شكَّل اختفاء فتاة أمريكية بالغة من العمر 12 عاماً، جونيل ماثيوز، مباشرةً عقب إنهائها لأغنية Jingle Bells مع زملائها بالفصل في حفل عيد الميلاد من عام 1984، صدمة لهذه البلدة النائية بشمالي ولاية كولورادو.
موقع Stuff النيوزيلندي قال إن القضية جذبت اهتمام البيت الأبيض، وظهرت في وقت كانت وجوه الأطفال المفقودين على مستوى البلاد تُطبع على عُلب الحليب.
وأوضح أنه في يوم الخميس 25 يوليو/تموز 2019، أعلنت الشرطة أن الرفات البشري الذي عُثر عليه في بدايات هذا الأسبوع على يد أحد عمال البناء، يعود إلى الفتاة الصغيرة التي لو كانت حية الآن لبلغت من العمر 47 عاماً، لتُجيب بذلك على أحد الأسئلة التي طاردت الشرطة وغيرها عقوداً؛ لكنها بثت الحياة من جديد في لغز اختفائها بالمقام الأول.
اختفاء فتاة أمريكية قبل 34 عاماً
وقفت جونيل، عضوة جوقة الشرف بمدرسة فرانكلين للمرحلة المتوسطة، على دَرَجٍ مُزينٍ بالإكليل خلال الحفل، مرتديةً سروالاً رياضياً قصيراً، ومبتسمة قليلاً -ربما من الحياء- بشعرها الداكن الكثيف. لقد كانت في عامها الدراسي السابع، وكانت نشيطةً بكنيسة صني فيو. بعد الحفل، اصطحبها إلى المنزل أحد أصدقائها ووالده.
شوهدت جونيل لآخر مرة في الساعة الثامنة مساءً من يوم 20 ديسمبر/كانون الأول، وهي تدخل بيت عائلتها ذا الطراز الريفي والمرآب المنفصل، والساحة المكسوة بالثلج. لم يُلقَ القبض على أحدٍ قط. كانت جونيل تعيش مع والدها جيم، وأمها جلوريا، وأختها جنيفر.
بعد ذلك بشهور، صُعِّدت قضية الأسئلة غير المجاب عليها التي تحيط بقضية جونيل والأطفال المفقودين الآخرين من قِبل رونالد ريغان، الرئيس الأمريكي في حينها، والذي ساعدت إدارته على إقامة مركزٍ وطني للأطفال المفقودين والذي فتح خطاً ساخناً مجانياً.
أكثر من مليون طفل يختفي كل عام
قال ريغان إن أكثر من مليون طفل يختفون كل عام، حاثاً أعضاء جمعية الصحف الوطنية على نشر صور أطفال الأمة المفقودين، باعتبار ذلك "واجباً تفرضه الرحمة".
وأضاف ريغان عن جونيل: "كان من الممكن أن تحتفل بسعادة في الشهر الماضي بعيد مولدها الثالث عشر مع عائلتها؛ ولكن جونيل اختفت من منزلها قبل عيد الميلاد بخمسة أيامٍ".
قبل ذلك بثلاث سنوات، اختفى آدم والش، طفل من فلوريدا، وعُثر عليه لاحقاً مقتولاً. ما ألهم والده، جون والش، بأن يصبح مكافحاً من أجل محنة الأطفال المفقودين.
وبحسب تقارير صحيفة The Greeley Tribune، فإن الاكتشاف الذي يقع على مقربة من مسقط رأس جونيل يمثل التطور الأول الكبير منذ أن أعلنت الشرطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي -في ذكرى اختفاء جونيل الرابعة والثلاثين- أنها سوف تُصَعِّد التحقيق، وأنها تنوي استخدام التقنيات الحديثة للعثور عليها.
في هذه الأثناء، نشرت الشرطة مقطعاً مصوراً لجونيل وزملاء صفِّها في حفل عطلة بمدرسة فرانكلين المتوسطة، وذلك في محاولةٍ منهم لجمع مزيد من المعلومات.
في ظروف غامضة حيّرت الشرطة
وقال جو تيمكويتش، الرقيب بشرطة غريلي، إنه لا يستطيع التعليق على الطريقة التي تمكنت السلطات بها من تحديد أن هذا الرفات يعود إلى الفتاة الصغيرة بهذه السرعة. ورفض أيضاً التعليق على التحقيق الجاري.
تتذكر جينيفر موجينسين، شقيقة جونيل، أنها كانت "قوية، ومستقلة، ومتشبثة برأيها في عمر الثانية عشرة". وقالت موجينسين في حوارها مع وكالة The Associated Press الأمريكية في يوم الخميس 25 يوليو/تموز: "كانت تعلم ما تريده، وتعرف كيف تنجز الأشياء".
وقالت موجينسين، التي كانت قد انضمت حديثاً إلى المدرسة الثانوية في ذلك الوقت، إنها كانت تلعب في فريق كرة السلة بالليلة التي اختفت فيها أختها الأصغر. وقالت إن المنزل كان فارغاً في الوقت الذي وصلت فيه جونيل، حيث كان والدها في المباراة، وكانت والدتها خارج الولاية.
وقالت موجينسين إن جونيل كانت قد اختفت بالفعل حين وصل والدها إلى البيت في الساعة الثامنة والنصف مساءً تقريباً.
وأضافت: "إنني ممتنة لهذه الخاتمة التي جاءت بعد 34 عاماً. إنها تفتح بعض الجروح القديمة، وقد تطرح مزيداً من الأسئلة عما حدث؛ ولكننا تلقّينا كثيراً من الحب والدعم بالفعل".
والوالدان لم يفقدا الأمل في العثور عليها
وقالت موجينسين المقيمة بولاية واشنطن، إن والديهما، جيم وجلوريا ماثيوز، متقاعدان ويقيمان في كوستاريكا. وأضافت: "إنهما حزينان؛ ولكنهما ممتنان للمجهود الشاق الذي بذله قسم شرطة غريلي".
تقول موجينسين إنها خططت مع والديها للذهاب إلى مدينة غريلي في وقت ما؛ لكن خططهم لم تكن أكيدة.
وفي تقريرها، قالت صحيفة The Greeley Tribune إن العمال اكتشفوا الرفات في أثناء الحفر لتركيب خط أنابيب جديد مساء الخميس بالتوقيت المحلي. وقال ستيف ريمز، رئيس شرطة مقاطعة ويلد، إن معاونيه تعاملوا مع القضية باعتبارها تحقيقاً في جريمة قتل.
تبعد غريلي 80 كم تقريباً إلى الشمال من مدينة دنفر. وقد وُجِدَ الرفات إلى جانب أحد الطرق النائية في جنوب شرقي غريلي.
في عام 1985، صرح الرئيس ريغان لمحررين صحفيين، قائلاً: "يبكي الآباء طلباً للمساعدة، وكثير منهم يفعل ذلك من خلال الخطابات التي يرسلونها إليَّ؛ والرئيس يمكنه أن يفعل الكثير".