هذه الفتاة المغربية الجميلة ارتبط اسمها مع عنوان لفت أنظار المغربيات وهو ميغان ماركل تضع "الحناء المغربي"، تقول "إن كنتُ قد تعلمت شيئاً من الثنائي الملكي البريطاني أثناء زيارتهما لجمعيتنا فهو التواضع، قمة التواضع".
هذا جزء من الانطباعات التي رسخت لدى التلميذة سميرة ذات الـ17 عاماً حيال الأمير هاري وعقيلته ميغان ماركل.
تصدرت صور سميرة رفقة دوق ودوقة ساسيكس كبريات الصحف الدولية والمحلية، وهي تضع زهرات حناء على يد ميغان التي كانت سعيدة بها، حيث أعربت غير ما مرة من فرحها بطقوس الحناء المغربية التقليدية.
"عربي بوست" سعى للقاء سميرة، الفتاة المغربية التي أصابت قدراً من الشهرة بعد الزيارة الملكية، وكثيراً من الانتقادات من طرف المغربيات على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب بساطة نقوش الحناء وتواضعها.
إلا أن الفتاة التي تقطن بـ"دار آسني" التابعة لجمعية "التعليم للجميع"، فضلت عدم الرد على كل تلك التعليقات الجارحة، مكتفية بالقول: "إن للبساطة عقولاً راقية تفهمها وتسعد بها".
ميغان الودودة أزالت توتري وخوفي!
"كنت أرتجف خوفاً، وأنا أمسك بالإبرة الخاصة بالحناء، فيما لم تمانع الدوقة ميغان في مد يدها لأضع نقوشاً بسيطة عليها، فقد كنت الوحيدة بين زميلاتي التي تتخذ من فن النقش بالحناء هواية تمارسها بين الحين والآخر"، تحكي سميرة لـ"عربي بوست".
ورغم أن فتيات الدار سبق إعلامهن بزيارة رفيعة المستوى للمنطقة والجمعية غير الحكومية، فإنهن لم يتصورن أن الأمر يتعلق بالثنائي البريطاني الذي تتصدر أخباره الصحف.
ليست هي المرة الأولى التي يزور فيها ضيوف أجانب منظمة "Aducation for all"، حيث تعمل الفتيات على ارتداء ملابس تقليدية محلية ويعمدن إلى إبراز الثقافة الأمازيغية وتسليط الضوء على طرق العيش الجبلية وبساطتها.
أما سميرة فما كانت لتؤدي مهمتها لولا لطافة الدوقة واهتمامها بالسلام على سميرة ومحادثتها وسؤالها عن اسمها قبل أن تلتفت إلى زوجها لتقول: "اسمها سميرة!".
وقالت اليافعة التي تدرس بالبكالوريا (الثانوية العامة)، إن ميغان أخبرتها قائلة: "سعيدة بزيارة منطقتكم".
ميغان ماركل تضع "الحناء المغربي"
لم تتوقف دوقة ساسيكس الحامل في شهرها السابع عن شكر سميرة، "فرح بريء كان واضحاً في عينيها، وشكرتني مرات عديدة باللغتين الفرنسية والإنجليزية"، وفق تعبير سميرة لـ"عربي بوست".
"بالنهاية لست "نقاشة" (سيدة تمتهن نقش الحناء)، فأنا تلميذة والدراسة أهم مهامي"، توضح سميرة، مستطردة أنها قامت بدقّ كمية من الحناء بشكل طبيعي وبطرق تقليدية دون استعمال أية إضافات أو أعشاب تزيد من تصبغ الحناء على الجلد، لافتة إلى أن الماء أيضاً طبيعي، حفاظاً على سلامة الأميرة.
"التعليم للجميع".. طوق نجاة
لم تكن سميرة لتحظى بهذا اللقاء ولا أن تكون حديث الصحف لولا المأوى الذي وفرته "دار آسني" بفروعها.
فمنذ 12 عاماً، آوت الدار أطفالاً وفتيات عدة تتراوح أعمارهن ما بين 12 و18 سنة، إلا أن سميرة شكلت الاستثناء بكونها أول فتاة تغادر قريتها البعيدة بـ42 كيلومتراً لتكمل دراستها الإعدادية وبعدها الثانوية.
من قرية "إد عيسى" انتقلت سميرة نحو "دار آسني" وهي لا تتجاوز 12 عاماً لتقيم في مكان قريب من المدرسة.
نجاح التلميذة وتفوقها أذاب الأحكام المسبقة من إمكانية تعرّض الفتيات للمكروه ولاعتداءات جنسية قد تجر العار على العائلات، حيث التحقت 3 فتيات أخريات السنة التالية بعد أن كانت العائلات تمنع بناتها من استكمال الدراسة بعيداً عنها في انتظار العريس.
بكثير من التأثر، تعتبر سميرة التي تدرس علوم الأحياء أن جمعية "التعليم للجميع" ـ السفير البريطاني عضو فاعل بها ـ منحتها رفقة كثيرات فرصة حياة وعلم، طامحة في أن تلتحق قريباً بمعهد الممرضات.