نفق ما يقرب من ستين طائراً من الطيور المحلية؛ إثر سقوطها من السماء، في اشتباهٍ بحالة تسمم جماعي، أمام المتفرجين المرعوبين ومَدرسة ابتدائية قريبة في جنوب أستراليا.
وقال رجال إنقاذ الطيور، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، إن الأمر يشبه كما "لو خرج للتو من فيلم رعب"؛ إذ سقطت عشرات من الطيور، تنزف من أعينها ومناقيرها، في مدينة "وان تري هيل" بالقرب من أديلايد.
وقالت سارة كينغ، مؤسِّسة جمعية Casper's Bird Rescue الخيرية للطيور، إن أحد موظفيها اكتشف الطيور يوم الأربعاء 10 يوليو/تموز 2019.
وأضافت سارة: "عندما وصل إلى هناك اتصل بي وكان حزيناً للغاية، وقال إن هناك أكثر مما يمكنه التعامل معه". وتابعت: "لقد كانت تسقط حرفياً من الأشجار أمامه، تسقط من السماء".
وأوضحت: "اثنان أو ثلاثة فقط كانت ميتة بالفعل. البقية كانت تصرخ على الأرض. لم يعُد بإمكانها الطيران، كانت تنزف من أفواهها… ما كنا نراه كان شيئاً خارجاً من فيلم رعب!". ومنذ ذلك الحين، وجد عمال الإنقاذ ما مجموعه 60 طائراً، منها 58 نافقة.
اقرأ أيضاً
يُعتبر نوع بعينه من أنواع الكوريلا آفة ضارة
تُصنّف طيور الكوريلا الصغيرة على أنها غير محميَّة من قِبل حكومة الولاية، وفي مارس/آذار اقترح مجلس محليٌّ إعدامها بالغاز.
غير أن سارة تقول إن الغالبية العظمى من الطيور التي قُتلت كانت من فصيلة مختلفة، وهي long-billed corella المحمية. وقالت أيضاً إن نوع السم المستخدم تسبب في "موت مروِّع وبطيء" يستغرق عدة أسابيع للقتل، وكان قاسياً بلا داعٍ.
وأضافت: "لم يكن موتاً فورياً؛ تسبب في معاناة. يستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى يؤدي مفعوله. يبدأ من الداخل ويسبب نزيفاً داخلياً.. إنه موت مروع وبطيء".
وتابعت: "الطيور التي تأثرت هي الأنواع المحمية من نوع long-bill corella. إنها حقيقة من المهم أن تظهر هنا. من بين 60 طائراً عثرنا عليها، ثلاثة فقط كانت من الأنواع غير المحمية".
وأردفت قائلة: "هذه ليست طريقة التعامل مع أي شيء، وهو كذلك أمر مخالف للقانون".
اقرأ أيضاً
ويُعِدّ الأطباء البيطريون تقرير السُّمية
وقالت سارة: "نعتقد أنه كان شيئاً متعمّداً، لكن هذه مجرد تكهنات. لا نعرف ما هو السم في هذه المرحلة".
يصف مجلس ألكسندرينا في ولاية جنوب أستراليا، والذي اقترح إعدام الكوريلا الصغيرة بالغاز، الطيور بأنها "مصدر إزعاج لمجتمعنا".
على الرغم من أن بعض الأشخاص يستمتعون برؤية الكوريلا الصغيرة في الطبيعة، فإن الأسراب الكبيرة في المناطق الحضرية والريفية يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة.
يقول المجلس: "تتسبب الكوريلا الصغيرة في إلحاق أضرار بالبنية التحتية المبنيَّة مثل المباني وأعمدة الكهرباء الفولاذية وأعمدة الإنارة وهياكل الأخشاب والمعدات الرياضية… إضافة إلى أنها تسبب أضراراً كبيرة للنباتات مثل الأشجار والمحاصيل. لا يقتصر الأمر على تسبُّب هذه الطيور في أضرار زراعية كبيرة، بل إن الأنواع البرية الأخرى بمنطقتنا تتأثر، وضمن ذلك تهجير الطيور المحلية الأخرى والنحل المحلي والأبسوم وما على شاكلتها".
ويضيف المجلس أن الأساليب غير الفتاكة للسيطرة على الكوريلا تشمل استخدام المصابيح المضيئة، ومصائد الطيور، والحواجز البصرية، ومنتجات تخويف الطيور.