تسعى سلطات هيئة السجون في سريلانكا لتوظيف شخصين في وظيفة "منفذ حكم الإعدام"، بعد أن تعهَّد الرئيس السريلانكي بإنهاء تجميد عقوبة الإعدام الذي استمر 43 عاماً، وإعدام المدانين في قضايا تهريب المخدرات، وسط قلقٍ بالغٍ بشأن الجرائم المتعلقة بالمواد المخدرة.
وقال توشارو بولدينيا، المتحدث باسم قطاع السجون، الأربعاء 13 فبراير/شباط 2019، إنَّ المقابلات ستُعقَد للمتقدمين للوظيفة الشهر المقبل، مارس/آذار، على أن يقع الاختيار على اثنين منهم، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
عودة تنفيذ عقوبة الإعدام في سريلانكا
واشترط الإعلان، الذي نُشِرَ في صحيفة Daily News الحكومية، الإثنين 11 فبراير/شباط، أن يتمتع المتقدم "بشخصيةٍ رفيعة الخُلُق"، وأن يجتاز الاختبار الذي سيُعقَد للتأكد من "سلامة قواه العقلية والنفسية".
وجاء فيه أيضاً أن المتقدم يجب أن يكون ذكراً وسريلانكياً، وأن يتراوح عمره بين 18 و45 عاماً، وسيكون راتبه الشهري 36410 روبيات سريلانكية (203 دولارات).
وتأتي خطوة السعي لتوظيف شانقين بعد أن صرّح الرئيس مايتريبالا سيريسينا بأنَّ عقوبة الإعدام ستُستأنف خلال الشهرين المقبلين بحق مدانين بتهريب المخدرات، متعهِّداً بالصرامة في مواجهة مهربي المخدرات، وإعادة ترتيب الأوراق بشأن حرب بلاده على المخدرات كما فعلت الفلبين.
كان سيريسينا قد زار الفلبين في يناير/كانون الثاني، وأشاد بحملة الرئيس رودريغو دوتيرتي على المخدرات، ووصفها بأنَّها "مثالٌ يُحتذى للعالم". وقد أُعدم آلاف المشتبه بهم منذ أن تولى دوتيرتي السلطة عام 2016، وكانت جماعاتٌ حقوقية قد استنكرت هذه الإعدامات بوصفها إعدامات خارج إطار القانون.
وكان آخر حكم إعدامٍ في سريلانكا قد نُفِّذ عام 1976، في ذلك الوقت كان الإعدام شنقاً. وتُعد سريلانكا دولةً ذات أغلبيةٍ بوذية، وهو دينٌ يدعو لنبذ العنف.
لمحاربة الجريمة وحفظ النظام
وقال سيريسينا إنَّه بينما تتمتع البلاد بتأثيراتٍ إيجابيةٍ من كافة الأديان، فإنَّ تطبيق القوانين الصارمة ضروريٌّ لتطويق الجريمة وحفظ النظام.
وقد زادت عمليات المصادرات الكبيرة الأخيرة للمخدرات من الشكوك بأنَّ البلاد قد أصبحت مركزاً للتهريب. ولدى سريلانكا 1299 سجيناً يواجهون أحكاماً بالإعدام، منهم 48 مداناً في قضايا المخدرات.
وكثَّفت الشرطة جهودها للقضاء على المخدرات، فحرَّزت 90 كيلوغراماً من الهيروين من شقةٍ فخمةٍ بمدينة كولومبو الشهر الماضي، يناير/كانون الثاني. وأُلقِيَ القبض على أمريكيَّين وسريلانكيَّين وأفغاني. وبحلول يوم الثلاثاء 12 فبراير/شباط، كان مجموع ما تم تحريزه 110 كيلوغرامات من المخدرات من موقعين بالقرب من العاصمة.
وكانت غيادا غيريلي، الباحثة الحقوقية في المجموعة البحثية المختصة بوثيقة المخدرات لدى الرابطة الدولية للحد من الأضرار Harm Reduction International، قد قالت سابقاً إنَّه لا يوجد دليل على أنَّ الإعدام سيكون له تأثيرٌ فعَّالٌ على تعاطي المخدرات أو الاتجار بها.