أدانت محكمة إيطالية رجلاً بولندياً، لاختطافه عارضة الأزياء البريطانية كلوي أيلينغ، وحكمت عليه بالسجن 16 عاماً وتسعة أشهر.
وقال المدعون في قضية لوكاس هربا، إن كلوي أيلينغ خُدِّرت واختُطفت عندما ظهرت في عنوان بمدينة ميلانو، لأداء عمل يتعلق بعروض الأزياء، ثم احتُجزت في بيت ريفي في إقليم بييمونتي الإيطالي لستة أيام، قبل أن يُطلَق سراحها أمام القنصلية البريطانية في ميلانو، بحسب صحيفة telegraph البريطانية.
وادَّعى لوكاس هربا، المتهم في القضية، والبالغ من العمر 30 عاماً، أن أيلينغ وافقت على هذا المخطط لتقوية مسارها المهني.
وطالب المدعي العام الإيطالي باولو ستوراري، الإثنين 11 يونيو/حزيران 2018، بأن توقع عقوبة على لوكاس هربا بالحبس لـ16 عاماً وثمانية أشهر، قائلاً إنه استند في حكمه إلى أن أيلينغ البالغة من العمر 20 عاماً كان من الممكن أن تتعرض للقتل خلال مدة اختطافها، التي استمرَّت من 11 إلى 17 يوليو/تموز 2017.
وقال إنها خُدِّرت بمادة الكيتامين التي أفقدتها الوعي، ثم وضعها في حقيبة قماش ونقلها إلى البيت الريفي، حيث جرى تقييدها بأثاث المنزل في الليلة الأولى على الأقل.
هل فعلاً كانا متفقين؟
وأنكر لوكاس هربا الاتهامات، وادَّعى بأن أيلينغ وافقت على الخطة لتقوية مسارها المهني. لكن المحكمة أدانته.
وقال لوكاس هربا، إنه كان يحب عارضة الأزياء، وإنهما دبَّرا الاختطاف لمساعدتها على تجاوز الصعوبات المالية التي تشهدها بعد ولادة ابنها.
وأوضح لوكاس هربا "لم أؤذِ الفتاة على الإطلاق. لم أكن عنيفاً معها. إذا شعرت أنها مكرهة شفهياً بأي طريقة، فإنني آسف. لكن الأمر بالتأكيد ليس كما وصفته كلوي".
وأضاف "كنت أحبها، وكنت آمل أنه بمجرد أن تشتهر سوف تكافئني بتبادل المشاعر ونتشارك المال".
أظهرت اعترافات سابقة أن الاثنين تعرَّفا على بعضهما عبر فيسبوك، وتقابلا مرةً على الأقل وجهاً لوجه قبل حملها.
ويقول المدعون، إن أيلينغ جرى إغراؤها من أجل القدوم لمدينة ميلانو، للقيام بأعمال تتعلق بعروض الأزياء، ثم خُدِّرت عندما وصلت إلى استوديو التصوير. ووضعت داخل حقيبة قماش، ونُقلت إلى بيت ريفي معزول في إقليم بييمونتي.
وفي إفادته الأولى إلى الشرطة، قال إنه فعل ذلك بدافع التعاطف مع حقيقة أنها كانت أُماً.
وقالت أيلينغ للمحققين، إنها لم تحاول الهروب أبداً، حتى عندما ذهبت برفقة لوكاس هربا إلى متجر لشراء حذاء، لأنها كانت خائفة، وصدقت تهديداته بأنه كان جزءاً من عصابة إجرامية كبيرة كانت تراقبها باستمرار.
وأضافت أنه قيل لها إنها ستعرض للبيع على الإنترنت بالمزاد العلني، نظراً لأنها لم تتمكن من دفع فدية قدرها 300 ألف يورو. وقالت إن لوكاس هربا عرض عليها صوراً لفتيات أخريات، كان يتم بيعهن، بالجانب المظلم من شبكة الإنترنت (deep web).
القصة كلها أشبه بفيلم By Any Means
ولكن في تحول مُثير لمجريات الواقعة، شهد هربا في وقت سابق أنه قام بتكوين مجموعة إجرامية مزعومة على الجانب المظلم من شبكة الإنترنت، تعرف باسم "بلاك ديث Black Death"، وأن شقيقه كان يساعده في المخطط الذي وافقت عليه الآنسة أيلينغ.
ويسعى ممثلو الادعاء الإيطاليون إلى تسلم الأخ من بريطانيا.
وقال لوكاس هربا إنه لم يخبر الشرطة بأن أيلينغ كانت على علم بالمخطط الذي قام به خلال إفادته الأولية، لأنه كان يعتقد أنها ستُفشي المخطط.
خلال المرافعات الختامية، استشهدت محاميته، كاتيا كولاكوفسكا، برسالة إلكترونية تلقَّتها من منتج سينمائي أميركي، أشار إلى أن قصة عارضة الأزياء البريطانية كلوي أيلينغ تتطابق بشكل وثيق مع قصة فيلم بعنوان "By Any Means"، والذي صدر قبل ثمانية أسابيع من عملية الاختطاف المزعومة عام 2017.
وأشار ستوراري، خلال المرافعات الختامية، إلى أن لوكاس هربا استثمر مبلغاً وقدره 10,000 يورو على الأقل في عملية الخطف، مع الأخذ في الاعتبار الإيجارات العقارية والسفر.
وقال إنه من غير الواقعي أن يكون لوكاس هربا قد فعل كل ذلك من أجل الحصول فقط على فدية من امرأة شابة لا تملك أي شيء.
واستشهد المدعي العام أيضاً بشراء لوكاس هربا لقناعي تزلج، حيث قالت أيلينغ إنها رأت الخاطفين يرتدونهما عندما أُطلق سراحها من الحقيبة القماش، وتبادل مع شقيقه رسالة طلب منه فيها تنظيف صندوق السيارة جيداً، للتأكد من أنه لا توجد آثار لشعرها.