في مطار الملكة علياء بالعاصمة الأردنية عمّان، كان يقف منير النجار بين صفوف المسافرين حاملاً حقيبة اشترى فيها أغراضاً وسلك طريقه إلى حيث يقيم.. في مدينة تورونتو بكندا.
ودّع أصدقاءه، ولم يكن يعرف قطعاً أنه الوداع الأخير، وأنه ترك مدينته ، وترك خلفه 70 عاماً من البقاء على أرض وطنه، ليلقى حتفه في حادث دهس على بُعد آلاف الأميال.
قرر النجار وزوجته ليليان البقاء بضعة أشهر عند أبنائهما، إلا أن حادث الدهس الذي وقع في مدينة تورونتو الكندية الأسبوع الماضي أسقطه ضحية من بين ضحايا الحادث العشرة ومصابيه الـ15، والذي قالت عنه الشرطة الكندية إنه متعمَّد؛ إذ قام سائق شاحنة بسحب المشاة على امتداد 2.2 كيلومتر من شارع يونغ بالقرب من شارع فينش.
وزارة الخارجية الأردنية قالت في تصريحات صحفية، إن "النجار" كان بكندا لزيارة ابنه "عمر"، الذي يعمل في الأوركسترا العربية-الكندية، وإن "السفارة الأردنية في أوتاوا تواصلت مع ذوي المتوفّى وقدمت لهم التعازي".
وبحسب الخارجية الأردنية، فإن التنسيق جارٍ بخصوص إجراءات نقل الجثمان إلى الأردن.
نعي وأسف
سادت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي بين أقارب وأصدقاء "منير" بشكل خاص والأردنين بشكل عام؛ إذ نعاه أصدقاؤه، معربين عن أسفهم لما أصابه من نهاية مؤلمة.
وكتب أحد أصدقاء Munir Najjar: "اليوم يوم حزين جداً! لقد فقدنا روحاً مبهجة ورقيقة، لا أستطيع تصديق ذلك حتى الآن، عندما جئنا لنقول (وداعاً) قبل سفرك إلى كندا قلنا: (رحلة آمنة ونتطلع إلى رؤيتك عندما تعود!".
وكانت زوجته ليليان قد نشرت على صفحتها عبر فيسبوك صورة جمعت العائلة قبل يومين من الحادث، علَّقت عليها بأنها صورة جاءت بعد أكل ما لذَّ وطاب، متمنيةً وجود الأحباب إلى جانبهم.
حادث مؤلم
وقُتل 9 أشخاص وأصيب 16 آخرون بعملية دهس، الإثنين 23 أبريل/نيسان 2018، في مدينة تورونتو الكندية.
ولم توضح الشرطة، في تغريدة، إذا ما كان الأمر متعمَّداً أم مجرد حادث سير.
وبحسب الشرطة، فإن "شاحنة صغيرة بيضاء" صدمت مارة في شارع يونغ بزاوية جادة فينش شمال وسط مدينة تورونتو.
اعتقال المنفِّذ
ونشرت صحيفة "تورونتو صن"، على موقعها الإلكتروني، صورة لرجل، قالت إنه السائق الذي أُلقي القبض عليه بعد تنفيذه جريمة الدهس، حسب الشرطة الكندية.
وقالت ميجان جراي، المتحدثة باسم شرطة تورونتو، إنه تم استدعاء الشرطة قبل الساعة 1:30 مساء (1730 بتوقيت غرينتش) إلى شارع يونج في الطرف الشمالي للمدينة، حيث دخلت سيارة "فان" على الرصيف وصدمت عدداً من الأشخاص.
وأبلغ شاهد عيان أن السائق كان يستهدف المارة، وأن عدداً من الضحايا كانوا من كبار السن، فضلاً عن مشاهدته عربة أطفال تطير في الهواء.
ووقع الحادث على بُعد نحو 30 كيلومتراً من وسط المدينة، حيث اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع الصناعية، التي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.
