أصيب بمرض السرطان فظل في حرب معه يقاوم محاولاً الانتصار عليه حتى خارت قواه، وافته المنية فقرر والده أخذ عينة من المرض سائراً بها على مراكز السرطانات في العالم محاولاً الوصول إلى علاج للمرض الذي سلب منه فلذة كبده.
كان يوسف خوجة (16 عاماً) شاباً متفوقاً في دراسته وموهوباً في لعب كرة القدم، بدأت القصة حين علم أن السرطان قد داهمه، وتم تشخيصه بـ"أيونج ساركوما" وهو أحد سرطانات العظام.
نقل يوسف لتلقي العلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالعاصمة الرياض، لكن الورم في جسده لم يستجب للعلاج وازداد حجمه حتى وصل لـ ٩ سنتم، حينها نُقل إلى أحد مراكز العلاج الكبيرة في مدينة ليون في فرنسا، لم يتمكن الأطباء من إيقاف الخلايا السرطانية من الانتشار حتى وصلت إلى العمود الفقري، فقرر العودة إلى السعودية ليموت في بلده وقد كان.
نعم ياولدي نعم ياحبيبي الباقي كله سهل في جنه عرضها السماوات والأرض حبيبي أشهد بالله أنك صبرت وحمدت وشكرت وما أقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون? pic.twitter.com/H5RB4hJIOz
— Dr.yasser.j.khoja (@yasserjkhoja) May 13, 2018
صراع مع خصم لدود
بعد موت يوسف في 16 أبريل 2018 بدأ والده الدكتور "ياسر خوجة" بمراسلة مراكز السرطان حول العالم، وذلك للعمل معهم من أجل الوصول إلى علاج للمرض الذي قال عنه إنه أصبح خصمه اللدود
في حديث مع عربي بوست قال دكتور ياسر "هذا المرض و بقدر ما هو قاسٍ وعلاجه صعب حتى الآن بقدر ما أنا حريص ومتمسك في استمرار جهودي ومحاولاتي للوصول إلى علاج له والقضاء عليه بالتعاون مع أرقى المراكز المتخصصة في أنحاء العالم".
" ما زلت أحتفظ ببلوك الخزعة من جسم يوسف، وأراسل بعض المراكز في أوروبا وأميركا – منها مستشفى جوستاف روسيه في باريس-، وبعض المراكز المتخصصة لتقديم البلوك لهم ومتابعة الأمر معهم لعلنا نصل إلى علاج لهذا المرض، فـ"أي طفل ينجو من هذا المرض فهو يوسف ياسر خوجة بالنسبة لي" يقول الرجل البالغ من العمر خمسين عاماً.
تغريدة كتبها خوجة عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد مرور ٢٥ يوماً على وفاة يوسف، تعهد فيها بالتواصل مع مراكز السرطان العالمية والعمل معها على الوصول إلى علاج للسرطان، لقيت تفاعلاً واسعاً من قبل المغردين، حيث شاركها وأعجب بها أكثر من ٤٠ ألف شخص، فضلاً عن آلاف التعليقات المتضامنة والمشجعة للدكتور ياسر للمضي قدماً في محاربة السرطان.
مضى علي رحيل حبيبي يوسف ٢٥ يوم ومازلت أراسل مراكز للسرطان في العالم ومازلت محتفظ ببلوك خزعه السرطان التي تم أخذها من يوسف وسوف أعمل جاهداً مع جميع المراكز حول العالم حتي الوصول لعلاج لهذا المرض لأن أي طفل ينجوا من هذا المرض فهو بالنسبه لي يوسف ياسر خوجه❤️ pic.twitter.com/bOSvfq1G1s
— Dr.yasser.j.khoja (@yasserjkhoja) May 11, 2018
الطبيب العراقي ليث حسني كان من بين المتفاعلين، حيث عبّر عن عزمه التواصل مع الدكتور ياسر للعمل معاً في سبيل الوصول إلى علاج للمرض الذي حصد أرواح ملايين البشر.
