تقدمت النائبة آمال رزق الله، عضو مجلس النواب المصري، باقتراح بشأن حظر الألعاب التي تدعو إلى القتل والإرهاب والانتحار بشكل عاجل، وذلك بعد الحادث الإرهابي بنيوزلندا.
وقالت النائبة في مقترحها الموجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري الاتصالات والداخلية، إن الإنترنت وتطبيقات الهواتف المحمولة انتشر بها ألعاب تشجع على الإرهاب أو الانتحار والقتل وغيرها، وهو ما اعتبرته النائبة خطراً للغاية على الأطفال والمراهقين، لأن الطفل يكون لديه الاستعداد الكامل لأي توجيه وينفذه، حسب قولها.
لهذه الأسباب يجب حظر الألعاب التي تدعو إلى القتل والإرهاب
وحسب النائبة فإن الدراسات أشارت إلى أن الألعاب الإلكترونية قد تدفع للانتحار والقتل، وفقاً لما نقله عنها موقع صحيفة "المصري اليوم".
وقالت إن الحادث الإرهابي الذي تم في مسجدين بنيوزلندا خير دليل على ذلك، حيث تقمص الإرهابي لعبة ببجي الشهيرة في تنفيذ عمليته الخطيرة، وهو ما يعتبر ناقوس خطر لما وصل إليه المراهقين من تأثرهم بأفكار هدامة من ألعاب.
وأشارت النائبة إلى أن العديد من دول العالم، أطلقت تحذيرات من بعض ألعاب الفيديو الإلكترونية، بعد ما سببته تلك الألعاب من مشاكل وكوارث إنسانية، مثل"بوكيمون جو" و"مومو" و"ببجي " لمساهمتها في تنمية العنف وإدخال الشباب في حالة إدمان واستفزاز الخصم للقتل والتدمير، بجانب لعبة "الحوت الأزرق" إلى انتحار عدد من المراهقين.
#حادث_نيوزيلندا_الارهابي
نهايه لعبه ببجي صارت على ارض الواقع دخل على المسجد وقتل الناااااس بالسلاح حسبي الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/ADCSTfPoY5— Haneyah 🎀 (@Dalo3a2740) March 15, 2019
وأوضحت النائبة المصرية أنه ظهرت مؤخراً عدة ألعاب أصبحت تسيطر بشكل تام على مستخدميها من الشباب والناضجين وليس الأطفال فحسب، ومن ضمنها لعبة "ببجي " التي انتشرت بسرعة فائقة بين الأشخاص، وتسببت في ضياع الأوقات وسرقة عقول الشباب واستولت على حياتهم الشخصية.
بجانب ما أكدته التقارير أنها تسببت في حالات قتل وطلاق وانتحار في العديد من الدول حول العالم، كما أنها تؤثر بالسلب على الصحة النفسية لمستخدميها، حسب قولها.
وقالت النائبة، أنها تقدمت بالمقترح بعد الحادث الإرهابي بنيوزيلندا مباشرة، وأنها ستتواصل بشكل فعال مع الجهات المعنية في الحكومة لسرعة تطبيقه، واتخاذ الإجراءات الفنية في سبيل ذلك.
إنها من حروب الجيل الرابع، وتسببت في مقتل مدرسة بالإسكندرية
وسبق أن طالب الدكتور أحمد بدوي رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بحذف لعبة "ببجي" من تطبيقات تحميل الألعاب جوجل بلاي، بعد تسببها في قيام طالب بقتل مدرسة بالإسكندرية.
وقالت الداخلية المصرية، في بيان لها حول الحادث آنذاك، إن لعبة -لم تسمها- أدت إلى قتل طالبٍ مُعلِّمتَه شمالي البلاد. في حين قالت وسائل إعلام محلية إنه بسبب إدمان الطالب المتهم لعبةً قتالية على الإنترنت، هي لعبة "ببجي".
