يتصدر اسم اللاعب المصري، نجم نادي ليفربول الإنكليزي، محمد صلاح، عناوين وسائل إعلام عالمية، بعد نجاحه في الـPremier League، لكن بالعودة إلى تاريخ اللاعبين الإفريقيين الذين اشتُهروا في بريطانيا يظهر اسم لاعب مصري آخر لا يعلم عنه الكثيرون.
ويتحدث تاريخ الكرة المصرية عن لاعبٍ لم تتَح له وسائل التواصل الاجتماعي كما هو الآن، ولا هذا الكم من التغطية الإعلامية، وبرز اسمه في العام 1920 في المملكة المتحدة، وهو اللاعب توفيق عبدالله، أول مصري احترف في الدوري الإنكليزي.
وتكشفت تفاصيل عن هذا اللاعب الذي لا يبرز اسمه بشكل كافٍ في تاريخ الكرة المصرية، من خلال ما ذكره كتاب "مصر وكرة القدم"، والذي سلط الضوء على جانب من إنجازات اللاعب في بريطانيا.
يشير الكتاب، بحسب ما ذكرته صحيفة "اليوم السابع" المصرية، اليوم الجمعة 6 يوليو/ تموز 2018، إلى أن عبدالله لم يبرز اسمه كلاعب فقط بين الأندية الإنكليزية، بل قام أيضاً بمهمة مدرب وكان لا يزال عمره في الـ 23.
ويحكي الكتاب أن عبدالله -صاحب واحدة من الحكايات الجميلة المجهولة في تاريخ الكرة المصرية- سافر مع المنتخب المصري إلى بلجيكا، وبعد تألقه في مباراتي مصر أمام إيطاليا ثم يوغوسلافيا، لم يعد توفيق إلى مصر، وانتقل إلى إنكلترا كأول لاعب مصري وعربي وإفريقي في التاريخ يحترف في الدوري الإنكليزي، وبالتحديد في درجته الأولى.
ويعد عبدالله أول لاعب مصري يحترف ببريطانيا؛ لأن اللاعب حسين حجازي سبق عبدالله للعب، وذلك في العام 1911 في نادي "دولويتش هاملت"، لكن هذا النادي لم يكن يلعب في الدوري.
من الأهلي لبريطانيا
وتعود البدايات الكروية للاعب عبدالله إلى نادي الأهلي، فقد كانت عائلته من أوائل العلائلات التي امتلكت العضوية العاملة في الناي، ولعب عبدالله في صفوف الأهلي في مبارياته، في بطولة الكأس السلطانية ومباريات أخرى كثيرة أمام الفرق الإنكليزية، قبل أن تلمع موهبته وتؤهله لأن يكون أحد لاعبي أول منتخب كروي رسمي لمصر.
وسجل شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 1920 أول مباراة لعبدالله مع نادي "ديربي كاونتي" في الدوري الإنكليزي، وكان المنافس حينها نادي مانشيستر سيتى، وفاز "ديربي كاونتي" بـ3 أهداف نظيفة، أحرز أحدها عبدالله، وفقاً لما جاء في الكتاب.
وبينما كان عبدالله محط اهتمام وسائل إعلام إنكليزية آنذاك، إلا أنه في ذات الوقت كان عُرضة للسخرية، فقد أطلق عليه مشجعون إنكليزيون لقب "المسواك"، فضلاً عن معاناته مع اللغة الإنكليزية، حيث لم يكُن يعرف عنها الكثير.
وفي المقابل أطلق مشجعون على اللاعب عبدالله لقب "أبي" رابطين بينه وبين "أسطورة محلية".
عنصرية في أميركا
وكما تصدر نجم ليفربول الحالي صلاح صفحات جرائد، وغلافات المجلات، فإن اللاعب عبدالله تصدر حينها غلاف مجلة The Topical Times الأسبوعية، التي عُدت أول مجلة إنكليزية متخصصة في مجال كرة القدم. وكانت هذه المرة الأولى التي يظهر فيها لاعب كرة قدم مصري على غلاف أية مجلة أجنبية خارج مصر.
وبعد نادي "ديربي كاونتي" انتقل عبدالله لنادي كودين بيث في أسكتلندا، ثم لعب موسماً آخر مع نادي بريد جيند تاون في ويلز، ثم اختتم رحلة احترافه مع نادي هارت بول يونايتد الإنكليزي. ولعب اللاعب المصري آخر موسم له في إنجلترا خلال الفترة ما بين 1923 و1924.
وكانت المرحلة الأخرى في مسيرة عبدالله الكروية الولايات المتحدة الأميركية، لكنها كانت تجربة مريرة في جانب منها، بسبب العنصرية التي عانى منها هناك.
ففي العام 1924 انتقل عبدالله إلى أميركا، ولعب هناك لأربعة أندية، وفاز عام 1925 بلقب هداف الدوري الأميركي لكرة القدم، واتجه للتدريب في الولايات المتحدة، لكنه قرر في النهاية مغادرتها بسبب العنصرية آنذاك، إذ تم تصنيفه على أنه "مواطن أسود"، وبالتالي لم يكُن يُسمح له بالنزول في "فنادق البيض" مع فريقُه.
واعتزل اللاعب عبدالله اللعب عام 1933 ثم عاد من الولايات المتحدة إلى مصر، وتولى فيها خلال عامَي 1940 و1944 مهمة تدريب المنتخب المصري.