اقتحم أحد المشاهدين حلبة وهجم على المصارع الأمريكي بريت هارت، 61 عاماً، الذي انضمَّ إلى قاعة المشاهير في مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية WWE، ثم اندلع شجارٌ شارك فيه العديد من نجوم المصارعة الحرة يوم السبت 6 أبريل/نيسان 2019.
وقالت صحيفة The New York Times الأمريكية، إن بعض المتفرجين ظنوا أنَّه كان مجرد جزء من العرض، إذ عادةً ما تشهد عروض المصارعة الحرة الترفيهية شجاراتٍ تمثيلية، حيث غالباً ما تتشابك الحقيقة مع الأحداث المُخطَّط لها سلفاً.
وقال أندرو أنتيلون، أحد المشاهدين الذين حضروا العرض، لقناة CBS News الأمريكية: "إنه أحد عروض المصارعة، لذا لا تعرف أبداً ما يجري حقاً عندما يحدث شيءٌ من هذا القبيل".
كان ينوي حضور أكبر عرضٍ في المصارعة الحرة
وكان هارت يلقي كلمةً أثناء حفل انضمامه إلى قاعة المشاهير حين اقتحم مشجعٌ عمره 26 عاماً يُدعى زاكيري مادسن حلبة المصارعة وأسقطه أرضاً، وفقاً لما ذكرته الشرطة.
وأضافت الشرطة أنَّ مجموعة من مصارعي مؤسسة المصارعة الحرة العالمية الترفيهية، الذين كانوا واقفين بجوار الحلبة، انضموا بسرعة إلى المشاجرة، حيث ضربوا مادسن وأبعدوه عن هارت.
ويُذكَر أنَّ مادسن نشر مؤخراً عدة تغريداتٍ على موقع تويتر عن العديد من مصارعي مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية، من بينهم شارلوت فلير، بطلة بطولة سماكداون للنساء، ودانييل برايان، بطل العالم الحالي، وفينس مكمان، رئيس مجلس إدارة المؤسسة ورئيسها التنفيذي.
إذ كتب تغريدةً في 4 أبريل/نيسان قال فيها: "سأبدأ رحلتي الطويلة! أريد أن أشكر فينس مكمان على مساعدته في توجيه المشاهدين في الولايات المتحدة إلى عرض راسلمانيا 35 الرئيسي"، مشيراً إلى اعتزامه حضور أكبر عرضٍ في مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية، وهو راسلمانيا، الذي أقيم الأحد 7 أبريل/نيسان في ملعب ميتلايف في نيوجيرسي.
لكنَّه بدلاً من ذلك وجد نفسه في المحكمة
إذ أمرت القاضية لورا وارد باحتجاز مادسن، الذي يواجه تهماً بالاعتداء والتعدِّي الجنائي، بكفالةٍ قدرها 1500 دولار. وأصدرت كذلك أمرَي حماية يحظران على مادسن أي اتصالٍ بهارت وأحد أفراد فريق الأمن في المؤسسة حاول فصله عن هارت.
من جانبه قال ألكسندر كان، مساعد النائب العام المحلي في بروكلين، إن هارت وفرد الأمن تعرَّضا لإصاباتٍ في المشاجرة، وعُولِجا في أحد المستشفيات ثم أطلق سراحهما لاحقاً. وذكرت الشرطة أنَّ هارت أصيب في وركه أثناء سقوطه على الأرض وعولِج في مكان الحادث، لكنه استطاع إكمال كلمته.
وقال متحدثٌ باسم المؤسسة في بيان: "مشجعٌ تهور تجاوز فريقنا الأمني المحيط بالحلبة واقتحمها مدةً وجيزة، لقد سُلِّم الشخص إلى السلطات المختصة".
وبعد القبض على مادسن، قال للشرطة: "لقد شعرت بأنَّها كانت اللحظة المناسبة"، وفقاً لما ذكره كين، الذي أضاف أنَّ مادسن كان لديه تذكرة لحضور العرض، ولكن لم يكن مُصرحاً له بدخول المنطقة التي جرى تطويقها من أجل الحفل.
وفي قاعة المحكمة، بدا وجه مادسن مصاباً بخدوش، وكان يرتدي سروالاً مموهاً وحذاء رياضياً وقميصاً ثقيلاً ذا قلنسوة. وكان مادسن يرتدي ملابس مشابهة أثناء الهجوم، إلى جانب قبعة ملوَّنة بالأحمر والأصفر والأخضر مع ضفائر مستعارة.
ويرفض الإفراج بكفالة عن "المعتدي"
وبينما كان نجم المصارعة الحرة كين يعارض الإفراج بكفالة، قال إنَّ مادسن اعتُقِلَ ثلاث مرات في ولاية نبراسكا، منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسبب مطاردة شخصٍ وخرق أوامر حماية.
وذكرت صحيفة Omaha World-Herald الأمريكية أنَّ مادسن ينتظر المحاكمة بسبب انتهاكه أمر حماية ضد أحد مقاتلي رياضة الفنون القتالية المختلطة، الذي ادعى أنَّ مادسن كان يطارده.
ومن جانبها قالت أليشا سيروسي، المحامية التي عيَّنتها الحكومة للدفاع عن مادسن، للقاضية إنَّه غير مُدان بأي تهمة، وإنَّه كان يعمل في وظيفةٍ بعد تخرجه من جامعة نبراسكا في عام 2015 حتى قبل بضعة أشهر.
وذكرت أنَّ مادسن لن يهرب من الولاية أو البلد لتجنُّب الملاحقة الجنائية، وأنَّ دفع كفالةٍ قدرها 1500 دولار سيكون "مشقة" لعائلته.
جديرٌ بالذكر أنَّ هارت يُعد أحد أعظم المصارعين في تاريخ المصارعة الحرة العالمية الترفيهية. إذ وُلِد في عائلةٍ تهوى المصارعة وتحترفها، واكتسب شهرة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
وكانت شخصيته، المُلقَّبة بـ "ذا هيتمان" أو القاتل المأجور، جزءاً من فريقٍ ثنائي كوَّنه مع جيم نيدهارت الشهير بـ "السندان". وكان الرجلان معروفين بسبب زيهما الوردي الزاهي المتطابق. وقد جرى تكريم نيدهارت، الذي توفي عن عمر يناهز 63 عاماً، كذلك، يوم السبت.