على تلّة فوق نهر تويوي شمال شرقي الصين، اكتشف علماء الآثار بقايا مدينة صينية مفقودة ازدهرت في العصر الحجري منذ أكثر من 4000 سنة.
وكانت هذه المدينة القديمة، التي يُطلق عليها اسم "شيماو" موطناً لهرم يبلغ طوله 230 قدماً (نحو 70 متراً)، مُحاطاً بجدران داخلية وخارجية ضخمة، كما بنيت فوقه قصور للطبقة الحاكمة، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
مدينة غنيّة وذات مكانة عالية!
تُمثل الآثار المكتشفة موقعاً لمدينة تعود للعصر الحجري الحديث في مقاطعة شنشي شمالي الصين.
وتم اكتشاف الموقع للمرة الأولى سنة 1976 عندما اعتقد العلماء أنها مجرد بلدة صغيرة، ليتضح أنها تمتد على مساحة أكبر من ذلك.
ونشر موقع China.org الصيني تقريراً ذكر فيه أن المدينة تمتد على مساحة 4 كيلومترات مربعة، وهو ما يجعلها المدينة الأكبر من نوعها في العصر الحجري الحديث في الصين.
وتمَّ اكتشاف الكثير من المجوهرات المنقوشة والثمينة، وهو ما يشير إلى أن هذه المدينة كانت غنية ومهمة في ذلك الوقت.
كما عثر الخبراء على لوحة جدارية داخل الموقع، التي يعتقدون أنها أقدم لوحة في الصين، ويبلغ عمرها حوالي 4000 سنة.
الباحثون يرون أن هذه الاكتشافات تدل على مكانة شيماو باعتبارها حضارة مبنية بعناية فائقة.
بنوا قصورهم فوق هرم ضخم ليذكروا السكان بقوة الطبقة الحاكمة!
وفقاً للباحثين، فقد تمَّ بناء القصور في المدينة فوق الهرم الضخم بالاعتماد على الأعمدة الخشبية وبلاط الأسقف.
ويُعتقد أن الطبقة الحاكمة كانت تنعم بالعيش فوق مجمع الهرم، الذي كان على الأرجح موقعاً لممارسة الحرف اليدوية وصناعة المنتجات الخزفية والصناعية.
مع ارتفاعه البالغ 70 متراً، يمكن للناظر رؤية الهرم من أي مكان داخل المستوطنة، سواء كان يقف في الضواحي أو على حدود المناطق الريفية.
ومن المرجح أن موقع الهرم كان بمثابة تذكير دائم وشامل لسكان شيماو بقوة النخب الحاكمة المقيمة فوقه، وهو ما يمكن اعتباره ببساطة دليلاً ملموساً على ظاهرة "الهرم الاجتماعي".
طقوس دينية وعشائرية غريبة في المدينة المكتشفة!
لم تقتصر الاكتشافات على المدينة والهرم فحسب، بل وجد العلماء أيضاً على حفر مليئة بالجماجم البشرية التي يبدو أن أصحابها كانوا قرابين.
ويقول الباحثون إن الأضاحي البشرية الجماعية كانت شائعة في شيماو، وخير دليل على ذلك عثورهم على ست حفر تحتوي على رؤوس بشرية مقطوعة داخل الشريط الخارجي للموقع.
وقد عثر هؤلاء الباحثون على البقايا البشرية وبعض المجوهرات المرتبطة بتقديم القرابين داخل معالم ومواقع أخرى في مدينة شيماو.
وقد أشار الباحثون إلى أنه "من المرجح أن المجوهرات والقرابين البشرية عملت على خدمة الطقوس الدينية والشعائرية لشيماو، وهو ما ضاعف من أهميتها كمركز ضخم".
فضلاً عن قدرة هذه القرابين على توفير الحماية للجدران التي جعلت هذا المكان منيعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ويأتي هذا الاكتشاف الجدير بالاهتمام، ضمن سلسلة اكتشافات حدثت مؤخراً ولا تزال مستمرة في عموم الصين، أبرزها لمدن ومواطن مجتمعات كانت متطورة ومعقدة قبل فترة طويلة من ظهور "المراكز السكنية" التقليدية في السهول الوسطى.
إقرأ أيضاً..