كانت حياة الطفولة لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، ممزوجة بالبذخ والرعب، فالزعيم الذي يلقبه كثيرون بالديكتاتور، امتلك سيارته الأولى في السابعة من عمره، كما تلقى مسدساً حقيقياً كهدية عندما كان في الـ11، بينما كان سلوكه قد خرج عن السيطرة.
وذكرت تقارير نشرتها صحيفة The Telegraph البريطانية، أن كيم جونغ أون قضى أعوامه الأولى وحيداً في منزل العائلة الفاخر على الشاطئ في مدينة وونسان، وفي مجمعاتها السكنية الفاخرة في بيونغ يانغ.
وكشفت الصحفية "آنا فيفيلد" عن أنه أصبح حاداً في المدرسة، وكان يركل التلاميذ الآخرين في سيقانهم، ما أكسبه لقب "الديكتاتور الصغير".
كيم جونغ يكره اليابانيين
وفي سيرتها الذاتية عن كيم، The Great Successor: The Secret Rise and Rule of Kim Jong Un، قالت آنا إنه وضع مسدس كولت .45 حول فخذه قبل سن المراهقة، مضيفةً: "نشأ الطفل وهو يعتقد أنه كان مميَّزاً"، بحسب ما ذكرت صحيفة The Sun البريطانية، اليوم الإثنين 17 يونيو/حزيران 2019.
وفي حادثة يرويها الكتاب أفيد بأنه تجنب طاهياً يابانيّاً لمجرد أنه لم يكن من كوريا الشمالية.
والتقى كينجي فوجيموتو بكيم عندما كان الأخير في السادسة من عمره، لكن كيم رفض مصافحته، صارخاً به بـ "نظرات حادة"، وفقاً لما قاله الطاهي كما بدا له، وقال: "أنت ياباني بغيض".
وتتحدث السيرة الذاتية لكيم جونغ أيضاً، عن حرص والده به، حيث وفر له ألعاب الفيديو والأفلام التي نشأ عليها أطفال الغرب، وكان كيم مولعاً بالطائرات والسفن، والسيارة التي امتكلها بعمر السابعة، عدلها له والده ليقودها في ذلك السن.
وعندما بلغ من العمر 12 عاما أرسله والده للدراسة إلى سويسرا. ويذكر بعض زملائه السابقين في الدراسة أن إمكانياته في تحصيل الدروس كانت محدودة وكان سريع الغضب. يشتبك مع زملائه ويضربهم أو يبصق عليهم إن تكلموا باللغة الألمانية التي لا يتقنها.
شقيق كيم الذي قُتل
وفي الكتاب، كشفت آن أن كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لكيم، كان عميلاً لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA قبل اغتياله.
وتوفي بعد وضع قطعة قماش بها غاز الأعصاب VX على وجهه وهو ينتظر رحلة في مطار كوالالمبور في ماليزيا.
وتدعي آنا في كتابها الجديد أن كيم كان ينظر إلى أخيه غير الشقيق على أنه تهديد محتمل، خاصة بعد أن بدأ يقابل عملاء وكالة المخابرات المركزية.
وكتبت آنا: "أصبح كيم جونغ نام عميلاً لدى وكالة الاستخبارات المركزية، وهي وكالة لها سجل حافل في محاولة إسقاط الطغاة الذين غير المفضلين لديها".
والأسبوع الماضي، قالت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، نقلاً عن مصدر مطلع قوله، إنه كانت "هناك صلة" بين وكالة المخابرات المركزية وكيم جونغ نام.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن مسؤولين سابقين قولهم إنه من المؤكد تقريباً "أن كيم جونغ نام كان على اتصال بأجهزة أمنية في بلدان أخرى، خصوصاً الصين".
وحسبما جاء في تقرير الصحيفة أيضاً، قال المصدر إن كيم جونغ نام سافر إلى ماليزيا في فبراير/شباط 2017 ليلتقي مع ضابط اتصال بوكالة المخابرات المركزية، وإن كان من الممكن ألا يكون هذا السبب الوحيد.
وكان مسؤولون من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد قالوا إن سلطات كوريا الشمالية أمرت باغتيال كيم جونغ نام الذي كان ينتقد حكم عائلته. ونفت بيونغ يانغ ذلك.
ووجه الاتهام لامرأتين بتسميم كيم جونغ نام من خلال مسح وجهه بغاز الأعصاب "في.إكس" المحظور، وذلك في مطار كوالالمبور في فبراير/شباط 2017.
وأفرجت ماليزيا عن إحدى المرأتين، وهي فيتنامية، في مايو/أيار الماضي، وأفرجت عن الثانية، وهي إندونيسية، في مارس/آذار الماضي.