يملك الرئيس الأميركي دونالد ترامب ميولاً معادية لفكرة الهجرة ويدعم ذلك بتغييرات قانونية، لكن يبدو أنه نسي أن زوجته كانت امرأة مهاجرة وغير شرعية، ويبدو أن وضعها ليس وحده المقلق.
إذ ذكرت صحيفة The Washington Post الأميركية، يوم الأربعاء 21 فبراير/شباط 2018، أنَّ والدي ميلانيا ترامب السلوفينيين حصلا على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وأشارت الصحيفة إلى احتمالية حصول فيكتور وأماليا نايفس، والدا ميلانيا، قريباً على بطاقتيهما الخضراء.
يشير هذا إلى أنَّهم استفادوا من "سلسلة الهجرة" التي يسعى ترامب إلى إلغائها، باقتراحه قصر هجرة الأسرة (لم الشمل) على الأزواج والأطفال، ما يعني أنَّ الوالدين مثلاً لم يعودا مؤهلين للحصول عليها.
بعيداً عن هذا التناقض، مازال هناك أسئلة وشكوك حول وضع هجرة ميلانيا نفسها، ولم يحاول الرئيس ولا البيت الأبيض توضيح أوجه عدم الاتساق المتعددة في قصتها لفترةٍ طويلة.
وعد لم ينفذ
إذ وعد ترامب في أغسطس/آب 2016 بأن تعقد ملانيا مؤتمراً صحفياً لتفسير وضعها في الهجرة، قائلًا: "دعوني أقول لكم شيئاً واحداً. لقد حصلت على الوثائق المطلوبة، لذلك ستعقد مؤتمراً صحفياً صغيراً في خلال الأسابيع المقبلة"، لكنَّ ذلك لم يحدث قط منذ 18 شهراً.
بدلاً من ذلك، نشرت ميلانيا رسالة من محامي الهجرة خاصتها في سبتمبر/أيلول 2016 على تويتر.
— MELANIA TRUMP (@MELANIATRUMP) September 14, 2016
حينها، أفادت التقارير بأنَّ ميلانيا شاركت في جلسة تصوير في نيويورك عام 1995، على الرغم من المزاعم بأنَّها هاجرت إلى الولايات المتحدة في عام 1996، وقد أكد الزعم الثاني المصور في تصريحه لصحفي بصحيفة The Washington Post.
ورغم التضارب تجاهل ترامب وميلانيا الإجابة على أسئلة الصحفيين التي وعدوا بالرد عليها بحسب تأكيدات الصحيفة الأميركية.
تصريحات متضاربة
شرح محامي الهجرة مايكل وايلدز المذكور في تغريدة ميلانيا- أنَّ ميلانيا دعمت نفسها للحصول على بطاقة خضراء في عام 2000 "لتكون نموذجاً لقدرة استثنائية"، وحصلت عليها بالفعل في عام 2001.
رغم أنها عملت في مجال الإعلانات والكتالوجات، وهذه ليست المجالات التي تعمل بها عارضات الأزياء الشهيرات عالمياً حتى.
وقد كان ذلك مختلفاً عما صرح به لشبكة Univision الإخبارية قبيل شهرٍ واحد فقط، عندما قال إنَّها حصلت على البطاقة الخضراء في عام 2001 "على أساس الزواج". المشكلة هي أنَّ ميلانيا ترامب لم تتزوج بأحد قبل زواجها من ترامب في عام 2005.
وعندما أشارت Univision إلى ذلك التصريح، قال وايلدز: "هناك أجزاء معينة من العملية تبقى خاصة. لا تناقش سلطات الهجرة هذه الأمور ولا يجب أن نناقشها نحن أيضاً".
عملت قبل الحصول على إذن عمل
كانت وكالة "أسوشيتد برس" قد ذكرت قبل أيام قليلة من الانتخابات الأميركية 2016 أنَّ ميلانيا تلقت أكثر من 20 ألف دولار من 10 وظائف لعرض الأزياء في عام 1996 قبل الحصول على إذن قانوني للعمل في الولايات المتحدة.
وقد أدت هذه الأعمال في الفترة التي كانت تحمل فيها "تأشيرة زيارة" قبل حصولها على "تأشيرة عمل" في 18 أكتوبر/تشرين عام 1996، وهذا يعد احتيالاً في القانون الأميركي، ويمكن الإضرار بوضع الهجرة.
كذبة موقعها الإلكتروني عن الشهادة الجامعية
بالحديث عن الأشياء التي يمكن أن تضر بوضعية الهجرة، فإنَّ سيرتها الذاتية في المؤتمر الوطني الجمهوري، وعلى موقعها الإلكتروني، ادعت فيها أنَّها حصلت على "شهادة في التصميم والهندسة المعمارية" في إحدى جامعات سلوفينيا.
لكنها في الحقيقة قررت ترك الدراسة الجامعية بعد عامها الأول وذلك لامتهان مهنة عرض الأزياء، كما ذكرت صفحة Fact Checker التابعة لصحيفة The Washington Post عام 2016، ما يعني أن هذا الادعاء قد يسبب مشكلة كبيرة في الهجرة.
تجدر الإشارة مرةً أخرى إلى أن كل فرضيات الصحيفة الأميركية غير مؤكدة لأنه لم يجب أحد على هذه الأسئلة.