في عام 490 ق.م ذهب الجندي اليوناني"فديدبيدس" مسرعاً من بلدة ماراثون التي كانت ساحة معركة ماراثون إلى أثينا، ليبلغ أهاليها بأن الفرس قد هُزموا في المعركة، وأن الانتصار كان حليف الجيش اليوناني.
في ذلك الوقت، كان لدى الفرس مخطط يحاولون تنفيذه وهو أن يصلوا بسفنهم إلى أثينا رغم خسارتهم في محاولة لخداعهم بأن النصر كان من نصيب الفرس؛ كي يشعر أهل أثينا بالخوف ويبدأوا في ترك المدينة والرحيل عنها.
ركض "فديدبيدس" 25 ميلاً وهو يصرخ: "لقد فُزنا" ومات بعد نجاح مهمته وسقط ميتاً من الإرهاق.
البداية في أثينا
الماراثون الأولمبي مستوحى من الإغريق القدماء، وأول بطولة للألعاب الأولمبية قد أقيمت عام 1896 في أثينا وكان سباق الماراثون جزءاً من تلك الألعاب الأولمبية.
جاءت فكرة سباق الماراثون من قِبَل الفرنسي "ميشال بريال" ولاقت فكرته دعماً كبيراً من قِبَل "بيير دي كوبرتان" مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة.
جرى أول سباق في بلدة ماراثون وانتهى في أثينا، وكانت مسافة السباق هي نفس المسافة التي قطعها الجندي اليوناني والتي قُدرت بحوالي 40 كم، وتغيَّرت هذه المسافة بعد ذلك حتى أصبحت المسافة النهائية لسباق الماراثون 42.195 كم في عام 1924.
والآن تقام الكثير من البطولات لسباق الماراثون في الدول العربية والأجنبية مثل بطولة آسيا للماراثون، وبطولة أوروبا للماراثون وبطولة إفريقيا للماراثون وبطولة العالم لسباق الماراثون.
سبيريدون لويس.. أول أبطال الماراثون
فاز بالسباق الراعي اليوناني "سبيريدون لويس"، على الرغم من أنه قد توقف لاحتساء كأس من النبيذ خلال السباق، وكان يبلغ من العمر حينها 23 عاماً.
وعندما وصل إلى استاد "باناثينايك" استقبله المشجعون بحفاوة شديدة. كان هناك ما يصل إلى 80 ألف مشجع، من بينهم ولي عهد اليونان وشقيقه، اللذان انضما للويس، واحتفلا معه بالفوز عند عبوره خط النهاية، وخلعت السيدات مجوهراتهن وألقين بها تحت أقدام العداء اليوناني.
يقول كوبرتان: "بدا الأمر كما لو أن اليونان القديمة كلها دخلت الاستاد معه، كانت واحدة من أكثر اللحظات تميزاً في ذاكرتي".
وقد أجرت صحيفة "أثنينان نيوز" حوارها المطول مع لويس وهو في الخامسة والستين من عمره، وقد نشر في 4 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1935.
كان لويس يكسب قوت يومه من حمل المياه العذبة من البلدة التي تعيش فيها أسرته إلى أثينا بمساعدة بغل، لكنه في عام 1895 أصبح تحت إمرة الجنرال مافروميكاليس.
هل تستطيع أن تجري؟
ويقول لويس وهو يسترجع شريط ذكرياته: "عندما تركنا الاستاد الأولمبي، الذي كان في مرحلة البناء وقتها، أخبرني الجنرال أن الألعاب الأولمبية ستقام هنا العام المقبل وسألني: سيكون هناك سباق ماراثون أيضاً، هل تستطيع أن تجري؟ فقلت له: ولمَ لا. ولكنني في اليوم التالي كنت نسيت الأمر برمته. وبعد عام كامل، وقبل أسبوع واحد من انطلاق الأولمبياد كنت ما زلت أعمل في الحقول".
كان هناك سباق تأهيلي، وكان كل مَن ينهي مسافة الماراثون في أقل من ثلاث ساعات وخمس دقائق يتأهل للمشاركة في السباق الأولمبي.
واضطر لويس لطلب المساعدة من الآخرين من أجل شراء أحذية رياضية كانت تكلفتها 25 درخمة في ذلك الوقت للمشاركة في السباق.
وعلى الرغم من أنه حصل على المركز الخامس في السباق التأهيلي، فإنه أحرز ذهبية سباق الماراثون الأولمبي وكان هو نفسه أول المتفاجئين.
وقد حصل أول بطل ماراثون أولمبي على كأس تبرعت به Bréal وزهرية يونانية قديمة. على الرغم من أن لويس أصبح بطلاً قومياً في اليونان، فإنه قد عاد إلى الحياة كمزارع ولم يشارك في سباق آخر مرة أخرى.