قالت صحيفة The New York Times الأمريكية إنه لدى الولادات الملكية في بريطانيا عادات وتقاليد خاصة تصاحب وصول المواليد الجدد، وهي طقوس يعود تاريخ بعضها إلى قرون ماضية، ومنها مثلاً أن يُطلب من وزير الداخلية أن يشهد على الولادة للتصديق على وجود الطفل.
الملكة فيكتوريا والكلوروفورم: مبهج بهجة فوق الوصف
رصدت صحيفة The New York Times الأمريكية بعض الطقوس التي تعود للعائلة المالكة في بريطانيا، وقالت إنه في أواسط القرن التاسع عشر، عندما اكتُشفت الخواص التخديرية للكلوروفورم، تلقت الملكة فيكتوريا تحذيرات من أطبائها من استخدامه أثناء الولادة.
حيث كانت بعض الاعتراضات تتعلق بالجانب الطبي؛ إذ إن تخفيف الألم قد يؤخر سير المخاض.
وهناك أمر آخر يتعلق بالجانب اللاهوتي حيث حذر تشارلز ميغز، وهو طبيب توليد أمريكي بارز في هذا الوقت، من محاولة منع "القوى الطبيعية والفسيولوجية التي فرضها الإله علينا لنستمتع بها أو نعاني منها".
ووصفت الملكة -التي قضت 16 عاماً من حياتها بعد البلوغ بين الحمل والرضاعة- الحمل بأنه الجانب المظلم من الزواج، وأخبرت ابنتها بأن الولادة كانت "قمة العنف التي يتعرض لها حسّ الاستقامة لدى المرء".
وأخيراً، قبل إنجاب الطفل الثامن، وهو الأمير ليوبولد، عام 1853، سُمح لها باستنشاق الكلوروفورم في منديل لـ 53 دقيقة، حسبما قال المؤرخون. وقد أحبته ووصفته بـ "الكلوروفورم المبارك، والمسكن، والمهدئ، والمبهج بهجة فوق الوصف".
وبعد ذلك هدأ الجدل الطبي حول المسكنات، وصار هذا الإجراء معروفاً بـ Chloroform à la reine (كلوروفورم الملكة).
الأميرة شارلوت وحكايتها مع طقوس الولادة
كانت الأميرة شارلوت -وهي الابنة الوحيدة للأمير جورج الرابع، أمير ويلز (الذي صار ملكاً لاحقاً)- تبلغ من العمر 21 عاماً ومتزوجة حديثاً عندما حان وقت ولادة طفلها الأول. كانت الأميرة محبوبة جداً من الشعب.
وفي الثالثة من صباح الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1817، استُدعي وزراء التاج كان الرضيع كبيراً على غير المعتاد، وانحشر في حوضها، لكن السير ريتشارد كروفت، المُولِّد الذي كان ينتمي إلى مدرسة فكرية غير تدخلية، لجأ إلى عدم استخدام ملقط الولادة.
وبعد 50 ساعة من المخاض، ولدت شارلوت ابناً ميتاً. وبعد ساعات قليلة، اشتكت من آلام شديدة في البطن، وتوفيت نتيجة لنزيف داخلي في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني وتسبب موتها في حالة حزن شديد كانت أشبه حينها بالحزن الشديد الذي انتشر في جنازة الأميرة ديانا.
ونُبذ السير ريتشارد كروفت، الطبيب المولد، من جانب أصدقائه بعد الكارثة، وأطلق الرصاص على نفسه لاحقاً.
وفي الأعوام التالية، لجأ أطباء التوليد إلى درجة أكبر من التدخل، بما في ذلك السماح باستخدام العقاقير لتعجيل الولادة وشيوع استخدام ملاقط الولادة.
الوزراء كانوا يحضرون الولادات الملكية
ففي عام 1688، أعلنت ماري، الزوجة الثانية للملك جيمس الثاني (الذي كان رومانياً كاثوليكياً)، ميلاد طفل ولد، ما أربك الاعتقاد السائد بأنها لن تكون قادرة على حمل أطفال أصحاء. وتسبب هذا في خيبة أمل مريرة للبروتستانت الإنكليز.
لكن في ذلك التوقيت، كانت هناك شائعات متواصلة بأن مولوداً لامرأة أخرى جرى تهريبه إلى غرفة الولادة الخاصة بماري داخل طست الولادة، وعلى مدى قرنين من الزمان بعد ذلك، اتُّبع إجراءٌ يضمن عدم التزوير ويقضي بأن يحضر الولادات الملكية مجموعةٌ من الوزراء، وفي بعض الحالات رئيس أساقفة كانتربري.
ولكن أُبطل هذا التقليد عن طريق الملك جورج السادس، عندما كانت ابنته إليزابيث الثانية تتأهب لولادة طفلها الأول. وقد قيل إن إليزابيث نفسها سمحت بحضور وزير الداخلية.
لكن مبعوث كندا قال إن الأشخاص الممثلين لجميع الدول الست المستقلة ذاتياً التي كانت تابعة للمملكة المتحدة لديهم الحق في أن يكونوا شاهدين أيضاً. وقد قال السكرتير الخاص بالملك تومي لاسيلز: "إذا وُضعت الطقوس القديمة في عين الاعتبار، لم يكن عدد الوزراء الجالسين في الممر سيقل عن سبعة وزراء".
وفي اليوم التالي، أعلن قصر باكنغهام أنه سينهي هذه "العادة البالية".