قالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن امرأة استأجرت قتلة محترفين من المافيا لقتل حبيبها السابق.
ووفقًا للشرطة، فقد استأجرت سيدةً (64 عاماً) أربعة قتلة تابعين للمافيا الصقلية لقتل حبيبها السابق، الذي هجرها وسرق مجوهراتها. ونفذ الأربعة المهمة بدفن الرجل حياً داخل جدارٍ أسمنتي.
اكتشاف الجريمة بعد 6 سنوات
اختفى الضحية الذي يُعرف باسم لاماج أستريد (41 عاماً)، وهو رجل ألباني الجنسية، دون أثر في عام 2013.
وبعد 6 سنوات من تحقيق أجراه المدعون العموميون لمكافحة المافيا في مقاطعة كالتانيسيتا بصقلية، اكتشفت جثته داخل عمودٍ خرساني في فيلا ببلدية سيناغو الإيطالية، على بعد بضعة كيلومترات من مدينة مونزا، على البر الرئيسي.
وقد عُثر على جثة الرجل في يناير/كانون الثاني، أثناء تجديد الفيلا، لكن السلطات لم تكشف عن الخبر إلا الجمعة الماضية 8 مارس/آذار 2019.
المرأة حاولت الفرار بعد اكتشاف الجريمة
حاولت المرأة الفرار عبر مطار جنوى بعد معرفتها باكتشاف جثة حبيبها السابق، لكن ألقت الشرطة القبض عليها قبل تمكنها من الهروب.
ولم تستطع المرأة تجاوز فكرة هجر حبيبها لها وسرقته بعض مجوهراتها بحسب تصريحات المحققين الذين يؤكدون أنها كانت الدافع وراء الجريمة.
إذ تفيد التقارير بأنَّها حاولت الانتقام عن طريق الاتصال بمجموعةٍ من الرجال تعرفهم في صقلية، للترتيب لجريمة القتل.
ويرتبط القتلة الأربعة المزعومون الذين قُبِضَ عليهم في صقلية بعائلة مافيا ذات نفوذ في مدينة رييسي بكالتانيسيتا، ووُجهت إليهم تهم القتل وإخفاء الجثة.
وقال قائدٌ في الشرطة لصحيفة La Repubblica الإيطالية: "كانت للمرأة صلات قوية بمافيا رييسي. إذ ينبغي لزعيمٍ بالمافيا أن يمنحهم الإذن لتنفيذ جريمة القتل. وبعدها ذهب القتلة الصقليون إلى شمال إيطاليا لتنفيذ المهمة".
لكن، كيف حددت هوية الرجل بعد 6 سنوات من وفاته؟
حُدِّدَت هوية الجثة من رفات الملابس الذي انتُشل من تجويف العمود الخرساني.
إذ قال سلفاتوري لوبو، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة باليرمو، والخبير المعروف في تاريخ المافيا الصقلية، المعروفة أيضاً باسم كوزا نوسترا: "كان دفن الجثث داخل الجدران الأسمنتية ممارسةً شائعة لدى المافيا الصقلية".
وأضاف لوبو: "إنَّها ممارسة منطقية جداً، لأنَّ تحقيقات الشرطة تتباطأ في حال لم يُعثر على الجثة. وبالرغم من ذلك، ففي أحيان أخرى تريد المافيا أن يُعثر على الجثث لإرسال رسائل معينة. إن ذهب أي ضحاياهم وتحدث إلى الشرطة عن ممارساتهم، فإنَّه يُقتل ويوضع حجر في فمه. أما إذا سرق الضحية المال أو كان طماعاً، يضع القتلة النقود على أعضائه التناسلية".
إخفاء المقتولين في الأسمنت يكرره أعضاء المافيا
يذكر أنه في عام 2009، عُثر على هيكلٍ عظمي لرجل داخل كهف في روكا بوسامبرا، أعلى قمة في سلسلة جبال سيكاني بغرب صقلية، بالقرب من مدينة كورليوني.
وأكدت فحوصات الحمض النووي والتحقيقات المطولة أنَّ الجثة للنقابي المحلي بلاسيدو ريزوتو، الذي قتله زعماء مافيا مدينة كورليوني عام 1948.
وما زالت عشرات إن لم تكن مئات الضحايا الذين قتلوا بواسطة المافيا لم يُعثر عليهم حتى يومنا هذا، بحسب تصريحات المحققين.