"التوائم المتطابقة لا يعودون متطابقِين حين يفصلهم الفضاء الخارجي!".. هذا ما توصّلت إليه دراسة جديدة أجرتها وكالة ناسا، مستعينةً بالتوأمين المطابقين الوحيدين في تاريخ رواد الفضاء.
فبحسب ما نقلته النسخة الأسترالية، 15 مارس/آذار 2018، عن موقع ABC، كجزء من دراسة أجرتها "ناسا" بشأن التوائم، أُرسِل رائد الفضاء سكوت كيلي إلى الفضاء، بينما ظل أخوه مارك، وهو أيضاً رائد فضاء، على سطح الأرض.
وقد أعدّت "ناسا" هذه الدراسة للبحث في كيفية تأثير البقاء عاماً في الفضاء على جسم الإنسان.
وقد أخذ باحثون عيّنات بيولوجية من سكوت خلال وقبل إرساله إلى الفضاء، وقارنوها بعيّنات أُخِذت من جسم أخيه مارك.
وقد كشفت النتائج الأوّلية عن أن 7% من جينات سكوت لم تعُد إلى طبيعتها بعد عودته إلى الأرض، قبل عامين.
لم يعودا متماثلَين وراثياً
وقد اتَّضح للوكالة أن التوائم المتماثلة سابقاً لم تعُد متماثلةً وراثياً؛ إذ إن كروموسومات سكوت شهدت استطالة خلال فترة وجوده في الفضاء، كما أنه عاد إلى الأرض أطول بمقدار 5 سنتيمترات!
وأشار جيف وليامز، وهو متحدّث باسم وكالة ناسا، في حديث مع موقع CNN الأميركي، إلى أن رواد الفضاء يزدادون طولاً في الفضاء؛ بسبب تمدُّد العمود الفقري.
واستدرك وليامز: "لكنهم يعودون إلى طولهم الذي كانوا عليه قبل رحلتهم إلى الفضاء، بعد فترة وجيزة من العودة إلى الأرض".
كما شهد أداء سكوت الإدراكي تغيراً طفيفاً خلال البعثة الفضائية التي استغرقت عاماً واحداً، حيث تبيّن للوكالة إن أداءه شهد انخفاضاً في السرعة والدقة مقارنة بشقيقه عندما عاد إلى الأرض.
وقالت "ناسا" إن ذلك ربما يرجع إلى إعادة التعرّض للجاذبية الأرضية.
وقام الباحثون بقياس الأيض، والسيتوكينات، والبروتينات، ووجدوا تغيرات في الجسم، ربما حدثت بسبب الحرمان من الأكسجين، والالتهابات المتزايدة، والتغير الغذائي الهائل.
ويشار إلى أن سكوت قد سافر لمسافة 230 مليون كيلومتر خلال رحلته، وكان يؤرّخ لرحلته بتحديثات منتظمة وصورٍ مذهلة على وسائل التواصل الاجتماعية.
وعندما عاد إلى الأرض، نشر معلومات عن جوانب حياته اليومية.
بعض التغيرات عادت إلى طبيعتها
وفي بيان صحفي، قالت وكالة ناسا إن بعض التغيرات الجسدية التي طرأت على سكوت، قد عادت إلى الوضع الطبيعي في غضون ساعات وأيام من الهبوط، إلا أن بعض التغيرات قد استمرّت نحو 6 أشهر.
وأضافت الوكالة: "الآن، يعرف الباحثون أن 93% من جينات سكوت قد عادت إلى طبيعتها بعد العودة إلى الأرض".
وتابع البيان قائلاً: "ومع ذلك، تشير النسبة المتبقية التي تبلغ 7%، إلى احتمال حدوث تغييرات أطول أجلاً في الجينات المتعلّقة بالجهاز المناعي، والحمض النووي، وشبكات تكوين العظام، ونقص الأكسجين، وفرط ثاني أكسيد الكربون".
وقد أُجريت "دراسة التوائم" لتحديد المخاطر التي قد يتسبب فيها السفر إلى الفضاء على البشر.
ويشار إلى أن مارك وسكوت هما التوأمان المتطابقان الوحيدان في تاريخ رواد الفضاء.