رجل يدَّعي أنه «مخترع» البيتكوين يفقد نصف ثروته بسبب شريكه المتوفَّى!

صَدر حكمٌ على الرجل الأسترالي الذي يدَّعى أنه اخترع عملة البيتكوين المشفرة، بتسليم نصف ما يملكه من عملة البيتكوين، وهو ما تصل قيمته إلى خمسة مليارات دولار.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/28 الساعة 15:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/28 الساعة 15:13 بتوقيت غرينتش
كريغ رايت الذي يدعي أنه مخترع البيتكوين

صَدر حكمٌ على الرجل الأسترالي الذي يدَّعى أنه اخترع عملة البيتكوين المشفرة، بتسليم نصف ما يملكه من عملة البيتكوين، وهو ما تصل قيمته إلى خمسة مليارات دولار.

وحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 28 أغسطس/آب 2019، فقد رفَع المسؤول عن تَرِكة ديفيد كليمان، وهو مبرمج توفي في عام 2013، قضيةً على كريغ رايت، وهو مستشار متخصص في أمن تكنولوجيا المعلومات، ويبلغ من العمر 43 عاماً، للحصول على حصةٍ من عملات البيتكوين التي يملكها، بداعي مشاركة الرجلين في عملية اختراع العملة المشفرة من عام 2009 إلى عام 2013.

ويدَّعي المسؤول عن التركة أنَّ رايت وكليمان كانا شريكين، لذا يحق لعائلة الأول الحصول على حصةٍ من عملات البيتكوين، التي عدَّنها الرجلان في ذلك الوقت، فيما ينفي رايت وجود شراكةٍ بينهما.

نصف ثروة "مخترع" البيتكوين من نصيب عائلة شريك

هذا، وقضت محكمةٌ جزئية أمريكية في فلوريدا، الثلاثاء، 27 أغسطس/آب، بأنَّ ورثة كليمان لهم الحق في الحصول على نصف عملات بيتكوين التي عدَّنها رايت منذ ذلك الوقت، ونصف حقوق الملكية الفكرية التي يحتفظ بها.

لكنَّ المشكلة هي أنَّ حجم عملات البيتكوين التي يمتلكها رايت غير معروف. وقيل إنَّ المسؤول عن تركة كليمان قد يحصل على عددٍ يتراوح بين 410 آلاف و500 ألف عملة من عملات البيتكوين، أي ما تتراوح قيمته بين 4.1 مليار دولار وخمسة مليارات دولار، وفقاً لقيمة العملة الأربعاء 28 أغسطس/آب. 

وادَّعى رايت أمام المحكمة، أنَّه لا يمكنه الوصول إلى عملات البيتكوين، لأنَّه لا يملك قائمة بالعناوين العامة لها. 

إذ زعم عام 2011 أنَّه وضع عملات البيتكوين التي عدَّنها خلال عامي 2009 و2010 داخل ملفٍّ مُشفَّر في صندوقٍ ائتماني أعمى، بعد أن رأى أنَّ العملة المشفرة قد ارتبطت بتجار المخدرات والمتاجرين بالبشر. 

وأضاف أنَّ المفتاح المشفَّر قُسِّم إلى شرائح متعدِّدة، ثم حصل على هذه الشرائح ووزَّعها على عدة أشخاصٍ عبر الصندوق الائتماني. 

وقال رايت إنَّ هذا يعني أنَّه لا يستطيع فكّ شفرة الملف حتى يتمكَّن من الوصول إلى المفتاح الذي من المنتظر أن يصل، في يناير/كانون الثاني من العام المقبل 2020، عبر إحدى شركات الشحن، وهو ادِّعاءٌ ذكره رايت سابقاً، حين زعم أنَّه ساتوشي ناكاموتو، الاسم المستعار لمخترع البيتكوين.

لكن، هل فعلاً هذا الأسترالي هو "ناكاموتو" مخترع البيتكوين؟

هذا، وقال القاضي بروس رينهارت في حيثيات الحكم إنَّ رايت لم يثبت أنَّه لا يستطيع الالتزام بالحكم والوصول إلى البيتكوين. وقال إنَّ رايت أدلى بتصريحاتٍ غير متَّسقة مع بعضها، وإنَّ القصة بأكملها أشبه بقصة اختراع فرانكشتاين "الذي تحوَّل إلى الشر"، و "لا يمكن تصورها" .

وأضاف: "خلال شهادته لم يُقنعني الأستاذ رايت بأنَّه شخصٌ يقول الحقيقة. ففي النقاط التي تدعم موقفه في القضية بدا أنَّ لديه ذاكرة ممتازة واهتماماً شديداً بالتفاصيل، أمَّا في النقاط الأخرى فقد كان الأستاذ رايت عدوانياً ومراوغاً" . 

يُذكَر أنَّ مكتب الضرائب الأسترالي أجرى تحقيقاً مع رايت في عام 2015 بشأن علاقته بعملة البيتكوين، وأنَّ الشرطة الفيدرالية الأسترالية داهمت منزله في سيدني، مما أثار تكهناتٍ بأنَّه ربما يكون ناكاموتو.

وفي عام 2016، ادَّعى رايت أنَّه ناكاموتو، لكنَّ بعض الخبراء شكَّكوا في الأدلة التي قدَّمها. ووعد آنذاك بتقديم المزيد من الأدلة لكنَّه تراجع بعد أيام، قائلاً إنَّه "آسف" وإنَّه "ليست لديه الشجاعة" .

وقال رينهارت في بداية حكمه إنَّ المحكمة "ليست مُلزمةً بتحديد، ولا تَحدَّد" ما إذا كان رايت هو ناكاموتو، وهي ليست ملزمةً كذلك بتحديد -ولم يتحدَّد- حجم عملات البيتكوين التي يمتلكها رايت في الوقت الحاضر.

تحميل المزيد