وقال بدوي لموقع "اليوم السابع" في ذلك الوقت، إن جهاز تنظيم الاتصالات سيجتمع، لبحث مطالبات وقف لعبة ببجي وغيرها من الألعاب التي تضر بالشباب والمجتمع، والإمكانيات الفنية لتنفيذ ذلك.
واعتبر البرلماني المصري أن هذه اللعبة تدخل ضمن حروب الجيل الرابع كونها ليست السابقة الأولى بعد لعبة الحوت الأزرق والتي تسببت في انتحار بعض الشباب مما دعا النائب العام لإصدار قرار لحجب تلك اللعبة في وقت سابق.
يذكر أن مصطلح حروب الجيل الرابع مصطلح يستخدم بشكل خاطئ في العديد من الأوساط العربية.
إذ يقصد به البعض محاولات اختراق المجتمعات العربية عبر الأساليب غير التقليدية من ميلشيات وشائعات.
بينما المصطلح الحقيقي ظهر في الغرب في إشارة إلى أن المواجهات التي أصبحت الجيوش الغربية معرضة لها وأصبح الخصوم فيها مختلفين، فهم في الأغلب ليسوا جيوشاً عادية بل ميلشيات تعمل داخل المجتمعات مثلما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي.
وقبل ذلك كان هناك خطر أكبر
والدعوة من أجل حظر الألعاب التي تدعو إلى القتل والإرهاب تعود إلى فترة أبعد من ذلك.
ففي أبريل/نيسان 2018، أمر النائب العام المصري، نبيل صادق، بحجب مواقع الألعاب الإلكترونية الخطيرة، ومنها "الحوت الأزرق"، التي تحتوي على تحريض على إيذاء النفس والآخرين.
وسبق أن أطلقت وزارتا الصحة والتعليم المصريتان، آنذاك، دعوات للتحذير من لعبة "الحوت الأزرق"، بخلاف فتوى أصدرتها دار الإفتاء تُحرم المشاركة فيها.
مصر ليست الأولى التي تشهد حوادث بسبب لعبة "ببجي"
وشهد العراق حوادث مشابهة بسبب لعبة ببجي المعروفة أيضاً باسم "ساحات معارك اللاعبين المجهولين".
وقد أعلنت شرطة أربيل، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مقتل شاب في أثناء محاولته محاكاة لعبة "ببجي" مع أصدقائه.
ولعبة ببجي عبارة عن معارك يشارك فيها لاعبون من مختلف أنحاء العالم على الإنترنت.
وفي كل معركة يتصارع 100 لاعب، في رقعة مملوءة بالأدوات والأسلحة المختلفة، ومن ثم يقاتل بعضهم بعضاً حتى يموت الجميع وينجو شخص واحد.
وأصبحت اللعبة في مقدمة التطبيقات التي يجري تحميلها بأكثر من 100 دولة حول العالم.
فتاوى وخُطب تحذر وتدعو إلى حظرها
ومع الانتشار السريع للعبة، انتشرت فتاوى وخُطب تدعو إلى منعها في العالم العربي.
فقد أفرد إمام جامع النعمان في العراق جزءاً من خطبة الجمعة نهاية العام الماضي للحديث عن المخاطر الكبيرة للعبة على المجتمع. وقال الإمام إن المحاكم العراقية فيها "عشرات حالات الطلاق والقتل بسبب تلك اللعبة".
كما أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بياناً، حذر فيه من لعبة ببجي. وسبقت هذا البيانَ فتوى تحرم ممارسة هذه اللعبة.
وتفاعل رواد شبكات التواصل الاجتماعي العرب مع التحذيرات والخطب، من خلال عدة هاشتاغات منها: #ببجي #الببجي و#اتصالات_ البرلمان.
وتحدث البعض عن تجربته مع هذه اللعبة، وعبروا عن شغفهم الشديد بها، وهذا ما يجعلها أقرب إلى الإدمان، في حين أعرب آخرون عن خوفهم، وطالبوا السلطات بالإسراع إلى حجبها.
وأشار البعض إلى أن اللعبة تحولت إلى منصة خفية، يستقطب من خلالها تنظيم داعش الشباب.