نشرت شبكة CNN تقريراً عن انفجار وقع قبل حوالي 3.5 مليون سنة، نتج عنه توهج هائل من مركز مجرتنا، درب التبانة. وكان الإشعاع غاية في القوة والطاقة، ووصل نطاق تأثيره إلى مسافة 200,000 سنة ضوئية.
وبدأ التوهج، المعروف بـ "توهج زايفرت"، صغيراً بالقرب من مركز المجرة الذي يُسيطر عليه ثقب أسود عملاق. وعندما تشكلت المخاريط ومضت في طريقها عبر المجرة، تمددت.
وصل تأثير هذا التوهج إلى التيار الماجلاني على بعد 200,000 سنة ضوئية، وهو تيار من السحب الغازية عالية السرعة بالقرب من سحابتا ماجلان الكبرى والصغرى.
ما الذي يمكن أن يؤدي إلى هذا الانفجار الضخم؟
يعتقد الباحثون أنه النشاط النووي المرتبط بالثقب الأسود. يُطلق على الثقب الأسود "الرامي أ*". ومقارنة بالشمس، فإن حجم الثقب الأسود أكبر بمقدار 4.2 مليون ضعف.
تمكن الباحثون من استخدام بيانات تلسكوب هابل الفضائي من أجل فهم وحساب الانفجار. ونُشرت النتائج في مجلة The Astrophysical Journal.
قال جوس بلاند هاوثورن، مؤلف الدراسة والأستاذ بجامعة سيدني ومركز ARC الأسترالي لفيزياء السماء الفلكية ثلاثية الأبعاد (ASTRO 3D): "كان التوهج يشبه شعاع المنارة. تخيلوا وجود ظلام حالك، ثم يُشعل شخص ما مصباح المنارة لفترة وجيزة من الزمن".
قرر الباحثون أن هذا الانفجار وقع منذ 3.5 مليون عام، في الوقت الذي كان يعيش فيه أسلاف البشر القدامى، مثل الأسترالوبيثسينات، في إفريقيا. وبعد اصطدام الكويكب الذي أدى إلى انقراض الديناصورات بحوالي 63 مليون عام.
واستمر الانفجار لحوالي 300,000 عام.
درب التبانة أكثر ديناميكية مما كنا نتوقع
قالت ليزا كويلي، المشاركة في الدراسة ومديرة مركز ASTRO 3D: "إنه حدث مثير في تاريخ مجرة درب التبانة حدث منذ ملايين السنين. وقع انفجار هائل من الطاقة والإشعاع مباشرة من مركز المجرة إلى المواد المحيطة. ويُظهر ذلك أن مركز درب التبانة أكثر ديناميكية وحركية بكثير مما كنا نعتقد سابقاً. من حسن حظنا أننا لا نعيش هناك".
ويعد هذا البحث تتمة لأعمال بلاند هاوثورن السابقة التي تؤكد على أن الانفجار مرتبط بنشاط الثقب الأسود، وليس انفجار نجمي نووي. ولكن يعترف الباحثون بحاجتهم إلى المزيد من العمل والبحث في المستقبل لمعرفة المزيد عن نشأة وتطور الثقوب السوداء وكيف يمكن لسلوكها أن يؤثر على المجرات.
وقالت ماجدة غولييلمو، المشاركة في الدراسة من جامعة سيدني: "هذه النتائج تُغيّر من فهمنا لمجرة درب التبانة بشكل كبير. كنا نعتقد دائماً بأن مجرتنا غير نشطة، بدون مركز ساطع إلى هذه الدرجة. ولكن هذه النتائج تفتح الباب أمام إمكانية إعادة تفسير تطورها وطبيعتها بشكل كامل. واقعة الانفجار والتوهج التي حدثت منذ ملايين السنين كانت قوية جداً ولها عواقب على محيط مجرتنا. ونحن شهود على تلك الصحوة".