أقرَّ الفاتيكان للمرة الأولى بوجود قواعد توجيهية سرية للقساوسة الذين يخرقون نذور التبتُّل وينجبون أطفالاً.
لكنَّه رفض الكشف عن هذه القواعد، قائلاً إنَّها مسألة داخلية. وصرَّح المتحدث باسم الفاتيكان أليساندرو غيسوتي لصحيفة The New York Times الأمريكية قائلاً إنَّ "المبدأ الأساسي" لوثيقة 2017 هو "حماية الطفل" حسب التقرير الذي نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
وثيقة جديدة للفاتيكان بخصوص رجال الدين والإنجاب
وتطالب الوثيقة رجل الدين الذي ينجب طفلاً بترك الكهنوت "والاضطلاع بمسؤولياته كأب من خلال تكريس نفسه فقط للطفل". وقال غيسوتي لشبكة CBS News الأمريكية إنَّ الوثيقة كانت "للاستخدام الداخلي… وليس الهدف نشرها".
ويجتمع الناجون من الانتهاكات الجنسية لرجال الدين من مختلف أنحاء العالم في الأسبوع الثالث من فبراير/شباط 2019 في روما لتنظيم وقفات واحتجاجات خارج قمة غير مسبوقة لكبار الأساقفة والشخصيات الكنسية الأخرى دعا إليها البابا فرنسيس.
خاصة أن العدد الحقيقي لأطفال رجال الدين مجهول حتى الآن
ولا يُعرَف عدد الأطفال المولودين لقساوسة، ولو أنَّ إحدى مجموعات الدعم، تُدعى "Coping International"، لديها 50 ألف مستخدم في 175 دولة. وبعض الأطفال هم نتاج علاقات رضائية، لكنَّ البعض الآخر نتاج لعمليات اغتصاب أو اعتداء.
ووفقاً لفينسينت دويل، ابن أحد القساوسة ومؤسس مجموعة "Coping International"، فإنَّ قضية أبناء رجال الدين هي "الفضيحة المقبلة" التي ستواجهها الكنيسة. وأضاف لصحيفة The New York Times: "هناك أطفال في كل مكان".
وكُلِّفَت لجنة شكَّلها البابا فرنسيس لمعالجة قضية الاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين بالنظر في الكيفية التي ينبغي أن تكون عليها استجابة الكنيسة تجاه قضية أبناء القساوسة.
وتضم القواعد الجديدة بنوداً صارمة بخصوص رجال الدين
ونشر أساقفة أيرلنديون قواعدهم التوجيهية الخاصة، التي تنص على أنَّه في حال أصبح أحد القساوسة والداً، فإنَّ "صالح طفله ينبغي أن يكون أوْلى اهتماماته". وتضيف الوثيقة: "ينبغي أن يتحمَّل القس، شأنه شأن أي أب، مسؤولياته، سواء كانت الشخصية، أو القانونية، أو الأخلاقية، أو المالية. لا ينبغي على الأقل أن يتخلى أي قِس عن مسؤولياته".
ويحاجج البعض بأنَّ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية عليها التخلي عن مطالبة القساوسة بتلاوة نذور تفرض عليهم التبتُّل طيلة حياتهم. ويقول هؤلاء إنَّ ذلك قد يكون عاملاً في الاعتداءات الجنسية، وإنَّه يمنع الناس من الالتحاق بسلك الكهنوت، وباتت الكثير من الدول الآن تعاني من نقصٍ حاد في أعداد القساوسة.
وللكنائس الكاثوليكية الشرقية تقليد قديم لتزويج القساوسة، وبات استثناء قاعدة التبتُّل للقساوسة الإنجليين السابقين المتحولين إلى المذهب الكاثوليكي يتم على أساس كل حالة على حدة.
لكن الشهر الماضي، يناير/كانون الثاني، قال البابا فرنسيس إنَّه يعارض أي تغيير عام للتقليد القائم منذ عقود. فقال: "أعتقد، شخصياً، أنَّ التبتُّل منحة إلى الكنيسة. أود القول إنَّني لا أوافق على السماح بالتبتُّل الاختياري، لا".
وأضاف أنَّه يمكن النظر في منح استثناءات في "المناطق البعيدة للغاية"، التي تكون فيها "ضرورة رعوية" بسبب نقص عدد القساوسة.