"التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"، مقولة قد تكون صحيحة ولكنها تمثل أحياناً مشكلة لا ميزة.
ففي الأغلب قد ترسخ في ذهنك وأنت طالب معلومات أساسية تعلمتها في المدرسة وصاغت فهمك للكون والعالم، ولكن إنتاج المعرفة البشرية لم يتوقف عند مرحلتك الابتدائية.
في الواقع، إن بعض ما تم تدريسه منذ بضع سنوات، ينتمي اليوم إلى نظريات تم دحضها في ظل ظهور أدلة علمية جديدة.
تقرير لمجلة Diario planeta الإسبانية عرض 4 معلومات أصبحت بديهية بالنسبة للعديد منا؛ لأننا تعلمناها في المدرسة بينما العلم أثبت أنها غير صحيحة.
1. بلوتو يعد كوكباً
مما لا شك فيه أن عدة أجيال قد حفظت عن ظهر قلب أسماء مختلف الكواكب التي تكوّن المجموعة الشمسية، انطلاقاً من كوكب عطارد وصولاً إلى كوكب بلوتو، الكوكب الذي كان يعتبره الكثيرون الكوكب التاسع مقارنة بالشمس.
ويعود اكتشاف كوكب بلوتو إلى سنة 1930، وذلك من قِبل الباحث كلايد تومبو. وخلال عقود، ظل مداره وحجمه وتكوينه يلفه الغموض.
لا تزال العديد من الكتب العلمية تأخذ هذا الكوكب بعين الاعتبار، وتعرّفه على أنه جسم أبعد بكثير عن المجموعة الشمسية.
في سنة 2006، وإثر القيام بدراسة معمّقة بشأن هذا الكوكب، اكتشف العلماء أنه يفتقر إلى الهيمنة المدارية. ومن ثم، قرر الاتحاد الفلكي الدولي تصنيفه على اعتباره كُويكباً، جنباً إلى جنب مع الأجسام الصغيرة الأخرى التي تشكل جزءاً من التصنيف الجديد لمجموعة الكواكب القزمة التي عُثر عليها وراء كوكب نبتون. وتسمى هذه الكواكب "بلوتي"، أي الكواكب وراء النبتونيّة القزمة.
2. هناك 3 حالات فيزيائية للمادة فقط
تعلّمنا في المدرسة أن المادة يمكن أن تكون على 3 حالات فيزيائية فقط؛ السائلة والصلبة والغازية. ولكن هذا الموضوع لا يزال موضع جدل في صفوف العديد من العلماء.
وعلى الرغم من اكتشاف 7 حالات فيزيائية للمادة على الأقل، فإنه، في الوقت الحاضر، تم فقط إضافة "البلازما"، باعتبارها حالة متميزة من حالات المادة، إلى القائمة المذكورة أعلاه.
3. سور الصين العظيم هو الجسم الوحيد الذي يمكن رؤيته من الفضاء
على ما يبدو، فإن طول سور الصين العظيم، البالغ 7 آلاف كيلومتر، هو حجة كافية للجزم بأنه يمكن رؤية عظمته من الفضاء الخارجي. وقد أكد العديد من العلماء هذا المعطى عند الحديث عن الموقع التذكاري الأكثر شهرة في الصين.
لكن الواقع مختلف تماماً عما ذُكر. فعلى الرغم من طوله الشديد، فإن ارتفاعه لا يصل سوى إلى 6 أمتار في الجزء الأوسع منه، وهو ما يجعل رؤيته بالعين المجردة من محطة الفضاء الدولية أو القمر أو الأرض، أمراً مستحيلاً.
ومن المفارقات أن هذه الأسطورة قد ظهرت قبل أن تتمكن البشرية من رؤية كوكب الأرض من الفضاء في سنة 1938، عندما قام الكاتب والمغامر الأميركي ريتشارد هاليبرتون بنشر هذا الادعاء في كتاب له تحت عنوان "الكتاب الثاني من الأعجوبة".
4. يحتوي اللسان على منطقة محددة لكل نكهة
سابقاً، ومن خلال رسم تخطيطي ملوّن، تم توضيح كيفية عمل اللسان وطريقة إدراكه مختلف النكهات وفقاً لكل منطقة موجودة فيه. وقد بيّن هذا الرسم أن اللسان يحتوي على براعم ذوق محددة لفهم كل نكهة.
في المقابل، ومؤخراً، اتضح أن الخلايا العصبية هي المسؤولة عن خلق الإحساس بالنكهة، وأن ذلك المخطط كان مجرد فهم خاطئ لقي انتشاراً واسعاً خلال سنة 1901.
آنذاك، أفاد الخبير الأميركي إدوين بورينغ بأن اللسان يحتوي على مناطق تشريحية، وتبيّن أنه لم يتم فهم آلياته بالشكل الصحيح.
5. ألماس أقسى المواد
عرفنا اثنين من المواد أقسى من الماس منذ العام 2009: ورتزيت نيتريد البورون ولونسدالايت، وفقاً لمجلة Scientific American.
الأول يقاوم التسنن بنسبة قساوة تزيد عن الماس 18% ، والثاني أعلى بنسبة 58%.
لكن للأسف، كلا المادتين غير عاديتين نوعاً ما، وغير مستقرتين في الطبيعة. في الواقع، واضعو الدراسة، التي نشرت في مجلة "Physical Review Letters"، قاموا فقط بحساب صلابة المواد الجديدة، بدلاً من اختبارهما فعلياً باستخدام عينة ملموسة، وهذا يجعل الاكتشاف نظرياً إلى حد ما.
كما ظهر منافس آخر نُشر عنه في عدد يناير/كانون الثاني 2013 بمجلة Nature.
وفي أبسط شرح لماهيته، فهو مكون من ضغط جزيئات نيتريد البورون ليعاد تشكيلها مكونة مكعب نيتريد البورون نانو التوأمة فائق الصلابة.