تعتزم السلطات النمساوية حظر دخول الداعية السويسرية المنتقبة نورا إيلي إلى أراضيها، باعتبارها لا تعتمد في ظهورها سوى على الإثارة والاستفزاز، بحسب النسخة الألمانية لـ "هاف بوست".
وبحسب ما جاء في صحيفة "كرونين تسايتونغ"، فإن هيئة حماية الدستور، وهي الهيئة المسؤولة عن الاستخبارات الداخلية في النمسا، تبحث حظر دخول الناشطة السويسرية إلى النمسا، ولم تذكر الصحيفة مصادر هذه المعلومات.
وطالب العديد من السياسيين من الحزب الشيوعي اليميني FPÖ، وكذلك السياسي إيفياني دونميز من حزب الشعب النمساوي ÖVP السلطات في النمسا بإعلان هذا الحظر.
إيلي متهمة بإطلاق تصريحات تعادي القوانين في أوروبا
يرجع السبب في هذه الضجة إلى التقرير الذي بثته قناة "سيرفس تي في النمساوية، نقلاً عن مصادرها الخاصة، والذي احتوى على تسجيل للداعية الإسلامية يعود إلى أحد محاضراتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في مسجد فيينا.
في هذا التسجيل قالت إيلي إن "المسلم ليس مضطراً إلى الالتزام والتقيد بالقوانين التي تُسنُّ لغير المؤمنين. ولا يستطيع المرء أن يعيش في سلام، دون أن يدخل في نزاعات مع الدولة، ولذا فإن بعض المسلمين يحاولون أن "يبتدعوا إسلاماً جديداً"، يتناسب مع فهم غير المسلمين، إسلام "المساجد المتحررة، وزواج المثليين، والصلاة المختلطة، وما إلى ذلك". وليست هذه كلها سوى محاولات لإضعاف الإسلام.
وقد جرت هذه المناقشة على خلفية قرار حظر النقاب في النمسا، الذي تعارضه الناشطة السويسرية، وتدعو للتظاهر ضده. وكانت إيلي قد سافرت إلى فيينا مع مجموعة من الناشطات المسلمات بغرض التظاهر والاحتجاج ضد هذا القرار، وقامت الشرطة باعتقال النساء المشاركات.
إيلي هي ممثلة المرأة في مجلس الشورى الإسلامي في سويسرا (IZRS)، الذي نفى هذه الادعاءات، موضحاً أن التصريحات التي نُشرت على لسان إيلي عن القوانين في أوروبا اقتطعت من سياقها، وتم تداولها على نحو مغاير لمعناها. وأن إيلي لم تقصد بهذا إلا تبديد مخاوف المسلمات اللاتي يترددن عن استخدام حقهن المشروع في وسائل الطعن القانونية في النمسا.
وبحسب مصادر خاصة فإن مجلس الشورى الإسلامي يعتزم رفع دعوى قانونية ضد الشخص الذي قام بتسجيل الحديث سراً في المسجد وقام بإذاعته.
الجمعية الإسلامية في النمسا ترفض استقبال إيلي
في الوقت نفسه أعلنت الجمعية الإسلامية في النمسا (IGGÖ) قطع علاقاتها مع إيلي، بحسب تصريحات الجمعية لصحيفة "كوريير"، موضحة أن "إيلي غير مرحب بها في الجمعية، فلا تسامح مع أي خطاب يحض على الكراهية، وليس لدى الجمعية مكان للمحرضين".
ودائماً ما تلفت إيلي، ومجلس الشورى الإسلامي بسويسرا الأنظار بالممارسات الاستفزازية؛ تارة بفيلم قصير مثير للجدل، ومؤخراً بتغريدة على تويتر، نشرت فيها إيلي صورة امرأة منتقبة، وصورة أحد معسكرات الاعتقال النازية، وحذرت من أن حظر النقاب الذي يعبر عن كراهية الإسلام، من الممكن أن يؤدي إلى نفس نتيجة كراهية اليهود في العصر النازي.
"Wenn Unrecht zu Recht wird, wird Widerstand zur Pflicht." Nicht erst wenn es soweit ist. #Dachau #Neveragain #memories pic.twitter.com/aRboH51h7c
— Nora Illi (@NoraIlli) ٢٠ نوفمبر، ٢٠١٧
وفي ألمانيا كانت إيلي ضيفة دائمة في العديد من البرامج الحوارية. إلا أن هذا على ما يبدو لن يتكرر مرة أخرى، وفقاً لما جاء على لسان المتحدث باسم تحالف الكتلة البرلمانية CDU في برلمان ولاية هيسن، إسماعيل تيبي، الذي دعا كذلك إلى حظر دخول إيلي إلى ألمانيا.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الألمانية لـ "هافينغتون بوست"، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.