قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إن السلطات المصرية المحققة في عمليات تهريب الآثار دولياً، نجحت في إعادة تابوت ذهبي مصري قديم، لكاهن رفيع المستوى، إلى وطنه. وكان التابوت قد سُرق وبيع لمتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك بأوراق استيراد مزيفة.
مصر تستعيد تابوتاً ذهبياً بقيمة 4 ملايين دولار كان قد سُرق
وقالت الصحيفة البريطانية إنه سيتم نقل تابوت "نجم عنخ"، الذي يتخذ هيئة مومياء، ويعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، إلى مصر، حيث سيُعرض في المتحف المصري الكبير بالقاهرة، وفقاً لمكتب المدعي العام في مانهاتن.
وقد ظهر سايروس ر. فانس، المدعي العام، الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول، رفقة وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومساعد التحقيقات الخاصة بالأمن الداخلي الأمريكي بيتر سي. فيتزيو، خلال مؤتمر صحفي حول "إعادة قطعة أثرية غير عادية إلى بلدها الأصلي".
ولم تشر السلطات إلى ما إذا كانت قد حددت المشتبه بهم في عملية السرقة والتهريب.
وقال متحدث باسم فانس لصحيفة The Daily Mail البريطانية: "هذا تحقيق نشط في نيويورك وفرنسا وألمانيا ومصر".
حيث عُرض التابوت في متحف المتروبوليتان فبراير الماضي
كان التابوت الذي يبلغ طوله 6 أقدام تقريباً، والمصنوع من الذهب المشغول والخشب ومواد أخرى، معروضاً في متحف المتروبوليتان حتى فبراير/شباط، وذلك حتى قدَّم مكتب المدعي العام، كجزء من مجموعة دولية من الجهات المحققة في تجارة الآثار، أدلة تشير إلى أن القطعة الأثرية كانت مسروقة.
واشترى المتحف التابوت من تاجر فنون بباريس في يوليو/تموز 2017، مقابل نحو 4 ملايين دولار. لكن السلطات التي اتصلت بمسؤولي المتحف قالوا إنهم توصلوا إلى أن التابوت تم بيعه بوثائق مزيفة، وضمن ذلك رخصة تصدير مصرية مزورة تعود لعام 1971.
وكان نحو نصف مليون زائر قد شاهدوا التابوت المزخرف بشكل متقن منذ أن أصبح محور أحد المعارض الرئيسية بالمتحف.
وبعد أن علموا أنهم تعرضوا للخداع وشاركوا عن غير قصد في عمليات الاتجار غير المشروع بالآثار، أعاد مسؤولو المتحف التابوت وألغوا الأشهر القليلة المتبقية من معرض "نجم عنخ".
وتعهد المتحف أيضاً بـ "إعادة النظر في عمليات شرائه للقطع الأثرية ومراجعتها".
حيث سُرق التابوت في أعقاب ثورة يناير
وقد حدد متحدث باسم المتحف، في وقت سابق من هذا العام، هوية تاجر الفنون بباريس والذي يُعرف باسم كريستوف كونيكي، وقال إن المتحف خطط للنظر في "جميع الوسائل" لاسترداد الأموال التي دفعها، حسبما ذكرت صحيفة The New York Times الأمريكية.
ولم يردَّ المتحدث باسم المتحف وكونيكي عندما تواصلت معهما صحيفة The Daily Mail للحصول على آخر التطورات.
وتقول السلطات إن التابوت، الذي لم يعد يحمل رفات "نجم عنخ"، سُرق في أعقاب الثورة المصرية عام 2011 من محافظة المنيا بالبلاد.
وهُرِّب إلى خارج مصر ونُقل عبر الإمارات العربية المتحدة إلى ألمانيا، حيث جرى ترميمه، ونُقل لاحقاً إلى فرنسا قبل أن ينتهي به المطاف في متحف المتروبوليتان.
كان "نجم عنخ" كاهناً كبيراً في خدمة للإله حرشف بالمدينة التي كانت تدعى قديماً "هيراكليوبوليس".
ويمثل الذهب الذي يغطي التابوت من الخارج؛ نظراً إلى طبيعته الدائمة، الصلة التي تربط "نجم عنخ" بالآلهة المصرية والأموات الإلهية، وذلك وفقاً لموقع ARTFIX Daily الإخباري.
ووفقاً للنصوص القديمة، فإن استخدام الذهب في التابوت كان من شأنه مساعدة المتوفى الموجود داخل التابوت على أن يولد من جديد في الحياة التالية.
وتوجد على الطبقة الخارجية المزخرفة من التابوت مشاهد ونصوص كانت تهدف إلى منح "نجم عنخ" الحماية وتوجيهه في رحلته من الموت إلى "الحياة الأبدية كروح متجسدة".
ويحتوي التابوت على مميزات فريدة مثل صفائح من الفضة
ولدى التابوت بعض الميزات الفريدة، مثل صفائح رقيقة من الفضة على الجزء الداخلي من الغطاء التابوت، وهي تهدف إلى إضافة مزيد من الحماية، ولكن هذه المرة حماية وجه "نجم عنخ" تحديداً.
واعتبر المصريون القدماء أن المعادن الثمينة تمثل لحم وعظام الآلهة، أو الشمس والقمر، وفقاً لتقرير ARTFIX Daily.
وبشكل أكثر تحديداً، كانت هذه المعادن هي عيون المعبود الكوني "حرشف"، الذي كان يخدم "نجم عنخ".
ولمّح فانس في أثناء مؤتمر إعادة القطعة الأثرية للوطن، إلى جهود "وحدة تهريب الآثار" التابعة لمكتبه.
وحتى الآن، استردت الوحدة "عدة آلاف من القطع الأثرية المسروقة التي تقدر قيمتها مجتمعة بأكثر من 150 مليون دولار، وأعيد عديد منها إلى أصحابها الشرعيين وبلدانهم الأصلية"، وفقاً لما أعلنه مكتب فانس في بيان صدر.
وتشمل القطع الأثرية التي عادت إلى موطنها: ثلاثة تماثيل لبنانية رخامية، وفسيفساء رومانية مستخرجة من "سفن نمي"، وقطعة أثرية مقدسة تعود للحضارة الإتروسكانية والتي سرقت من موقع مقبرة تاريخي يعرف باسم "مدينة الموتى"، وقطعة من ناووس رخامي؛ وتمثالاً بوذياً سُرق من موقع حفر أثري، وزوجاً من التماثيل الهندية التي تعود للقرن الثاني عشر، ومجموعة من التماثيل البرونزية تعود للقرن الثامن قبل الميلاد، ومجموعة من العملات اليونانية القديمة، وغيرها.