@yasserjkhoja السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا اخوك د.ليث حسني،دكتور كل عام وانتم بخير ورحم الله فقيدك أنا وصلني صورة تمت مشاركتها من حسابك في تويتر فأحزنتني وابكت القلب والله ، نحتاج نتواصل من اجل حلول السرطان، لان هذا هو رسالة انسانية لوقف مهزلة التلاعب بالبشر واخفاء الحقائق
— Dr.Layth Husni (@DrLaythHS) May 16, 2018
أصدقاء يوسف لم ينسوه
تركت وفاة يوسف أثراً كبيراً في نفوس إخوته يزن ولارا، وكذلك أصدقائه الذين لم ينسوا ذكراه بعد موته، إذ اجتمعوا واصطحبوا والد صديقهم وأدّوا مناسك العمرة ودعوا له بجوار الحرم المكي.
في بادره طيبه من أصدقاء يوسف عمل عمره والدعاء له? pic.twitter.com/L4QceoZGTi
— Dr.yasser.j.khoja (@yasserjkhoja) May 15, 2018
يوسف كان صديقاً لوالده.. ومازال حياً في قلبه وعقله!
دقائق قليلة من تصفح حساب والد يوسف في موقع "تويتر"، تمكنك من اكتشاف العلاقة المميزة التي كانت تجمع الراحل بوالده، فلم تكن مجرد علاقة أب بابنه، بل تعدت ذلك لتصل حد الصداقة والمحبة بينهما.
فالرجل ينشر عشرات الصور التي تجمعه بنجله الراحل في مختلف المراحل العمرية، مذ أن كان طفلاً صغيراً وحتى أصبح يجاريه في طول القامة.
يقول الدكتور ياسر لـ"عربي بوست" :"يوسف كان لي الأخ والصديق الذي شاركته نشاطاته مع أصدقائه وأصبح محور سعادتي، يوسف كان الفرح لي في هذه الدنيا".
وبعد إصابته بالسرطان ازداد تعلقي فيه وحاولت مع أكثر من مركزعلاجه لكن قدر الله فوق كل شيء، وبعد رحيل يوسف حمدت الله وشكرت لما عاناه يوسف من المرض ومازال ألم الفراق باقياً وندعو له بالرحمة والمغفرة"
وفي إحدى التغريدات يرد ياسر على من يلومونه بتوجيه الحديث لـ"يوسف" رغم أنه قد توفي، فيقول: "يوسف يعتب علي بعضهم بتوجيه الحديث لك بحجة أني أخاطب ميتاً، نعم حبيبي والحمد لله ولكن مادروا أن هذا الميت مازال حياً في قلبي وعقلي".
يوسف يعتب علي بعضهم بتوجيه الحديث لك بحجه(أنت تخاطب ميت) نعم حبيبي والحمدلله لكن مادرو أن هذا الميت مازال حي بقلبي وعقلي❤️? pic.twitter.com/DQRVWZDsvJ
— Dr.yasser.j.khoja (@yasserjkhoja) May 14, 2018
العديد من التغريدات كذلك كانت تحتوي على مقاطع فيديو تظهر يوسف يتحدث عن تلقيه العلاج ومراحله وكيف يؤثر في جسده من تحسن وانتكاسات، وقد علّق الوالد عليها كلّها بعبارات مليئة بالرحمة والمودة تكشف عظمة الحب الذي يحمله لطفله.
وعبّر الأب عن حجم الألم الذي عايشه طوال العشرة أشهر التي عاشها مع يوسف منذ اكتشاف المرض وحتى وفاته، حيث قال: "حبيبي يوسف منذ مرضك وحتى وفاتك مرت١٠ أشهر، كان الأطباء في كل تقدم للمرض ينادونني وحدي ويبلغونني بتطور السرطان وعدم الاستجابة للعلاج، حبيبي أنا مت ألف مرة قبل وفاتك رحمك الله".
حبيبي يوسف منذ مرضك حتي وفاتك ١٠ شهور وكان الدكاتره في كل تقدم للمرض ينادوني وحدي يبلغوني بتتطور السرطان وعدم الإستجابه للعلاج! حبيبي أنا مت ألف مره قبل وفاتك رحمك الله? pic.twitter.com/ZETzJloHS1
— Dr.yasser.j.khoja (@yasserjkhoja) May 7, 2018
ولدي وروحي كنت لي النور به أري الدنيا?ولدي حبيبي مادرو العشاق عن عشقي لك?ولدي حبيبي وروحي حتي اللحظه ما أقص قصتك أجد المستمع يبكي?إنا لله وإنا إليه راجعون? pic.twitter.com/gFtqUOOBIH
— Dr.yasser.j.khoja (@yasserjkhoja) May 8, 2018