هتف هواة متابعة حركة النجوم والأفلاك بحماس في مرصد جريفيث بلوس أنجلوس عندما حدث خسوف كلي للقمر بعد التاسعة مساءً بتوقيت منطقة المحيط الهادي، الأحد 20 يناير/كانون الثاني 2019، وغرق في لون يميل للاحمرار فيما يُعرف بظاهرة القمر الذئب الدموي العملاق.
واحتشد أكثر من 1500 شخص في المرصد القريب من لافتة هوليوود الشهيرة بالمدينة لرؤية الخسوف.
وقالت روزاليند فون فينت من لوس أنجلوس: "هذا رائع. كما ترون، الأجواء احتفالية والجميع يستمتعون بالمشهد".
لكن لم يتمكن الجميع من متابعة هذا العرض الكوني، إذ ألغيت تجمعات في أماكن أخرى لمتابعة خسوف القمر بسبب ظاهرة التجمّد التي حدثت وسط وشمال شرق الولايات المتحدة.
وفي لوس أنجلوس كان الطقس أكثر دفئاً بشكل ملحوظ، وخلت السماء من السحب ليرى هواة مراقبة السماء خسوفاً كاملاً ناجماً عن إلقاء الأرض بظلها على وجه القمر.
وقال براد مورتنسين من فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا: "كان أمراً رائعاً وعظيماً.. كان هذا موقعاً ممتازاً. من الممتع دوماً زيارة المرصد، لذا عندما سمعنا عن ذلك قررنا القدوم".
سر اللون الأحمر الذي ينعكس على القمر
لم يختفِ القمر تماماً خلال الخسوف الكلي لكن في ذروته غرق سطح القمر بالكامل في وهج برتقالي يميل للحمرة أكسبه اسم القمر الدموي.
والسبب في هذا الاحمرار هو سريان أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض الذي يخيم عليه الغبار والتلوث عند دخول القمر في ظل كوكبنا. وتتبعثر الأشعة الزرقاء ذات الطول الموجي الأقصر والأكثر قابلية للانكسار خارج ظل الأرض، بينما تتجه الأشعة الحمراء الأطول والأقل قابلية للانكسار صوب القمر.
وإضافة إلى ذلك يحدث الخسوف في وقت يبلغ فيه القمر نقطة من مداره تجعله قريباً من الأرض ما أكسبه اسم القمر العملاق.
كما أطلق عليه اسم القمر الذئب لظهوره في يناير/كانون الثاني، حين كانت الذئاب تعوي جوعاً خارج القرى الأمريكية في الماضي، وذلك وفقاً لدورية فارمرز ألماناك.
الجليد يفسد الأجواء الاحتفالية
بلغ الخسوف أمس الأحد ذروته فوق لوس أنجلوس بعد التاسعة مساءً بقليل بتوقيت منطقة المحيط الهادي (05:00 بتوقيت غرينتش صباح الاثنين)، لكن لم يحظ جميع من هم بالساحل الغربي برؤية واضحة، فقد أمطرت السماء في سان فرانسيسكو وامتلأت بالسحب والغيوم في سان دييغو.
وقبل أيام، بدا أن السحب ستكون أكبر عقبة أمام التمتع بالحدث الكوني، لكن المشكلة كانت عاصفة ثلجية كبيرة أعقبها تراكم طبقة سميكة من الجليد ما جعل قيادة السيارات وممارسة أي أنشطة بالخارج خطيراً للغاية.
ووجهت الدعوة لهواة الظواهر الفلكية لمتابعة الخسوف في بث مباشر على الإنترنت على مواقع إلكترونية مثل موقع (أسترونومرز ويذاوت بوردرز دوت أورغ).
وألغيت تجمعات عديدة لمتابعة الخسوف امتداداً من متنزه مقاطعة ليمون ليك في إنديانا وحتى جامعة روان في نيوجيرسي.
لكن الخسوف كان واضحاً للعين المجردة في أي منطقة بالولايات المتحدة سماؤها صافية، ومن ذلك أتلانتا في ولاية جورجيا، حيث خرج البعض لمشاهدته غير عابئين ببرودة الطقس.
وعلى عكس كسوف الشمس الذي يتطلب حماية للعين كي يستمتع المشاهد بالرؤية بأمان، لا تتطلب متابعة خسوف القمر اتخاذ تدابير إضافية لتجنب التعرض لمخاطر صحية.
والفرصة التالية التي سيتمكن الأمريكيون من مشاهدة خسوف كلي للقمر فيها ستكون عام 2022.
واستمر الخسوف الكامل ساعة واحدة، وكانت أفضل مناطق الرؤية في الأمريكتين الشمالية والجنوبية، بينما كان بمقدور 2.8 مليار شخص متابعته في نصف الكرة الغربي وأوروبا وغرب إفريقيا وأقصى شمال روسيا.