حالة من الحزن كست منزل الطالبة نورهان أشرف في محافظة أسيوط بصعيد مصر، منذ ظهور نتيجة الثانوية العامة في 12 يوليو/تموز 2018، بعد أن جاءت النتيجة عكس المتوقع، بحصول الابنة المتفوقة على مجموع 4%.
الأب الذى منَّى نفسه سنواتٍ بتلك اللحظة التى يحمل فيها لقب "أبو الدكتورة"، بمجرد أن كتب أرقام جلوس ابنته وظهرت النتيجة الصادمة لم تحمله قدماه، ليفترش الأرض رغماً عنه، وفي الخلفية علت صرخات الأم. أما نورهان، التي سقطت مغشيّاً عليها، فحاولت أختاها إفاقتها والدموع تذرف من عينيهما. وبعد عدة أيام من محاولات استيعاب الصدمة، قررت نورهان ووالدها البحث عن حقها، مؤكدَين أن تلك النتيجة غير صحيحة.
"أوراق الإجابة مختلفة"
ذهبت نورهان ووالدها، الثلاثاء 24 يوليو/تموز 2018، لرؤية أوراق الإجابة، وأكدت الطالبة، التي لم تتحدث سوى بكلمات معدودة؛ نظراً إلى حالة البكاء التي لم تتوقف، أن الورقة الخارجية المسجل عليها الاسم ورقم الجلوس ورَقتها، ولكن ما بداخلها من أوراق إجابة لا يخصها، لافتة إلى أن الخط غير واضح.
والدها أشرف، وهو موظف متقاعد، التقط أطراف الحديث من ابنته التي لم تستطع استكمال الحديث، مؤكداً أن ابنته الوسطى لأختين أخريَين، متفوقة منذ الطفولة وكانت العائلة بأكملها تنتظر حصولها على مجموع عالٍ ودخول كلية الطب، إلا أنهما فوجئا بالنتيجة التي لا علاقة لها بابنته.
"طالبة ممتازة"
"نورهان ممتازة" عبارة لم يتوقف الوالد عن ترديدها بين كل جملة وأخرى، في أثناء حديثه لـ"عربي بوست"، مستشهداً بحصولها على مجموع 97% في الشهادة الإعدادية، و96.5% بالصف الثاني الثانوي.
وأكد أنها كانت تذاكر بالصف الثالث أضعاف مذاكرتها في الأعوام الماضية، وأنه كان ينفق عليها شهرياً 1000 جنيه (نحو 55 دولاراً) كمصروفات للدروس الخصوصية، بخلاف مصروفات المراجع والمواصلات للتنقل بين الدروس وتصوير الأوراق، مشدداً على كونه كان ينتظر أن تحصل على مجموع كبير يؤهلها للالتحاق بكلية الطب.
ونفى صحة التصريحات التي أدلى بها الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم في وزارة التربية والتعليم بإحدى القنوات القضائية، بشأن تحرير محضرين لابنته خلال أدائها الامتحانات للعام الدراسي 2017-2018، وذلك بلجنة مدرسة "قفط" الثانوية المشتركة، قائلاً إنهما حينما ذهبا لإعادة تصحيح الأوراق لم يجدا أي محاضر تم تسجيلها أو مرفقة مع ورقة الإجابة، وهو ما ينفي كلام رئيس قطاع التعليم.
"أملنا في ربنا كبير"
أشرف قال إنه سيتوجه الخميس 26 يوليو/تموز 2018، لتحرير بلاغ لدى النائب العام عن واقعة تزوير أوراق ابنته، وسيسير في الإجراءات القانونية، منتظراً أن يُعاد لها حقها، قائلاً: "أملنا في ربنا كبير"، وأنه ليس لديه سبيل آخر، ولكنه لن يترك حق ابنته.
وتمنى ألا تلقى ابنته مصير الطالبة "مريم"، طالبة صفر الثانوية العامة، والتي حدث اللغط نفسه حول أوراق إجاباتها، منذ 3 أعوام، ليخرج التقرير النهائي بأن أوراق الإجابة تخصها، لتعيد "مريم" العام الدراسي وتحصل على مجموع 94% وتلتحق بكلية الصيدلة بإحدى الجامعات الخاصة.
مُدرسها: اتصدمنا!
حالة من الصدمة حلَّت على مَدرسة نورهان، وفقاً لما قاله سيد خضير، مدرس اللغة الإنكليزية بمدرسة "قفط" الثانوية، (حصلت الطالبة على نصف درجة في مادته)، مؤكداً أن نورهان طالبة متفوقة، وجميع المدرسين كانوا يتوقعون لها بحد أدنى 98% وليس 4%.
خضير قال إنه لا يعلم كيف حدث ذلك، وهل حدث تبديل لورق إجاباتها، ولكنه أكد أنه يتحدث عن مستوى طالبة درَّس لها عامين، وكانت كل عام تأتي ضمن أوائل المدرسة، والجميع توقع لها بحد أدنى 98%.