو الحزب الحاكم في الهند، مادّة دستورية تُرسي الوضع الخاص للمنطقة المتنازع عليها، مما أدى فعلياً إلى إنهاء 70 عاماً من الحكم الذاتي في كشمير، وإثارة الاضطرابات في المنطقة.
وقال بيان القصر بشأن التحدي الكامن في التخطيط للرحلة: "هذه هي الجولة الأعقد من بين ما قام به الدوق والدوقة من جولات حتى الآن، وذلك بالنظر إلى الاعتبارات اللوجستية والأمنية".
وأضاف البيان قائلاً: "تستضيف باكستان واحدة من أكبر شبكات بريطانيا الخارجية، إذ تُعدّ المفوضية البريطانية العليا في إسلام آباد واحدةً من أكبر البعثات الدبلوماسية البريطانية في العالم".
وسوف تلتقي كيت وويليام بشباب باكستانيين، ومن المقرر أن يعرفا أيضاً كيف تستجيب المجتمعات في البلاد لآثار تغير المناخ وتتكيف معها.
وقال محمد نفيس زكريا، المفوض السامي لباكستان لدى المملكة المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر إن الرحلة "ستعزز" الروابط التاريخية بين إنجلترا وباكستان.
ورحَّب بزيارة الزوجين قائلاً إن الرحلة "تعكس الأهمية التي تُوليها المملكة المتحدة لعلاقاتها مع باكستان، إذ يتمتع البلدان بروابط تاريخية يرغب الجانبان في تعزيزها أكثر".
أنواع التحذيرات البريطانية أيضاً
وتشير تحذيرات السفر إلى باكستان، التي نشرتها الحكومة البريطانية على موقعها الإلكتروني إلى خطر وقوع تهديدات إرهابية "عشوائية"، تشنّها حركة طالبان أو تنظيم داعش بغرض استهداف الغربيين.
وقد استهدفت هجمات عديدة هذا العام أفرادَ الشرطة والحكومة في باكستان.
وأعلن حزب الأحرار، الذي يُمثِّل مجموعةً منشقةً عن حركة طالبان الباكستانية، مسؤوليته عن التفجير الانتحاري القاتل، الذي وقع في شهر مايو/أيار الماضي، واستهدف سيارة أمنية في مزار صوفي كبير في لاهور، مما أسفر عن مقتل 13 وإصابة العشرات.
وتحذّر نصائح السفر من أن النزاعات المستمرة في سوريا والعراق قد زادت من خطر الهجمات التي تستهدف البريطانيين في الخارج.
وتحذِّر وزارة الخارجية من أن الهجمات السابقة "المعقدة والمميتة" التي شنها المسلحون شملت التفجيرات، والهجمات الانتحارية، والقنابل اليدوية، ووقائع إطلاق نار استهدفت مواقع "غير إسلامية" مثل متاجر أقراص الفيديو الرقمية ومحلات الحلاقة.
وتحذِّر الخارجية كذلك المسافرين من التواجد بين التجمعات الكبيرة المنظمة، وتقول إنه ينبغي تجنب الأماكن المكتظَّة بالناس وغير الآمنة من أسواق، ومراكز تسوق، وفنادق، ومدارس، وحفلات الموسيقى الحية التي يمكن استهدافها.
وحذرت المملكة المتحدة من أنه ينبغي الحذر عند حضور الفعاليات الرياضية التي طُرِحت على الساحة في البلاد مؤخّراً، مثل لعبة الكريكيت.
وتوصي نصائح السفر أيضاً بتجنب أماكن العبادة، بما في ذلك الكنائس، إلى جانب المباني البلدية، لأن الجماعات الدينية والمباني الحكومية معرضة لخطر الاستهداف في الهجمات المحلية.
كما تحذر النصائح من الخاطفين الذين يشنون هجماتهم بغرض الحصول على فدية.