عبَّرَت امرأةٌ كان قد أُلقِيَ القبض عليها في دبي، هي وابنتها البالغة 4 أعوام، بعد تناول كأس مجانية من النبيذ في رحلةٍ جوية من لندن، عن ارتياحها بعدما برَّأتها السلطات وسمحت لها بالعودة إلى وطنها.
وكانت إيلي هولمان، وهي طبيبة أسنان سويدية الأصل تعيش -وفق تقرير صحيفة The Guardian البريطانية- مع زوجها وأطفالهما الثلاثة في بلدة سيفينواكس بمقاطعة كِنت الإنكليزية، تواجه عقوبة الحبس عاماً، بينما كانت تنتظر جلسة استماع بالمحكمة، بعدما أُلقِيَ القبض عليها في 13 يوليو/تموز 2018، بسبب تناولها كأساً واحدة من النبيذ في رحلتها التي استمرت 8 ساعات على متن الخطوط الجوية الإماراتية إلى دبي.
وقالت هولمان إنها كانت مُتحمِّسةً للعودة إلى إنكلترا، لكنها أفصحت عن أن إلقاء القبض عليها كلَّف عائلتها عشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية، وقد استنفدت كل مدَّخراتهم.
وذكرت جماعة Detained in Dubai لحقوق الإنسان، الواقع مقرها في بريطانيا، والتي كانت تساعد إيلي، البالغة من العمر 44 عاماً، أن السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة قد قرَّرَت عدم متابعة الاتهامات. ومن المُقرَّر أن تعود إيلي إلى المملكة المتحدة الأحد 12 أغسطس/آب.ذ 2018.
وفقاً للجماعة الحقوقية، فقد حُرِمَت إيلي، وتعمل طبيبة أسنان، وطفلتها، مبدئياً من استخدام المرحاض وتناول الطعام وشرب المياه، على مدار 3 أيام في الزنزانة التي احتُجِزتا فيها.
وقالت إيلي: "أنا مصدومة، وأتوق إلى العودة لوطني، إلى إنكلترا، ومُتحمِّسة لأن هذا الكابوس سوف ينتهي".
وأضافت: "حين أجبت على الهاتف صباح اليوم، وأُخبِرت بأنني سيُطلَق سراحي وأنني يجب أن أجلب جواز سفري، لم أصدق، وتساءلت ما إذا كان ذلك فخاً".
وتابَعَت: "اعتذروا لي نيابةً عن مسؤول الهجرة، وقيل لي إنهم أطلقوا سراحي بناءً على أوامر الشيخ محمد، وإن زيارتي مرةً أخرى لدبي مُرحَّبٌ بها. ساعدوني في تدبير رحلتي لمغادرة الإمارات".
وقالت: "كلَّفنا هذا الموقف عشرات الآلاف، وأدى بنا إلى استنفاد كل مُدَّخراتنا، وهو أمرٌ مُدمِّرٌ لنا".
كانت إيلي، وطفلتها بيبي، مسافرتين إلى دبي لقضاء عطلة مدتها 5 أيام لزيارة بعض الأصدقاء.
وقالت رادها ستيرلينغ، المديرة التنفيذية لجماعة Detained in Dubai: "نحن سعداء للغاية بعودة الدكتورة إيلي؛ إذ قرَّرَت حكومة دبي عدم متابعة الاتهامات التي وجَّهَتها إليها بتناول كأس من النبيذ قُدِّمَت لها على متن الخطوط الجوية التابعة لهذه الحكومة نفسها".
وأضافت: "من الواضح أن هذه الحالة لم تحدث من قبل قط، ولم يكن ينبغي على الإطلاق احتجاز إيلي وطفلتها ذات الأعوام الـ4 وإساءة معاملتهما".
وتابَعَت: "لم يكن ينبغي أن تتكبَّد هذه الخسارة المالية الكبيرة جرَّاء احتجازها، ولم يكن ينبغي أن تتعرَّض طفلتها لهذه الصدمة التي لم يكن لها أي داع".
واستدركت: "لكن الحقيقة هي أن هذه الحالة لم تكن مجرد خطأ؛ بل إنها تتماشى مع القوانين المرتبكة في دولة الإمارات فيما يتعلَّق بالكحوليات، وما كان ينبغي أن يحدث سوف يتكرَّر حتماً مع مسافرٍ آخر يغفل عن ذلك ويقبل مشروباً كحولياً مجانياً تُقدِّمه الخطوط الجوية الإماراتية في رحلةٍ مقبلة إلى دبي".
وأضافت: "إنّ رفض النظر في قضية الدكتورة إيلي لا يحل السياسات الإشكالية التي تسمح بحدوث هذه الحالة في الإمارات، ولا بد أن يفهم السائحون أنهم لا يزالون يواجهون خطورةً كبيرةً، حيث التورُّط في قضايا بدبي لأيِّ عددٍ من الجرائم التي لا يلقون بالاً أنها جرائم في هذا البلد".
وتابَعَت: "إنهم يقدِّمون الكحوليات على متن رحلاتهم الجوية، ويلقون القبض عليك في المطار لأنك قبِلتها! لا يمكن اعتبار ذلك إلا محاولةً مُتعمَّدة لتقديم الأحكام المُعتمَدة في دولة الإمارات بصورةٍ سيئة ترقى إلى حدِّ نصب الأفخاخ".
وقالت أيضاً: "لذا فبينما نحن سعداء من أجل الدكتورة إيلي، لا نزال نخشى على المسافرين إلى الإمارات وعبرها، الذين قد يجدون أنفسهم في مشكلةٍ قانونية من دون أي خطأٍ من جانبهم".
ـــــــــــــــــ
اقرأ أيضاً
بيان من الاتحاد الأوروبي يخرجه عن الحياد ويكشف ما إذا كان مع كندا أم مع السعودية؟