لم تلبث الأزمة التي نشبت بين شبكة We للاتصالات، وبين لاعب المنتخب المصري لكرة القدم وليفربول الإنكليزي محمد صلاح، تنتهي، حتى وقعت أزمة جديدة تسببت في غضب المصريين؛ بسبب دعاية إعلانية تحمل عنوان "التاكسي #احنا_اصل_النت"
إعلان شبكة We للاتصالات الجديد، أُطلق نهاية أبريل/نيسان 2018، ومع بدء عرضه أثار غضب أهل محافظة الدقهلية – خاصةً النساء منهم -، إذ يظهرهم الإعلان بصورة غير لائقة على حد قولهم.
سكان الدقهلية: فتاة جاهلة ولَكنة ريفية لا تشبهنا
يروج الإعلان لسرعة الإنترنت العالية التي تقدمها الشبكة، ويُظهر فتاة من طبقة ميسورة الحال، تستقل سيارة أجرة، وتتحدث إلى السائق عن مسلسل تتابعه الإنترنت، لكنها تشتكي من بطء سرعة الشبكة، فينصحها السائق بالتحدث إلى أحد موظفي خدمة العملاء للشركة، ومن هنا تبدأ المشكلة التي أثارت غضبَ المشاهدين.
يسأل الموظف الفتاة عن رقم هاتفها الأرضي، فتجيبه برقم هاتفها المحمول، ما رأت فيه السيدات الغاضبات علامة للجهل، ويرون أنهن مستهدفات، حيث تجيبه الفتاة برقم يبدأ بـ "050" وهو رمز محافظة الدقهلية لخط الهاتف الأرضي، كذلك لون سيارة الأجرة الظاهر في الإعلان، هو ما يميز أجرة الدقهلية عن بقية المحافظات المصرية.
يختتم الإعلان بتهرب الفتاة من دفع الأجرة للسائق، ما زاد الطين بلة في نظر سكان المحافظة من الرجال والنساء على حد سواء، إذ يرون فيه سوء إدارة وفشلاً في التسويق، فلم يخطر ببال صناع الإعلان أن يتفقَّدوا لهجة أهل الدقهلية ومدينة المنصورة الحقيقية، وطريقة تعاملهم.
وعليه أطلق متابعون هاشتاغ "احنا بتوع المنصورة" للردِّ على الشركة، واستهجنوا استهتارهم؛ إذ بالكاد سامحوهم بعد تعاملهم المسيء مع صلاح، وأنهم ليسوا أهلاً لمنافسة بقية شركات الاتصالات المصرية، التي تولي اهتماماً كبيراً للدعاية والإعلان.
من ناحية أخرى، لم ير المصريون باستثناء سكان الدقهلية إساءةً في الإعلان، إذ يعتقد بعضهم أنه ربما يمثل طبقة معينة، وغير مقصود به التعميم، أما البعض الآخر فيرى أنه مرآة للواقع، ويُظهر سكان الدقهلية الريفية على حقيقتها.
ليست المرة الأولى لإعلانات WEالمثيرة للغضب
يبدو أن مشكلات شبكة We تتعلق فقط بالدعاية والإعلان، إذ حُظر في مارس/آذار 2018 الجزء الثاني من دعاية تندرج تحت حملة "رحلة الجدعنة"، من بطولة النجم المصري كريم عبدالعزيز؛ لإساءته للعلاقات المصرية – الإفريقية.
تتكون الحملة الدعائية من عدة إعلانات، تتحدث عن جدعنة المصريين، وفي الجزء الثاني يظهر الممثل كريم عبد العزيز وسط حطام طائرة في أدغال إفريقيا، يواجه قبيلة إفريقية تُحجم عن مساعدته لإطفاء النيران، وترى فيه فقط وجبةً شهيةً، يتبعه مشهد يقارن رد فعل المصريين إن كان الحادث على أرض الوطن.
ورغم أنه يندرج تحت بند الكوميديا، فإنه أظهر الأفارقة كآكلي لحوم بشر؛ ما دفع مساعد مدير إدارة الترجمات الإفريقية، ووزير الخارجية للشؤون الإفريقية السفير خالد عمارة، لتقديم شكوى استجاب لها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فمنع بثَّ الإعلان على القنوات المصرية، لإضراره بمصالح الدولة سياسياً، وتقويضه الجهودَ المصرية لدعم العلاقات الإفريقية، مثلما حذَّر بيان الحظر من فرض غرامة مالية لمخالفي القرار، بحسب صحيفة "أخبار اليوم" المصرية.