يقول الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن هناك 5 مواقع مطروحة لقمته المعلنة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لكنه لم يُدل بمزيد من المعلومات، وتتزايد التكهنات حول الأماكن المرشحة المحتملة.
إلا أن من يحدد المكان أمر آخر، غريب بعض الشيء، فطائرة كيم قديمة جداً. لا أحد يعرف ما إذا كانت تعمل، ما يؤدي إلى حصر اللقاء في قائمة محدودة من الوجهات القريبة من بيونغ يانغ، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وتمتلك كوريا الشمالية أسطولاً قديماً من الطائرات المدنية، يعود إلى الحقبة السوفيتية، وتحلق طائراتها إلى وجهات إقليمية قريبة فقط.
فالزعيم الكوري، ومنذ أن تولى السلطة عام 2011، لم يعلن أنه قام بزيارة خارج بلاده، مما يضيف المزيد من الريبة إلى الموقع المحتمل لاستضافة القمة مع ترامب، التي ستكون الأولى بين رئيس أميركي وزعيم كوري شمالي.
وتكهّنت "نيويورك تايمز" باحتمال أن تكون وجهة القمة مدينة يمكن السفر لها من بيونغ يانغ بالقطار، أسوة بما فعله كيم، في مارس/آذار الماضي، عندما زار الصين سراً بهذه الوسيلة.
ولكن، وبالرغم من هذه التوقعات، لن تكون الطائرة التي سيستقلها عائقاً أمام رحلة الزعيم الكوري التاريخية للقاء ترمب، مما يوسع المجال أمام المناطق أو الدول التي من الممكن أن تستضيف القمة.
فيما يأتي بعض المعلومات عن هذه المناطق التي رصدتها وكالة الأنباء الفرنسية:
بنمونجوم
تستضيف القرية التي وقعت فيها هدنة الحرب (1950-1953) في المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة، الأسبوع المقبل، قمة بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن.
وتتميز بأنها آمنة للغاية، ويستطيع الطرفان الوصول إليها بسهولة. لكن دبلوماسيين قلَّلوا من إمكانية اعتماد هذا الخيار، مستذكرين حادثة "القتل بالفأس" عندما قام جنود كوريون شماليون بقتل ضابطين أميركيين في 1976.
وبالإضافة إلى هذا الماضي البغيض، يتسم هذا الموقع بصفة رمزية كبيرة لأنه يفصل بين الكوريتين.
بيونغ يانغ
سيكون هبوط رئيس أميركي على مدرج المطار الذي أشرف منه كيم على إطلاق صاروخ قبل بضعة أشهر، حدثاً غير مألوف.
وسيكون ذلك تتويجاً للميول الاستعراضية لدى رئيسي الدولتين، لكن من شأن ذلك أن يعطي كوريا الشمالية تفوقاً في هذه العملية من خلال مكافأتها حتى قبل تحقيق أي نتيجة.
سيول
سبق لشقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ، أن زارت الجنوب هذه السنة، بصفتها مبعوثةً إلى الألعاب الأولمبية الشتوية، التي استخدمت محفزاً للتقارب الملحوظ الجاري في شبه الجزيرة.
وسيكون مجيء كيم جونغ أون شخصياً إلى سيول، رمزاً قوياً، لكن قسماً من الكوريين الجنوبيين قد ينتقدونه. ويمكن أن يسرق كيم أيضاً الأضواء من دونالد ترامب، وهذا ما يرغب البيت الأبيض في تجنبه.
بكين
زار كل من ترامب وكيم العاصمة الصينية في الفترة الأخيرة.
لكن عقد قمة فيها سيكون مسألة بالغة التعقيد. وكانت الصين طرفاً في الحرب الكورية، وأنقذت قواتها من الهزيمة جد كيم، كيم إيل سونغ. وهي موقعة أيضاً على الهدنة عام 1953.
ومن شأن عقد قمة في بكين، الداعم الأساسي الدبلوماسي والمساعد الاقتصادي لبيونغ يانغ، أن تعطي الرئيس الصيني شي جينبينغ وزناً كبيراً. ويمكن للصين المقربة جداً من الشمال، أن تعتبر نفسها في تلك الحالة عرابة أي اتفاق محتمل.
وقد اعتادت السلطات الصينية أيضاً على فرض تدابير أمنية مشددة، والحد من وصول وسائل الإعلام لتغطية الأحداث الدولية. ومن المرجح أن الأطراف المعنية لا ترغب في ذلك.
أولان باتور
ترتبط العاصمة المنغولية، التي يعتبرها المراقبون الوجهة الأوفر حظاً باستضافة القمة، بكوريا الشمالية، عبر خطوط جوية والسكك الحديد. وتقيم علاقات مع بيونغ يانغ كما مع واشنطن.
وزار الرئيس المنغولي السابق تساخياجين البكدوري كوريا الشمالية في 2013. وكان حوالي 1200 كوري شمالي يعملون في منغوليا حتى منعوا من ذلك بسبب عقوبات الأمم المتحدة العام الماضي.
ووقعت أولان باتور عدداً كبيراً من الاتفاقيات الاقتصادية مع واشنطن. ويشارك الجيش الأميركي في رعاية خان كويست، التدريب السنوي المتعدد الأطراف لحفظ السلام.
سنغافورة.. فيتنام
تطرح بعض وسائل الإعلام إمكانية اللقاء في سنغافورة، حيث التقى شي في 2015 الرئيس التايواني السابق ما ينغ-جيو، فيما كان أول لقاء بين مسؤولي بكين وتايبيه منذ انفصالهما أواخر الحرب الأهلية الصينية في 1949.
وفيتنام مطروحة أيضاً، بصفتها دولة شيوعية، لكن علاقاتها مع الولايات المتحدة قد تحسنت كثيراً منذ نهاية الحرب في 1975.
سويسرا
لا يخاف كيم من الطائرة مثل والده وسلفه كيم جونغ إيل، فيما لا يمكن استبعاد إمكانية أن يغامر أكثر من ذلك.
وفي التسعينيات، تابع دروسه في سويسرا، بما في ذلك في "إنترناشونال سكول أوف برن"، برفقة شقيقه وشقيقته. لذلك يعرف هذا البلد بأنه يطبق منذ قرون سياسة حياد، ويستضيف سفارة لكوريا الشمالية.
سكاندينافيا
استقبلت السويد مثل فنلندا مسؤولين كباراً كوريين شماليين، الشهر الماضي. وزار وزير الخارجية ري يونغ هو ستوكهولم. واستضافت هلسنكي محادثات غير رسمية بين اختصاصيين أميركيين ومندوبين كوريين شماليين، وهذا ما فعلته النرويج أيضاً العام الماضي.
وبصفتها حامية للرعايا الأميركيين في كوريا الشمالية، دأبت السويد على الاضطلاع بدور الوسيط بين بيونغ يانغ وواشنطن. وأصبحت ممثليتها في بيونغ يانغ في 1975 أول سفارة غربية في هذا البلد.