حلم الهجرة يتجدد.. ناسا تَعِدنا بكوكبين جديدين ينتظران زيارتنا

تعرَّف العلماء على كوكبين يدوران حول نجم قزم خافت، وقالوا إن بهما احتمالاً كبيراً لوجود ظروف تسمح بالحياة عليهما؛ كالماء ودرجة حرارة مناسبة،

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/24 الساعة 09:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/24 الساعة 09:19 بتوقيت غرينتش

تعرَّف العلماء على كوكبين يدوران حول نجم قزم خافت، وقالوا إن بهما احتمالاً كبيراً لوجود ظروف تسمح بالحياة عليهما؛ كالماء ودرجة حرارة مناسبة، حيث تعد هاتان السمتان ضروريتين لوجود الحياة خارج كوكب الأرض، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

via GIPHY

صور متخيلة من الكواكب المكتشفة

ومنذ اكتشاف العلماء النظام الشمسي Trappist-1 العام الماضي، والذي يبعد عن الأرض بـ40 سنة ضوئية ويحتوى على 7 من الكواكب الصخرية تدور حول نجم صغير بارد جداً- شعر علماء الفضاء بقدر كبير من الإثارة والترقب لاحتمال اكتشاف عالم جديد يشبه الأرض؛ إذ لم يسبق من قبلُ أن وجد العلماء عدداً كبيراً من الكواكب التي تشبه الأرض حجماً وتدور حول نجم واحد أو في منطقة، لا تحول فيها درجات الحرارة شديدة التباين في الفضاء دون فرص نشوء الحياة.

الاكتشاف الذي اعتُبر اختراقاً في مجال البحث عن حياة خارج الأرض، أشار إلى إمكانية وجود كواكب صخرية وكبيرة بحجم الأرض في أنحاء مجرة درب التبانة، وسرعان ما انهمك العلماء في دراسة نظام Trappist-1 النجمي.

via GIPHY

الكواكب السبعة

حلم الهجرة لم يضع!


وكان حلم السفر إلى كواكب شبيهة بالأرض قد تبدد بعدما وجد العلماء أن النجم "ترابيست-1" متطاير ومتقلب جداً، الأمر الذي ينطبق على الكواكب الثلاثة التي تشبه الأرض؛ حيث إن غلافها الجوي متغير باستمرار ولا يمكن أن يعود إلى حالة مستقرة، ومجال مغناطيسي غير مناسب لنا يجعلها تنضم إلى العوالم الجديدة غير الصالحة للسكن! لكن النتائج لم تكن نهائية.

ماء محتمل على كواكب تشبه أقمار المشترى


لكن العالِمة د. إيمي بار، من معهد العلوم الكوكبية Planetary Science Institute، تعاونت مع زملاء في المجر لتطوير نماذج حسابية لتلك الكواكب الـ7 وكيف تبدو عليه من الداخل، فوجدت أخيراً أن 6 من الكواكب الـ7 قد يوجد الماء عليها إما بشكله السائل وإما على شكل جليد متجمد، كما أن أحد تلك الكواكب قد يغطي سطحه محيطٌ مائيٌّ. بعدها عكف الفريق على تمثيل ومحاكاة فلك الكواكب بدورانها حول نجمها؛ للوقوف على درجات الحرارة المحتملة على سطح كل منها.

تقول بار لـ"الغارديان": "إن هذا أحد الإبداعات الرئيسية للبحث، فالكواكب تسير في أفلاك غريبة تبدو بشكل البيضة، ولهذا فكلما أكمل الكوكب دورة حول النجم، فإنه يتعرض للشد والعصر". وهذا ما يشبه أقمار كوكب المشترى وزحل.

ولكوكب المشتري قمرٌ اسمه "إيو-Io"، يتعرض لعملية الشد والجذب نفسها، في ظاهرة تُعرف بالمد الحراري، حيث يتشقق ويتمزق سطح القمر "إيو"؛ نظراً إلى الثورات البركانية وسيلان الحمم البركانية (اللافا) وتكوُّن البحيرات البركانية والندب. وقالت بار إن القوة نفسها على الأرجح، تعمل في نظام النجم Trappist-1، فقالت: "إن للكوكب نظام احتكاكه الداخلي الخاص؛ لأن عمليتي الشد والعصر تخلقان حرارة داخله".

via GIPHY

إيو Io

ما هي ظاهرة "المد الحراري"؟


وبسبب الجاذبية المتبادلة بين الكواكب والأقمار والمسار البيضاوي الذي يكون القمر أقرب فيه للكوكب أو أبعد- تتغير قوة الجاذبية المتبادلة مما يولد حرارة حتى في مدارات يُتوقع أن تكون باردة وبعيدة عن النجوم.

