القصة الكاملة لأزمة عبد الله السعيد.. آل الشيخ سبب الشرارة الأولى ومرتضى منصور فجَّر كبرى المفاجآت

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/18 الساعة 09:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/18 الساعة 09:03 بتوقيت غرينتش

لا صوت يعلو في الساحة الرياضية المصرية، على أزمة عبد الله السعيد نجم منتخب مصر، وتوقيعه على تمديد عقده مع ناديه الأهلي، واتفاقه في نفس الوقت على الانتقال إلى الزمالك، الغريم التقليدي.

ولا يعلم كثيرون كيف اندلعت الشرارة الأولى لهذه الأزمة، في ظل ما كان معروفاً في الأوساط الرياضية بأن السعيد يعد أحد أكثر لاعبي جيله هدوءاً ووضوحاً ورزانة.. فما الذي دفع الأمور في هذا الاتجاه؟

البداية

في يناير/كانون الثاني الماضي، تلقى عدد كبير من لاعبي الأهلي المصري عروضاً للاحتراف في الدوريات الخليجية على سبيل الإعارة، وكان في مقدمتهم الثلاثي عبد الله السعيد وأحمد فتحي ومؤمن زكريا.

رد إدارة الأهلي كان واضحاً ومعلناً "لا لرحيل أي لاعب من القوام الأساسي للفريق، ومرحباً بإعارة لاعبي الصف الثاني ومن لا يحظون بفرص المشاركة الدائمة.
وتمثلت أول خطوة رسمية في هذا الاتجاه برفض النادي إعارة مؤمن زكريا إلى الدوري الإماراتي يوم 3 يناير/كانون الثاني الماضي.

وبحسب مصادر لـ"عربي بوست"، فإن الثنائي عبد الله السعيد وأحمد فتحي طلب من إدارة النادي الأحمر الإعارة مقابل تجديد التعاقد، خاصة في ظل انتهاء الدوري إكلينيكياً وتصدر الأهلي المسابقة بفارق كبير عن أقرب منافسيه.

وكشفت المصادر أن فتحي والسعيد وجدا رفضاً قاطعاً من إدارة الأهلي لطلبهما، بدعوى أنه لن يتم التفريط في النجوم الأساسيين، ما اضطر اللاعبين إلى القبول بالأمر الواقع على مضض.

تفجر الأزمة

بصورة مفاجئة، أعلن أهلي جدة السعودي استعارة مؤمن زكريا لاعب الأهلي المصري حتى نهاية الموسم، وهو ما فجر غضب الثنائي أحمد فتحي وعبد الله السعيد العارم، حيث شعرا أنهما تعرضا للخداع من مسؤولي الأحمر.

وكشفت المصادر أن فتحي والسعيد أكدا لمسؤولي النادي الأحمر أنهم أضاعوا عليهما مبلغاً كبيراً نظير الإعارة رغم أنهم لم يفعلوا نفس الأمر مع مؤمن زكريا، وبالتالي طالب الثنائي برقم ضخم من أجل تجديد عقديهما مع الأهلي.

سر تغير موقف الأهلي

ولكن هل تصرف مسؤولو الأهلي بحسن نية في أزمة إعارة الثلاثي؟ الإجابة هي نعم، فبالفعل أبلغ حسام البدري المدير الفني للفريق، إدارة النادي برفضه القاطع رحيل أي لاعب أساسي وهو القرار الذي اعتمده المجلس، ولكن ظهور تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية قلب كل الموازين.

وكشفت مصادر أن آل الشيخ ضغط بشدة على إدارة الأهلي من أجل رحيل مؤمن زكريا إلى أهلي جدة، وحاولت إدارة القلعة الحمراء إقناع الوزير السعودي بأن رحيل "مؤمن" سيسبب أزمة في الفريق.

لكن الرجل الذي تقلد منصب الرئيس الشرفي للنادي الأهلي المصري، وأتى للقلعة الحمراء بكثير من الاستثمارات، كان صلداً في طلبه ولم يتراجع عنه، ما اضطر الإدارة في الأخير للموافقة على رحيل زكريا، ليتسبب ذلك في غضب ثنائي الأحمر.

دخول الزمالك على الخط

استغل الزمالك توتر العلاقة بين الثنائي الغاضب وناديهم، وفتح خط مفاوضات معهما في سرية تامة.
واستغل الزمالك في ذلك قواعد الفيفا التي تتيح لأي فريق التفاوض مع لاعبي أندية أخرى خلال آخر 6 أشهر من عقودهم.

وبعد تسرب أمر التحركات البيضاء لبعض وسائل الإعلام، سارع الأهلي لعقد جلسات مع الثنائي من أجل التمديد، إلا أن اللاعبين الغاضبين من موقف النادي طلبا مبالغ فلكية (فتحي 15 مليوناً في العام والسعيد 25 مليوناً)، لتنتهي أولى الجلسات بلا أي اتفاق.

