يبدو أن تحطم رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية 302، المتجهة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي، يشكل مأساةً تهدد بطرح أسئلة من جديد حول شركة بوينغ المُصنِّعة للطائرة المنكوبة.
ولا تزال التفاصيل المتاحة قليلة. غير أن الخطوط الجوية الإثيوبية تقول إن الطيار، الذي كان طياراً متمرساً ولديه سجل طيران ممتاز، أبلغ عن صعوبات وطلب العودة نقلا عن صحيفة The Guardian البريطانية.
تحقيق دولي يلاحق بوينغ
لم يكن سجل سلامة الطيران في أفريقيا جيداً على الإطلاق، لكن الطيران الإثيوبي اُعتبر استثناءً من هذه القاعدة. ويستعد الخبراء الفنيون في شركة بوينغ لبدء تحقيق دولي حول حادث تحطم الطائرة التي كانت تنقل ركاباً من 32 دولة على الأقل.
واختفت الطائرة بوينغ 737 ماكس 8، وهي طائرة جديدة سُجلت في نوفمبر/تشرين الثاني2018، من شاشات الرادار بعد ست دقائق من الإقلاع.
وقد وُضعت مقارنات بينها وبين الرحلة 610 التابعة لشركة ليون إير، التي تحطمت قبل أربعة أشهر، وخلَّفت قتلى وصل عددهم إلى 189 شخصاً.
وأظهرت بيانات الطيران لتلك الرحلة صعوداً وهبوطاً متكرراً وغير منتظم قبل أن تتجه الطائرة، وهي أيضاً طائرة ماكس 8، إلى مكان تحطمها بعد 12 دقيقة من إقلاعها من جاكرتا.
تعمل أكثر من 300 طائرة بوينغ من طراز 737 ماكس، وطُلب شراء أكثر من 5000 طائرة أخرى حول العالم منذ 2017.
وهي النسخة الأحدث من عائلة طائرات بوينغ 737، وهي الطائرة الأعلى مبيعاً حول العالم، حتى أن لديها قدرة أكبر على الطيران ذاتياً.
خصائص جديدة وتعديلات على الطيران الذاتي
عبَّر الطيارون حول العالم عن غضبهم بعد تحطم طائرة ليون إير؛ لأن التعديلات البرمجية الدقيقة التي أُجريت على الطيران الذاتي في الطائرة ماكس 8 لم يجري توضيحها بالكامل.
بل ولم تتعرض الشركة لمسألة إعادة التدريب التجريبية الإلزامية.
لدى الطائرة الجديدة خاصية تعديل أوتوماتيكية إذا اعتقدت أن زاويتها تُعرضُها لخطر التوقف، وهو إجراء أمني يعمل باختلاف بسيط عما اعتاد عليه الطيارون الذين اعتادوا قيادة طائرات بوينغ 737 السابقة.
وأشار الصندوق الأسود لطائرة ليون إير إلى أن طياري الرحلة 610 حاولوا جاهدين التعامل مع هذه المشكلة.
وقالت شركة بوينغ إن الطيارين إذا اتبعوا الإجراءات القائمة، فينبغي ألا يكون هناك أي خطر. بيد أن حوادث التحطم السابقة، وأشهرها كارثة تحطم الرحلة 447 التابعة للخطوط الجوية الفرنسية جنوب المحيط الأطلسي، أظهرت إمكانية تعطل المستشعرات التي تعتمد عليها الأنظمة الحاسوبية الخاصة بالطائرة، واحتمالية تعرض الطيارين الذين اعتادوا الاعتماد على التكنولوجيا للارتباك بسرعة عندما تسير الأمور بصورة خاطئة.
وفي جميع الأحوال، أدت ردود الأفعال البشرية إلى كارثة.
لعدة أعوام لم تُسجل أي حادثة تورطت فيها طائرات التجارية الحديثة
تباهت صناعة الطيران بأنها صارت أكثر أماناً في الأعوام الأخيرة، ولم يسجل اتحاد النقل الجوي الدولي أي حادثة تورطت فيها طائرات الركاب التجارية الحديثة لعدة أعوام من هذا العقد.
وقد تسقط الطائرات التي تعمل بمحرك مروحة توربينية وطائرات الشحن القديمة، لكن أسوأ الكوارث كانت بسبب أعمال متعمدة -كالهجمات الإرهابية، أو انتحار الطيار، أو الصواريخ الروسية- أو أنها، مثلما حدث في الرحلة 370 التابعة للخطوط الجوية الماليزية، تُركت بدون تفسير.
التفاصيل الواردة من إثيوبيا قد تُظهر بسرعة سبباً محدداً لا علاقة له على الإطلاق بأي من الأمور التي تعرضت لها رحلة ليون إير ولا بطائرة بوينغ 737 الجديدة.
وسوف تأمل شركة بوينغ وإدارة الطيران الفيدرالي، المسؤولة عن تنظيمها والإشراف عليها، أن يحدث هذا.
لكن الثقة في زيادة أمان الطائرات الجديدة التي تعمل ذاتياً، يبدو أنها تتعرض للاهتزاز.