في البحث الذي سيُنشر بمجلة Astronomy & Astrophysics، يخلص الفريق إلى أن الكوكبين b وc (حيث سمي كل كوكب بحرف صغير) يمران بظاهرة المد الحراري، وأن الكوكب c إما شحيح المياه وإما لا ماء به على الإطلاق، بيد أن الأرجح غناه بالحديد والصخور؛ في حين أن الكوكبين d وe اللذين تعرَّف عليهما العلماء ورجحوا تمتعهما بظروف تسمح بالحياة، فيمران هما أيضاً بظاهرة المد الحراري إياها حسبما وجد العلماء، ولكن بدرجة أقل بكثير.

وطبقاً لحسابات العلماء، فإن هذين الكوكبين يقعان "في منطقة معتدلة" حسب كلمات بار، وأن بهما "درجات حرارة سطحية معقولة جداً". وفي تقدير الفريق أن الكوكب d يتمتع بدرجة حرارة نحو 15 سيليزية، قد تنخفض إلى درجة أدفأ قليلاً من درجة ذوبان الجليد. أما الكوكب e، فهو أبرد، حسبما قالت بار، "درجات حرارته تشابه تلك التي في قارة أنتاركتيكا (القطب الجنوبي للأرض)، لكنها كذلك معقولة".

واحتمال وجود ظاهرة المد الحراري يشجع العلماء على المضي قدماً في البحث عن كواكب قد تحمل ظروف الحياة، فالمد الحراري لا يسهم في تدفئة الكوكب فحسب؛ بل يعمل كذلك كقوة كيميائية دافعة في طبقاته الداخلية، ما يهيئ ظروفاً صالحة لتطور الحياة التي ألفها البشر على الأقل.


اكتشاف عبر الحواسيب لا التلسكوبات!


ولأن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لم تطلق بعدُ تلسكوبها الفضائي من الجيل الجديد، "جيمس ويب-James Webb"، فإن العلماء مثل بار وزملائها، لجأوا إلى الحواسيب الآلية بغية إجراء الدراسات رغم شح البيانات.

ففي بحث صدر العام الماضي، وُجد أن نجم "Trappist-1" رغم كونه أقدم وأخفت نوراً من شمسنا، فإنه يتمتع برياح نجمية أشد وأعتى من رياحنا الشمسية التي تضرب أرضنا آتية من الشمس؛ ويعتقد العلماء أن تلك الرياح النجمية العاتية أزالت الغلاف الجوي الذي كان يغطي الكواكب القريبة من النجم المذكور (حيث لا غنى عن الغلاف الجوي لنشوء حياة)، فيما نجت الكواكب الأبعد مسافة عن النجم بأغلفتها الجوية من هذا المصير. كذلك قام فريق آخر بدراسة كواكب نجم "Trappist-1″؛ لمعرفة هل يوجد عليها الماء –الذي هو شرط آخر للحياة- فوجدوا أن 4 من الكواكب الـ7 قد تحمل تلك الإمكانية.

ورغم تعدد الأبحاث التي أجرتها الفرق البحثية والتي خلصت إلى استنتاجات دعم بعضها بعضاً، فإن بار وغيرها من علماء الفضاء وفيزياء وجيولوجيا الفلك يتطلعون إلى المزيد من الملاحظات والمشاهدات، فلو تم إطلاق التلسكوب الفضائي الأميركي "جيمس ويب" في موعده هذا العام، فسيقدم المزيد من البيانات عن الكواكب الواقعة خارج مجموعتنا الشمسية، ما سيسهل التحدي ويذلل المصاعب التي ينطوي عليها تأليف بحث حول نظام نجمي بأكمله.

علامات:
تحميل المزيد