خدعة بيضاء

سارع مرتضى منصور رئيس الزمالك إلى الخروج في تصريحات تليفزيونية لنفي التفاوض مع السعيد وفتحي.

وسار على نهجه نائبه أحمد جلال مؤكداً تمنيه ضم زميلهما في الأهلي حسام عاشور.

وفي ذلك الوقت كان الزمالك بمثابة خلية نحل سرية من أجل الحصول على توقيع اللاعبين، وبالفعل عرض مبلغ 20 مليون جنيه على فتحي، و40 مليوناً على السعيد.

وبعد ان اطمأن مسؤولو الزمالك إلى حد كبير لموقف اللاعبين، وميلهما لفكرة ارتداء القميص الأبيض، أعلن مرتضى منصور أن الزمالك بصدد التعاقد، وسيتم الكشف عن تفاصيل الصفقة يوم 18 مارس/آذار 2018.

أسبوع حاسم

مع قرب موعد مؤتمر مرتضى منصور، كثف مسؤولو الأهلي من مفاوضاتهم مع فتحي والسعيد بهدف إنهاء التجديد لهما خوفاً من أن يكون أحدهما هو الصفقة المنتظرة للغريم التقليدي.

وبالفعل نجح الأهلي في إقناع فتحي بالتجديد، بينما فشل تماماً في إدارة ملف السعيد.

غضب مرتضى

بعدما جدد الأهلي عقد فتحي، غضب مرتضى منصور معتبراً أن وزير الشباب سبب ضياع صفقة فتحي على الزمالك بسبب تسريبه لتفاوض النادي الأبيض مع اللاعب.
اللافت أن منصور أكد أيضاً ضياع إمكانية ضم عبد الله السعيد، ليبعد بذلك كثيراً من الأنظار عن المفاوضات التي كانت في مراحلها الأخيرة بالفعل.

آل الشيخ يظهر مجدداً

بعدما وصل مسؤولو الأهلي إلى طريق شبه مسدود مع السعيد الذي أصر على مطالبه المالية "25 مليوناً في العام"، طلب مسؤولو القلعة الحمراء العون من الرئيس الشرفي تركي آل الشيخ، الذي أعلن زيارة القلعة الحمراء من أجل تهنئة اللاعبين بالتتويج بلقب الدوري.

والتقى آل الشيخ بالسعيد على هامش الزيارة، ونجح بمعاونة مسؤولي الأهلي في إقناعه بتجديد عقده، بعدما وعده بتعويضه مادياً وتوفير عقد إعارة له الموسم المقبل.

إلا أن اللاعب فجر مفاجأة قبل التوقيع وأكد لمسؤولي الأهلي أنه وقع بالفعل للزمالك، ما أربك حسابات مسؤولي القلعة الحمراء، الذين اتخذوا قراراً صاعقاً بعد التجديد، بعرض اللاعب للبيع أو الإعارة.

انقلاب الموازين

ولكن هل انتهت الأمور عند هذا الحد؟ الجميع ظن ذلك، حتى قلب مرتضى منصور أمس السبت 17 مارس/آذار الموازين بإعلانه أن اللاعب وقع بالفعل لنادي الزمالك في فبراير/شباط الماضي وكتب ورقة منفصلة تفيد برغبته في تمثيل النادي الأبيض دون سواه في مصر الموسم المقبل.

مرتضى لم يكتف بذلك، بل وأكد في كبرى المفاجآت أن عقد النادي الأبيض مع اللاعب يحتوي على شرط جزائي بقيمة 100 مليون دولار.

ونشر منصور نسخة لعقد السعيد مع الزمالك، وصوراً للاعب مع مسؤولي الأبيض بعد توقيع العقد.

تصريحات ووثائق مرتضى أثارت ضجة شديدة، لكون اللاعب بات تحت طائلة عقوبة التوقيع لناديين، ما يهدده بالإيقاف الطويل والغياب عن المونديال وهو ما يمثل أزمة كبرى لمنتخب مصر، إذ يعد اللاعب هو النجم رقم 2 للفراعنة بعد محمد صلاح نجم ليفربول.

والسؤال الأهم حالياً على الساحة الرياضية منذ مؤتمر منصور.. هل سيشكو الزمالك اللاعب لدى اتحاد الكرة ويتسبب ذلك في منعه من المشاركة في المونديال.

من جانبه لم يقف اتحاد الكرة مكتوف الأيدي، إذ أن هذه الأزمة قد تؤثر بشدة على حظوظ المنتخب في كأس العالم إذا تم إيقاف صانع الألعاب الأول للفراعنة.

ويدرس مسؤولو الاتحاد توجيه اللاعب إلى الاستئناف لدى الفيفا لإيقاف تنفيذ العقوبة مع درجات التقاضي، وذلك بالطبع في حالة تقديم الزمالك بشكوى رسمية وهو أمر ليس مؤكداً حتى الآن.

تحميل المزيد